المـفتتح
احتوى المهرجان الأول لاتحاد شباب اليمن على طاقات إبداعية شبابية كبيرة ملفتة للأنظار إلا أن ما كان ملفتاً للأنظار أيضاً هو غياب التنظيم وتوجيه تلك الطاقات والمواهب ما أدى إلى ظهور الفعاليات بالمظهر الآني، أي وكأنها نظمت في ساعتها! كما أن لو لاقت تلك المواهب الشبابية الاهتمام والتنمية المستحقة لكانت ظهرت بشكل أكثر حرفية وأكثر إبداعاً.التنظيم بشكل عام هو ما كان ينقص المهرجان، فالعدد الكبير هو من الشباب، وفي فعالية من ذلك النوع هي الأولى من نوعها يجب أن تنظم بشكل يظهر بالمظهر الحضاري.كما غلب الطابع الترفيهي على الطابع التثقيفي الذي هو في الأساس الهدف المنشود من تجمعات كمهرجان الشباب، فقد خلت فعاليات المهرجان من الجانب التثقيفي إلا من المحاضرة التي كانت تلقى في الساعة الأولى من بدء فعاليات كل يوم، وبقية اليوم كانت تكمل بطريقة لاترتقي باسم الاتحاد ولا باسم شباب اليمن.لا ننكر المجهود الذي بذله كل القائمين على المهرجان ولهم جزيل الشكر في البدء بخطوة قد تكون بداية لتغيير الكثير في شبابنا ولكن يجب التركيز على الجانب الجدّي التثقيفي في زرع أفكار بناءة في الشباب، وفي أفكارهم وتغيير الخاطئة منها، فيكفي شبابنا فن وترفيه، عليهم البدء في التفكير ولو بالقضايا الحياتية البسيطة التي كنا نأمل أن نراها تناقش وتوضع حلول لها في مساحة أكبر من المحاضرة الأولى في كل يوم.نكرر الشكر لاتحاد شباب اليمن، وقبل ذلك للرئيس علي عبدالله صالح لدعم فعالية بضخامة المهرجان الأول للشباب (ضخامة عددية)، ولكن إن لم نخطئ لن نتعلم من أخطائنا، لذلك يجب على القائمين على الاتحاد تقييم الأخطاء لتفاديها في المستقبل - إن كانوا ينوون تكرار المهرجان في سنوات متلاحقة، وهذا ما نرجوه ولكن بنوعية أفضل - لنخرج بشباب فكرهم أرقى وأفضل.[c1]عثمان عصام عثمان[/c]