في فن المعمار الراهن
[c1]* وحاضر معماري يفتقر للأصالة[/c]استطلاع / عبدالقوي الأشولفن المعمار.. يعتمد على الابداع وسعة الخيال فكلما كان خيال المهندس المعماري واسعاً تجلت عطاءاته في مجال المعمار.. بنماذج هندسية رائعة.. تمتلك مزايا ومقومات الفن المعماري بجمالياته المتنوعة.في أحوال مجتمعنا اليمني المعروف تاريخياً بثراء فن وهندسة المعمار.. كانت البيئة ملهمة لاولئك القوم حين برزت معطيات فنهم في ثنايا تراثنا المعماري الذي يعود إلى حقب تاريخية موغلة في القدم بل ارتبطت إلى حد كبير بموروثنا الحضاري بصفة عامة الهام البيئة وحاجة الانسان.. مكنت جيل الاجداد من اظهار قدر من تجليات ثقافة الفن المعماري سواء بما خلفوا من قلاع وحصون وقصور أو ماهنا لك من معالم معمارية ارتبطت بظهور تلك الدويلات التاريخية في حقب زمنية متباينة الا ان الثابت في هذا السياق التاريخي عدم انقطاع هذه الفنون وتنوعها بل انها بدأت من عصور ماقبل الميلاد وذلك مانجده في الخرائب الاثرية في مختلف نواحي بلادنا.كما ان عدداً من المعالم الاثرية خصوصاً في القنوات الزراعية والسدود المائية تؤكد بجلاء عمق هذا التراث وتأصله في حضارة اليمنيين السباقين إلى ميادين.. هندسة قنوات الري بكل ماصاحبها من بحث وابتكار في ثنايا البيئة المحيطة عن تلك المواد المدعمة.. لفنونهم المعمارية كمادة الجص أو الغضه، التي استخدمت على نطاق واسع في هندسة السدود، وهي المادة التي مازالت مقاومة لعوادي الأزمنة حتى يومنا هذا نماذج قائمة في السدود التي مازالت تحتفظ بمياه الامطار حتى يومنا هذا في بعض المناطق الجبلية تحديداً ولو أننا تأملنا في طبيعة وتفاصيل تراثنا المعماري.. لوجدنا انه من محض مخيلات جيل الاجداد اهتدوا اليه بدافع الحاجة بمعنى انه لم يكن فناً قائماً على اساس نماذج هندسية مسبقة.. كما هو عليه الحال في أيامنا هذه.جيل الاجداد كان السباق الغريب بل والمدهش.. إن جيل الاجداد كان الاكثر تفاعلاً مع البيئة من حوله والقادر على تطويع خاماتها في خدمته والاكثر رأياً في ابتكار مايتناسب مع محيطه الجغرافي.من هنا نجد فوارق وربما تنوعاً بين فن المعمارة في القرى النائية والمرتفعات الجبلية والمناطق السهلية كما تختلف المواد المستخدمة في السهول عنها في المرتفعات.ففي مناطق الجبال وحصونها المرتفعة نجد الأحجار هي السائدة بالاضافة إلى ثقافة التعاطي مع الحجر في بناء العقود الحجرية وإلى ماهنا لك من نماذج رائعة مازالت قائمة حتى يومنا هذا.أما المناطق الساحلية الرطبة.. فكانت مادة الطين هي السائدة كما هو الحال في مدينة شبام التاريخية الامر الذي ساهم وبجلاء في التكيف الذكي مع البيئة المحيطة بمعنى أن مايصلح للمرتفعات الجبلية لايبدو كذلك عند سكان المناطق الساحلية الحارة والمناطق المنخفضة.أي إن مخيلاتهم المعمارية في حدودها الواسعة استوعبت حاجة السكان بمختلف أطيافهم وناجت البيئة بصورة متوافقة.وهو مانفتقر له في واقعنا المعماري الراهن بكل ماتصاحبه من تعقيدات عصرية وماتلازمه من تقنيات حديثة حين بدت الأمور تحمل طابعاً ونمطاً واحداً في مختلف الأحوال والظروف البيئية أي ان الاسمنت المسلح هو مايميز ثقافة الحاضر والحاضر الذي ذوت تحت رايته.. قوالب الماضي بكل مافيها من ايجابيات ورقي وفنون واصالة وحاضر.بمبان خرساء.. تفتقر إلى روح الابداع وعطاء المخيلات.. ومدن بلا ملامح بل انها في تلاوينها طيف لنماذج تم محاكاتها.. من بيئات أخرى مختلفة ومثل هذا الاستلاب الذي تم السعي اليه حثيثاً اتى على مافي تراثنا المعماري من مميزات وجعل نمط التفكير حتى عند الدارسين لهذا الفن محصوراً في قوالب المدينة الحديثة التي لاتستمد في مكوناتها ما نسبته 50 من مواد البيئة المحيطة.[c1]تعقيدات عصرية [/c]بل ان التعقيدات الراهنة قادت إلى العزوف الكلي عن نماذج المنازل الطينية في المناطق والمدن المنخفضة بصورة كلية وهو مامثل حرمان الطبقات الفقيرة من امكانية البناء عبر محاكاة ثقافة جيل الاجداد والآباء وبما يمكن من تحاشي تكاليف المباني الحديثة التي تعتمد في مكوناتها على المواد المستوردة من معظم الخارج ناهيك عن عدم تناسبها مع روح البيئة المحيطة وبعد ان بدا طابع المعمار المسلح تقليداً عاماً في المدن والارياف علماً ان بعض المناطق المنخفضة مثل عدن وتهامة وحضرموت وأبين ولحج ينبغي أن تستوعب مثل تلك الخصوصيات في مبانيها تجنباً للحر الشديد أملاً ان نجد اهتماماً فعلياً بنمط المعمار لدينا.. خصوصاً وشغف الانسان بهذا الفن مازال حياً ومتوارثاً ولو بصورة نسبية .