تحت ظلال الإسلام
اختار الله سبحانه وتعالى أن تكون المرأة سكناً للرجل، ومكملة لسعادته، ومساعدة له على أداء عمله، وآداب الإسلام بصفة عامة يظهر منها بوضوح وجلاءأن للمرأة رسالة هامة في ثلاثة ميادين من أخطر العوامل. في حياة المجتمع، واستقراره، وسعادته. فأما رسالة المرأة بالنسبة لزوجها فإن كتاب الله سبحانه وتعالى - الذي هو نور الله لأهل الدنيا- عبَّر عن ذلك أجمل تعبير وأكمله راسماً الحياة السعيدة الهانئة فقال تبارك وتعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (سورة الروم) فالله جل شأنه جعل المرأة سكناً وأمناً وطمأنينة للرجل. والرجل والمرأة كوكبان في مدارين متغايرين, ولا بدّ أن يمضي كل كوكب في مداره متحركاً:(لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ).إن الشرط الأساس لسعادة كل من الرجل والمرأة هو أن يستمر كل منهما في حركته ضمن مداره, وسوف تعطي الحرية والمساواة ثمارها حينما لا يخرج أي من الجنسين عن مداره الطبيعي والفطري . إنّ الذي أدّى إلى المتاعب في بعض المجتمعات الغربية، وكذلك في المجتمع الأمريكي، إنّما هو التحرك بالاتجاه المضادّ لإيعازات الفطرة والتكوين, بخلاف الإسلام الذي يعدّ(باعتراف الصديق والعدو في زمن مجيئه (خطوة متقدمة في مصلحة المرأة وعلى طريق حقوقها الإنسانية, فإنّه لم يغفل إطلاقاً أنوثة المرأة ورجولة الرجل حين استبصر القرآن المرأة كما هي في واقعها الطبيعي والتكويني، ومن هنا حصل الانسجام الكامل بين إيعازات الطبيعة وأوامر القرآن, فكانت المرأة في القرآن صورة لواقع المرأة في التكوين, وتطابق الكتابان الإلهيان العظيمان: الكتاب التدويني والكتاب التكويني. القانون الطبيعي في الحياة الاجتماعية هو قانون الحرية والمساواة, ويلزم أن تنظم الأحكام والأعراف الاجتماعية على أساس أصلي المساواة والحرية، لا على أساس شيء آخر, خلا فاً لعقد الزواج حيث وضعت له الطبيعة قوانين أخرى مضافاً إلى أصلي الحرية والمساواة, ولا سبيل سليم إلا باتباع ورعاية هذه القوانين. والطّلاق كالزواج له قبل كل قانون اعتباري قانون في طبيعة التكوين, فكما يجب رعاية قوانين الطبيعة في أوّل الطريق وفي وسطه, يعني الزواج, يتحتّم أيضاً رعاية تلك القوانين في نهاية المطاف, يعني الطّلاق ، إن الزواج وحدة واتّصال والطلاق فرقة وانفصال .وحينما أسست الطبيعة التكوينية قانون الزواج على أساس المحبة والوحدة والصفاء لا على أساس الرفقة والتعاون، وحينما أقام التكوين بناء الأسرة على أساس محورية الجنس اللطيف وإدارة الجنس الخشن، فسوف يكون الانفصال والفرقة وتبعثر وتلاشي التنظيم الأسري قائماً على أساس أحكام خاصّة تفرضها طبيعة التكوين.فما أسعد المرأة في ظلال الإسلام وما أسعد الرجل بالمرأة الصالحة التقيَّة النقيَّة الطاهرة العفيفة وما أسعد المجتمع بالنساء المؤمنات الفاضلات اللاتي يوجِّهن النشء إلى الآداب الإسلامية المباركة، ويربين الجيل على الفضيلة، ومكارم الأخلاق. لأنَّهنَّ مصدر خير، ومنبع فضل ومشرق نور وهداية، والإسلام المبارك غني بالمثل العليا للسيدات المسلمات .