نعمان الحكيم :مهيار .. وهناك أجمل من هذا الاسم الأثير .. هكذا كان زميلنا المرح المحبوب ، محمد شرف، رحمة الله عليه .. كان بمهيار فرحاً ويباهي به .. وكلما مررت عليه في الصحيفة (أقول أهلاً أبا مهيار) فيبتسم ويقول: انتم في التربية تملكون الكلام الجميل الكنكم لا تطبقونه على أولادنا .. وضحكنا، وفهمت أن مهيار قد تعرض في مدرسته إلى تصرف من معلم لم يحسن فعله .. وقلت: يا أبا مهيار ، ثق أن الدنيا بخير، ويا تصلح الأشياء إلا بهكذا تجاذب. اليوم .. وبعد فراق زميل غال علينا، وأنا أتصفح الصحيفة (لمحت تهنئة لمهيار) بمناسبة النجاح.. فقلت في نفسي ، لازم أهنئ مهياراً وهاتفت أم مهيار الطيبة، مهنئاً .. وكانت فرحتها بمهيار تساوي الدنيا.. لأنه خليفه أبيه وهو الرجل الذي يؤمل عليه.. حتى ولو كانت النتيجة المدرسية 88 % غير صحيحة كما قالت أم مهيار ، لأنه يستحق أكثر من ذلك.. وهي متأكدة من سلوك وأداء وذكاء أبنها .. لكن نقول: مبارك النجاح يا مهيار.. مبارك لك أم مهيار وإخوته وأهله هذا النجاح .. فهذا الشبل من ذاك الأسد الذي فقدناه في زمن حرج ومفاجئ. حقاً إنها الأقدار .. وكلنا إليها ومعها سائرون .. وهل يعلم الإنسان متى خاتمة حياته؟.. لكن لو حسن عمله وسلوكه، فأنه يقربه من الله سبحانه وتعالى، وخدمة الناس مكسباً كبيراً وثميناً، وهل يأخذ الإنسان من إلينا إلا العمل الطيب والأخلاق التي تذكر به سلوكه وأفعاله.. وهكذا كان الفقيد أبو مهيار: مسالماً ودوداً ، لم نلمس منه أي بادرة تسيئ أو تؤثر.. فكان في التلفزيون .. ثم الصحيفة نعم الأخ والصديق والصحافي الواثق من كتاباته التي لايهادن فيها، ومضى ، في لحظة لم نتوقعها .. وهو الذي كان دائم العمل والعطاء .. فلايتوقف ولا يكل - فسبحان الله الذي يسترد أمانته إليه. وماذا أقول .. وكيف أزيد .. وأنا استعيد ذكريات قفزت بألمها إلي .. ذلك الألم الذي يفقد فيه الإنسان عزيزاً أو قريباً ، أو أكثر من ذلك في الحياة بالنسبة لأهله وذويه .. لكن هي الحياة مجرد فسحه ، وعمر الفسحة ما كانت إلابز من مقسوم وأجل محتوم .. فلك المغفرة أخي محمد شرف _ أبو مهيار . ولمهيار نتمنى النجاحات المستمرة في ظل رعاية أمه .. أم مهيار وجعلها له في منزلة أبيه حتماً .. ووراء كل رجل عظيم امرأة .. ونرجو أن تكون الأخت أم مهيار كذلك لتصنع مهياراً آخر لزمن آت !
أخبار متعلقة