متابعة/ عبدالله الضراسي شهد فرع اتحاد أدباء وكتاب عدن مطلع شهر رمضان الفضيل انطلاقة فعاليات برنامجه الثقافي السنوي (ليالي رمضان الثقافية) منذ يوم التاسع من شهر رمضان المبارك الموافق للتاسع سبتمبر بأولى فعالياته الثقافية الرمضانية والتي دارت حول محور: (الوسطية والتسامح في الإسلام).. شارك فيها الأساتذة الدكتور / علوي عبدالله طاهر والدكتور أحمد سالمين الخياط والشاعر مبارك سالمين .. وقد افتتحها وأدارها الشاعر دكتور جنيد محمد الجنيد، أما الثانية فكانت حول محور (عدن محمية تاريخية) شارك فيها الأساتذة الدكتور مسعود عمشوس والدكتور محمد صالح بلعفير وهشام عبدالعزيز وهيفاء مكاوي وافتتحها وأدارها أ.د/ قاسم المحبشي . [c1]وقائع فعالية (الوسطية) والتسامح في الإسلام[/c]أقيمت الفعالية الأولى من برنامج (ليالي رمضان الثقافية) للفرع يوم الثلاثاء الموافق لـ 9 سبتمبر 2008م في فرع الاتحاد بخورمكسر تحت عنوان: (الوسطية والتسامح في الإسلام) افتتحها وأدارها الشاعر الدكتور جنيد محمد الجنيد.. وقد شارك فيها الأساتذة الدكتور علوي عبدالله طاهر والدكتور أحمد سالم الخياط الشاعر مبارك سالمين رئيس الفرع وساهم فيها بالنقاش أ.د/ قاسم المحبشي. [c1]مداخلة د. علوي طاهر [/c]وكانت مداخلة الأستاذ الدكتور علوي عبدالله طاهر أولى المشاركات حيث قدم مداخلة مطولة وتحدث بإسهاب عن محور الوسطية من مختلف الجوانب ،إذ قال : (الوسطية والتسامح جزء من معطيات الوسطية ، ومصطلحها اللغوي البعد عن الإفراط أي البعد عن الزيادة على ماهو وسط ، الوسط هو الأفضل ، وعدم الإفراط فيه موازنة بين المادة والروح وهو ما يؤدي إلى استقامة الحياة، لأن كل ماهو مفيد وخير هو وسط ، وأن هناك خاصية (وسطية المنهج) والإسلام منهج شرعي خص الله به أمة الإسلام التي جمع الله لها بين الحقين (الروح والجسد) والوسطية اعتراف بحقوق الفرد والجماعة والتقرب إلى الله، ووسطية الإسلام سياج قوي لحماية الإسلام، وهو منهج شامل كامل ومتكامل. [c1]مداخلة الدكتور أحمد سالم [/c]وكانت مداخلة الدكتور أحمد سالم الخياط مساهمة نظرية مكثفة بهذا الصدد .. حيث قال : (لمفاهيم والمصطلحات شكلت حاجة تاريخية، وتقوم هذه المفاهيم على عكس التغيير ، لهذا نرى مفاهيم تظهر في خضم التغيير وتقدم ملامح ذات قدرة هائلة ووسيلة مضمونة التغيير بين هذه الفئة وتلك وسط نفوذها، والتعاطي مع المفاهيم (التأصيل) للموقف أو الدلالة الشرعية. ولهذا ظهر مصطلح (الوسطية) ، فضاء واستخدامه لم يبدأ سوى بعد أحداث 11 سبتمبر فتم تداوله منذ تلك اللحظة ، جنوح الفكر الإسلامي ، الاعتدال والتوسط، إحراز جدل عند عدد من التيارات واتجاهات التيار الإسلامي حول العودة إلى السلف الصالح، والتوجه نحو (عصرنة الإسلام). والانطلاق إلى تجديد الشراكة مع العالم.[c1]مداخلة مبارك سالمين[/c]وتحدث الأستاذ مبارك سالمين رئيس الفرع في مداخلته قائلاً: (ماذا أقول بعد أن قدم الدكتور علوي طاهر (الوسطية من خلال الشريعة الإسلامية) والدكتور أحمد سالم الذي قدم الوسطية على المستوى الفلسفي ، فأقول : يمكن أن تكون (الوسطية) مجموعة من الوسطيات،إن الإسلام كان عبر التاريخ هو التسامح ، فهو سمة أساسية للدين الحنيف ونصوص القرآن الكريم تبين بما لايدع مجالاً للشك أن التسامح، ووثيقة صحيفة المدينة ساوت بين مواطني الدولة الإسلامية .. إنها أول دستور بحقوق الإنسان .. المواطنون أمة واحدة ، التأكيد على أن (صحيفة المدينة) سمحت بحرية ممارسة سكان المدينة، وصحيفة المدينة نص نموذجي لسمة التسامح بين طرفي عملية اجتماعية (المتسامح + المتسامح معه) ، ربما مع دين مختلف في الثقافة العربية ، ويقول المفكر العربي الكبير (محمد عابد الجابري) : التسامح هو تعايش المختلفين بسلام بدون اضطهاد أو غبن أو حقد، معناه التسامح الفعلي، والإسلام أقر بهذا السلوك. [c1]مشاركات أخرى [/c]وقد شارك كل من أ.د مبارك حسن خليفة بإضاءة تاريخية حيوية من داخل السودان عن التسامح الديني في السودان، خاصة منذ سنة 1991م بعد الانقلاب والتفرقة بين أبناء السودان وهجرتهم إلى أوروبا وكذلك تحدث أ.د قاسم المحبشي أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بجامعة عدن حيث قال: إن التسامح هو نتيجة لوجود العقل واللبنة الاجتماعية والمعايير الاقتصادية والمجتمع المؤسسي ، ومن أدبيات المجتمع الديمقراطي اليوناني: (علينا ألا نقبل من شريكنا أن يتصرف على هواه، هو حلم، لا تسامح عند نابل هو حلم لإنسان متناحر كل يوم. والتسامح يتواجد مع الحضارة والمجتمع المدني .. و(استحلاب لبن الظبية ) ومستحيل ، لأن التسامح مبني على الديمقراطية والعقلانية.