مليونا معاق ومعاقة في اليمن معظمهم من الشباب والأطفال
لازالت سماح الشغدري 23عاما تحرز نشاطا لافتا رغم أنها واحدة ممن يصنفون بالمعاقين .. أعاقة الساقين تعد بالنسبة لمن يعانونها وخاصة الفتيات بمثابة هم ومعاناة مجتمعية إلا أنها ليس كذلك بالنسبة لسماح.وفضلا عن عملها في وزارة الثقافة ومواصلتها دراستها الجامعية أصدرت سماح الشهر الماضي مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان زهرة الماس.توفيق المحمودي هو الآخر يعانى الإعاقة لكنه تلقى برامج تعليمية في اللغة الانجليزية ويعمل الآن في مركز التثقيف الصحي.. والأهم من ذلك أن توفيق يهوى العزف على البيانو كما يهوى التمثيل لكن النشاط الفني والثقافي المقدم للمعاقين كما يقول ضئيل وموسمي.وغير هؤلاء ثمة تجارب حياتية لشبان وشابات اجترحوا مآثراًً وعزيمة وتحديا لوضعهم الخاص .. فرغم ارتفاع نسبة الإعاقة المقدرة بنحو مليونا معاق ومعاقة إلا أن العديد من المعاقين من الجنسين استطاع تجاوز أعاقته وأحرز البعض تفوقا وتأهيلا عاليين وهم اليوم يقدمون دليلا حيا على التطور النوعى الذى شهدته اليمن فى الاهتمام بشريحة المعاقين.على مدى السنوات الماضية حظيت شريحة المعاقين باهتمام حكومي غير عادي .. وثمة عزم قوى لمواصلة دعم برامج رعاية وتأهيل هذه الشريحة واستغلال طاقاتهم وتنمية قدراتهم فضلا عن التوجهات الرامية إلى أعطائهم الفرصة للمشاركة السياسية وفق التوصيات التي خلص إليها المؤتمر الوطني الأول للطفولة والشباب.وفى انتظار إعلان النتائج التفصيلية للتعداد السكاني والمعول أن تسلط الضوء على حقيقة الحجم الفعلي للإعاقة ألا أن بعض المصادر الرسمية تقدرها بنحو مليوني معاق ومعاقة معظمهم من الشباب والأطفال.ويأمل رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين دكتور محمد ناصر حميد بأن توفر نتائج التعداد الأخير إحصاءات دقيقة لحجم أعداد المعاقين سعينا إلى تضمين استمارات التعداد بيانات عن الإعاقة ونوعها .. حيث لا بيانات دقيقة بهذا الشأن.وتؤكد هدى أحمد علي مدير عام التأهيل الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن عدد المعاقين في اليمن ربما كان اكبر من مقياس منظمة الأمم المتحدة المقدرة بنسبة 20 من إجمالي عدد السكان.عقاب إلهي // يتفق كل من هدى وحميد ومعهما المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين عبدالله احمد الهمداني على أن كثير من الأسر تتحرج من الإفصاح عن وجود معاقين في أوساطها الأمر الذي قد يحول دون معرفة الحجم الحقيقي لعدد المعاقين، حيث لازال الاعتقاد السائد في المجتمع اليمنى يعتبر الإعاقة قدرا وعقابا إلهياً.وتقول هدى نحاول قبل كل شيء تغيير وجهة النظر الخاطئة تجاه المعاق.. وتتساءل كيف يمكن للمجتمع أن يتقبل المعاق أذا كانت أسرته غير قادرة على ذلك هذا الأمر ربما كان أيضا وراء تدنى انتساب المعاقين إلى جمعيات تختص برعايتهم وتأهيلهم وبحسب رئيس اتحاد جمعيات المعاقين فان عدد المنتسبين إلى الجمعيات يتراوح مابين 600 ألف إلى مليون معاق ومعاقة وحتى الآن هناك 58 جمعية منضوية في إطار الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين ويتوقع حميد انضمام 15جمعية أخرى قبل انعقاد المؤتمر العام الأول للاتحاد المقرر في ابريل المقبل.دعم حكومي // معظم الجمعيات تتلقى دعما من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين.. وطبقا لما ذكره المدير التنفيذي للصندوق عبد الله احمد الهمداني فهناك 72 جمعية ومركز حكومي أو غير حكومي تلقت خلال عام 2005م الماضي دعما من الصندوق بمبلغ 269.208.448 ريالا فيما بلغ إجمالي عدد المستفيدين من خدمات الصندوق خلال العام الماضي أكثر من 90 ألف معاق ومعاقة بينما وصل حجم الخدمات الفردية إلى أكثر من 23 ألف خدمة استفاد منها نحو11 ألف مستفيد.ويقول الهمداني أن الصندوق يعتزم رفع حجم خدماته للعام الجاري بنحو20 بالمائة فيما تنفذ وزارة الشؤون الاجتماعية برامج تأهيل مجتمعي في سبع محافظات رئيسية.ويشير إلى أن ما يقارب 18الف معاق ومعاقة سوف يضافون هذا العام إلى قائمة المستفيدين من خدمات الصندوق.ويضيف نسبة المستفيدين من فئة الشباب والأطفال تبلغ نحو 70 بالمائة .. والخدمات المقدمة لهم تتنوع ما بين التعليمية والتأهيلية والعلاج والتثقيف والزواج الجماعي وغيرها.وتوضح مدير عام التأهيل الاجتماعي هدى احمد علي أن البرامج التي تعتزم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تنفيذها تستهدف تدريب العاملين الذين يتعاملون مع الأطفال المعاقين ومع أسرهم.. وقد تم العام الماضي تنفيذ مسح ميداني في زنجبار أبين لقياس حجم الحاجة لخدمات التأهيل كما تم عقد ورشة بقصد تغيير نظرة المجتمع تجاه الإعاقة.وبالإضافة إلى دمج 84 طفلا وطفلة من ذوى الاحتياجات الخاصة بالمدارس العامة جرى أيضا تنفيذ ورشات ودورات توعية وفعاليات متنوعة.وبحسب مدير عام التأهيل الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية فقد بلغ إجمالي المستفيدين من الخدمات الطبية التي قدمتها الوزارة خلال العام الماضي حوالي 300 معاق ومعاقة في عدن و 496 في تعز و178 في الحديدة و131 في أبين و 546 في محافظة إب.برامج نشطة // وتنشط الوزارة عبر عدد من المراكز المختصة مثل مركز التأهيل التعليمي والمهني لذوى الاحتياجات الخاصة بصنعاء كما يوجد مركزا مماثلا في عدن ومركز للمكفوفين في عدن وصنعاء وقد بلغ عدد طلاب مركز عدن للمكفوفين خلال العام الماضي 25 طالباً وطالبة 0 و107 طلاب في مركز صنعاء إضافة إلى توفير السكن.كما تم تنفيذ عدد من البرامج والدورات التأهيلية وتوجد مراكز مشابهة في تعز وحضرموت وبلغ عدد الطلاب الملتحقين في مركز النور حضرموت العام الماضي 135طالباً وطالبة موزعين مابين التمهيدي والفصل التاسع أساسي.من جهة ثانية يوضح رئيس الاتحاد الرياضي للمعاقين عبد ربه ناصر حميد أن الاتحاد نظم منذ نشأته عددا من الأنشطة الهادفة إدماج المعاقين في مجتمعهم وذلك من خلال تشجيعهم على ممارسة رياضات عديدة.ويقول أن الاتحاد نظم العام الماضي ثلاث دورات في الشطرنج بمشاركة عدد من المكفوفين والصم والبكم بالإضافة إلى دورة خاصة بمدربي المكفوفين في مجال رياضات المكفوفين.ويوضح رئيس اتحاد رياضة المعاقين أن أبرز رياضات المعاقين هي لعبة كرة الجرس وسباقات العربات والدراجات والسباحة والجودو وغيرها.