
كبار القوم سناً ومكانة اجتماعية وما سواهم الفرحة تعم قلوبهم سواسية كونهم يعيشون حياة متساوية ويتعبدون بين ايدي الخالق سواسية وينعمون بخيرات الرحمن سواسية وكل وفقاً لمبذوله من جهد زنده وعرق جبينه بما يرضي الله ورسوله.
وها هي اليوم نيرات صدوح شيوخ مساجدنا تصل إلى مسامعنا من المآذن وكأنها نواحات طافحة بمآسي البؤس وكشف الحال، حال فقرنا المدقع جماعياً.. لا عدالة ولا أمل باحقاقها بقابلة الزمن الآتي.
المآذن تبشر بحلول عيد كشف الحال.. عيد التجويع الفاضح للمستور.. الكل جياع.. الكل حفاة.. الكل يحلمون بشماطير بالية ولو حتى ممزقة لا بأس بذلك المهم نلبسها لأول مرة لستر الحاجة حتى لو ظفرنا بها من بقايا كداديف سارقي اللقمة والبهجة من أفواهنا ومحيا فلذات أكبادنا.
انه عيد المتباهين بسفك دماء عشرات الاضاحي والجياع الحالمين بكسرة خبز ولو كانت جافة غير هنيهة لا يهم فالمهم اسكات معد البطون من القرقرة.
انه عيد المستضيفين في أرقى المصايف المالكين لأرقى موديلات المركبات والملابس والعطور مقابل المصطلين بنيران الصيف القائظ وظلمة النور العاطشين لشربة ماء.. المثقلين بهموم شح اليد.. عيد الجياع المعدمين الذين كنا نسمع عنهم زماااان ها هم اليوم مجسدون بدمهم ولحمهم وشحمهم والجون بدواخلنا ومشاعرنا مدلون ينتمون منا إلينا.. اننا واياهم ننتمي لعملة هابطة واحدة.. فيا «نحن وانتم» المقهورون في هذه البقعة من أرض الله الطيبة..