عمر السبعالغابات جزء لا يتجزأ من البيئة وتؤدي دوراً رئيساً في الاتزان البيئي وهي بنك الكربون، إذ تمتص كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كما أوضحت المؤشرات العلمية أنّ مساحة واحد كيلو متر مربع من غاية استوائية يطلق في اليوم الواحد ما يقارب عشرة أطنان من غاز الأوكسجين، فالغابات إذاً رئة العالم تمتص الكربون وتطلق غاز الأوكسجين وتعمل باستمرار على نقاء الهواء الجوي.والغابات موزعة بنسق متساوٍ على أرجاء العالم كافة، وعشرون في المائة (20%) من غابات العالم تبقى سليمة، وهي الغابات الاستوائية المطيرة، وغابات المنجروف الاستوائية، والغابات الساحلية وغابات المستنقعات.وتقدر مساحة الغابات على مستوى العالم بنسبة ثلاثين في المائة (30 %) من مساحة اليابسة أي ما يُعادل 3.9 مليارات هكتار، حسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة الفاو عام 2001م، وهذه نسبة غير ثابتة بسبب ما يحدث للغابات، على مستوى العالم، من تدخل بشري كالقطع الجائر للأشجار، واستخدامات الغابات للأغراض التجارية والزراعية والرعي والأغراض العمرانية.. ناهيك عن حرائق الغابات التي تلتهم قدرة الغابات على الاتزان البيئي.وهناك قياسات علمية تعتبر إزالة الغابات مسؤولة عن عشرين في المائة (20 %) من انبعاثات الكربون على مستوى العالم.. وتآكل الغابات مستمراً وبمعدلات مخيفة.وحرائق الغابات من أخطر المشاكل التي تواجه البيئة، وسببها الطبيعي هو المُناخ الجاف، وينجمُ عن هذه الحرائق مخاطر انبعاث غاز أول أوكسيد الكربون السام والمضر بالصحة. وقد تنجم الحرائق في الغابات بسبب تدخل الإنسان فيها كالحرائق التي نشبت في إندونيسيا في جزيرتي (بورنيو) و(سومارتا) ما بين عامي 1997 – 1998م وما أعقبها من مشاكل صحية وبيئية، والحرائق التي نشبت في البرازيل عام 1998م وقضت على مليون هكتار من غاباتها.وتُعد الغابات من الثروات المتجددة وهي أراضٍ كثيفة الأشجار وذات جمال طبيعي وتنوع حيوي، وأحد أهم المصادر الطبيعية المهمة ومصدر للدواء ولمواد البناء وصناعة الورق والوَقود إذا ما تم إدارته بشكل سليم.لقد قدّر علماء البيئة أنّ معدل فقدان الغابات ما يقارب 0.4 % على مستوى العالم، ومعدلات زوال الغابات هي الأعلى في كل أفريقيا وأمريكا اللاتينية.وتختلف أنواع الغابات باختلاف خط العرض وبارتفاعها عن مستوى سطح البحر وعلى درجة المُناخ فهناك غابات مخروطية في آسيا وأوروبا الغربية وبريطانيا وتمثل 35 % من غابات العالم، وغابات المناطق الاستوائية في جنوب شرق أفريقيا الوسطى والبرازيل وغويانا في أمريكا الجنوبية وهذه الغابات هي من أكثر الأنظمة البيئية تثبيتاً للكربون وأغنى غابات العالم بالتنوع وتضم مجموعة كبيرة من أشجار الصنوبر، وهناك غابات المناطق المعتدلة ذات الأوراق العريضة وتمثل 16 % من غابات العالم، ويكثر فيها شجر البلوط.. ويعيش أكثر من خمسمائة مليون نسمة في الغابات أو المناطق المتاخمة منها، وهي مستودَع غني للتنوع الحيوي وتأوي أكثر من 80 % من التنوع البيولوجي الأرضي.ولا تقتصر أهمية الغابات في كونها تحد من تأثير الصوبة والتخفيف من ظاهرة الاحترار العالمي بامتصاصها غاز ثاني أكسيد الكربون، بل تحمي أيضاً ينابيع المياه وتحافظ على خصوبة التربة ومنعها من الانجراف وحماية مستجمعات المياه والتقليل من مخاطر الكوارث الطبيعية كالفيضانات والانهيارات الأرضية، والحفاظ على الموارد الطبيعية وتنقية الهواء من الغبار والغازات السامة والأدخنة الناتجة عن الأنشطة البشرية، وتمنع التصحر وتحمي المناطق الشاطئية.. وتحتجز غابات الصنوبر الحرجية غاز ثاني أكسيد الكبريت، وتنتج بعض الغابات زيوتاً طيارة مضادة للجراثيم، كجراثيم السل.ز وغابات الأرز يتكون تحت مظلتها نسباً كبيرة من غاز الأوزون.. والرياضة في مثل هذه الغابات تنعش الأعصاب وتريح الجسم.فالطبيعة لا تعرف الإسراف، لكن البشر هم من يخل بالاتزان البيئي، وهناك جهود عالمية لتحسين نظام إدارة الغابات ومكافحة القطع غير القانوني للغابات والمؤتمر العالمي للغابات يعمل على تنسيق العمل الدولي لمكافحة استئصال الغابات ووضع معايير ومؤشرات للإدارة المستدامة للغابات ومعالجة قضايا الحراجة العالمية.. ووضع بعض الغابات ضمن مناطق المحميات الحرجية، فبقاء الغابات ضمان لبقاء النوع البشري.
|
ابوواب
الغابات مستودعات غنية للتنوع الحيوي وبقاءها ضمانا لبقاء النوع البشري
أخبار متعلقة