أضواء
في التظاهرة الإسلامية المتمثلة في المؤتمر الإسلامي الذي افتتحه الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الأربعاء الماضي 4 /6 / 2008 بهدف التقريب بين وجهات نظر هذه الفرق والسعي لتذويب ما من شأنه أن يفرق أهل الإسلام ويفتت وحدتهم، اجتمع علماء وفقهاء ومفكرون من شتى الفرق والمذاهب الإسلامية في مكة المكرمة, وحضر هذا المؤتمر عدد كبير من الأسماء المشهورة ومعظم مفتي الدول الإسلامية إن لم يكن كلهم , ومن ضمن من حضر السيد علي أكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس السابق لجمهورية إيران الإسلامية و (رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام) حالياً.المسلمون بحاجة لمثل هذا المؤتمر لأن من شأنه أن يوسع الأفق ويكبر دائرة الانتماء ويهيئ النفس البشرية لدخول تجمع أكبر من البشر في مربع القبول , لكن مثل هذا المؤتمر تناقضه جهود أخرى هي أقل سماحة وأكثر ضيقاً وأقرب نظرة.فقد سبق افتتاح هذا المؤتمر بيان خرج علينا في الأحد الماضي يتعارض تماماً مع هذا النهج المتصالح الساعي لردم الفجوات, بيان وقعه عدد من المشايخ السعوديين لا يخرج عن نمط البيانات التي نعرفها والتي تحذر من خطر الرافضة ( الطائفة الشيعية ) داخلاً في تفاصيل العقيدة الشيعية ثم انتهى الموقعون على البيان إلى أن طائفة الشيعة شر طوائف الأمة وأشدهم عداوة وكيداً لأهل السنة والجماعة.الجديد في البيان هو خروجه من النقل عن الكتب السنية التي شتمت الشيعة منذ سبعمئة سنة ليدخل في عالم السياسة منتقداً من اغتر من أهل السنة بحزب الله اللبناني وانخدع بمعاداتهم لليهود والنصارى في لبنان. هذا البيان عليه مأخذان , الأول أنه إساءة لأهلنا من شيعة المملكة العربية السعودية والذين لا يعرفون وطناً سواها. الثاني أنه سيكون سيئ الأثر على الوضع اللبناني الساخن حتى الساعة.كثير منا كتب وبين الخطأ الفادح الذي وقع فيه حزب الله عندما اجتاح شوارع بيروت بقوة السلاح في الشهر الماضي , لكن الخطأ لا يقابل بخطأ مثله , فمثل هذا التهييج الطائفي الوارد في هذا البيان هو بمثابة صب الكيروسين على النار في بلد ما زال العقلاء فيه يبحثون عن طريق متعرج كتعرج أزقة بيروت لكي ينقذوا لبنان من شبح الحرب.مثل هذا التهييج الطائفي سيقابل بتهييج مثله بطبيعة الحال ومن سببته فإنه سيسبك, ولو لم يأخذ الحكماء بزمام المبادرة, ليتحدثوا عما يجمع الناس ولا يفرقهم, فإننا سنعود وكأننا في طوابير (صفين) نسن الرماح ونختبر الدروع. * عن/ صحيفة «الوطن» السعودية