أمين عبدالله إبراهيم يعد التعليم جزءاً رئيسياً من استراتيجيات تحسين رفاهية الأفراد وتطوير المجتمعات اقتصادياً واجتماعياً ، وحقاً اجتماعياً وضرورة حتمية للتنمية أكدت أهميته عدد من المعاهدات الدولية كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبرنامج العمل الصادر عن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لعام 1994م وقد اعترف المؤتمر العالمي الرابع للمرأة الذي عقد في بكين عام 1995م بأن معرفة القراءة والكتابة أمر أساسي لتمكين المرأة من المشاركة في صنع القرار في المجتمع ولتحسين رفاهية الأسر. وبالإضافة إلى ذلك ، أوضحت الأمم المتحدة أن أهداف الألفية الإنمائية تتضمن اهدافاً لتحسين التعليم ، والمساواة بين الذكور والإناث في التعليم وتمكين المرأة . وتؤكد أهداف الألفية الإنمائية الدور الأساسي للتعليم في بناء المجتمعات الديمقراطية وفي خلق قاعدة للنمو الاقتصادي المستدام. ويسهم التعليم بصورة مباشرة في نمو الدخل القومي بتحسين القدرات الإنتاجية للقوة العاملة . وقد خلصت دراسة حديثة تناولت 19 دولة نامية - تشمل مصر والأردن وتونس - إلى أن النمو الاقتصادي طويل الأجل للدولة يزيد بمقدار 3.7 % عن كل سنة يرتفع فيها متوسط مستوى تعليم الكبار ، ولذلك يعتبر التعليم إستراتيجية رئيسية للحد من الفقر ، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث لا يعتبر الفقر بالقدر نفسه من العمق الموجود في مناطق نامية أخرى. ووفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان فإن لدى الدول التي قامت باستثمارات اجتماعية في مجالات الصحة وتنظيم الأسرة والتعليم نمواً سكانياً أبطأ ونمواً اقتصادياً أسرع من الدول التي لم تقم بمثل هذه الاستثمارات. وفي خضم الاقتصاد العالمي الذي يزداد انفتاحاً ، تبدو البلدان ذات المعدلات العالية من الأمية وعدم المساواة بين الجنسين في الحصول على التعليم اقل قدرة على المنافسة لان المستثمرين الأجانب يطلبون عمالة ماهرة ورخيصة في الوقت نفسه وتشكل الاتجاهات العالمية المختلفة تحديات خاصة للنساء الأميات أو ذوات التعليم المحدود. ويمكن القول إن هناك العديد من المزايا والايجابيات التي يحققها التعليم وخاصة تعليم الإناث حيث انه كلما ارتفع معدل تعليم الإناث . انخفضت الخصوبة وانحسر النمو السكاني وهبطت وفيات الرضع والأطفال وتحسنت صحة الأسرة ، كما أن الزيادات في التحاق البنات بالمدارس الثانوية ترتبط بالزيادات في مشاركة النساء في قوة العمل ومساهماتهن في دخل الأسرة والدخل القومي ، وإن زيادة قدرات النساء على الكسب لها تأثير ايجابي على تغذية الأطفال ، كما أن أطفال الأمهات المتعلمات لديهم فرص اكبر للالتحاق بالمدارس ويتمتعون بمستويات أعلى في التحصيل التعليمي.
دور التعليم في نمو الدخل القومي وإبطاء النمو السكاني
أخبار متعلقة