الحكومة العراقية تشكل خلية أزمة لإدارة مناطق التفجيرات
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال السفير الأمريكي لدى بغداد ريان كروكر لصحيفة نيويورك تايمز ان الرحيل المبكر للقوات الأمريكية عن العراق أو الانسحاب إلى قواعد داخله قد يفضي إلى زيادة حادة في العنف ويؤدي إلى مقتل الآلاف.وقال كروكر بخصوص احتمال تفاقم العنف في حالة انسحاب القوات الأمريكية “يجب النظر الى العواقب والى أولئك الذين يقولون ان بإمكاننا إقامة قواعد في مناطق أخرى في البلاد.”، وتابع “نعم يمكننا.. ولكن سيكون هناك احتمال وقوف القوات الأمريكية موقف المتفرج بينما يذبح المدنيون بالآلاف. وهذا ليس احتمالا طيبا.”وسيقدم كروكر والقائد العسكري الأمريكي الجنرال ديفيد بتريوس تقريرا إلى الكونجرس في منتصف سبتمبر بشأن ما اذا كانت الزيادة الكبيرة في عدد القوات الأمريكية أفلحت في كبح العنف وما إذا كان الزعماء السياسيون بالعراق أحرزوا تقدما بخصوص المصالحة الوطنية.وسيجري الكونجرس الأمريكي هذا الأسبوع ما يتوقع أن يكون نقاشا مثيرا بخصوص مستقبل وتمويل الحرب قبل تقرير هام تقدمه الإدارة بخصوص العراق إلى الكونجرس بحلول 15 يوليو.وقال كروكر انه يستند في تحذيره إلى ما لاحظه منذ توليه منصبه قبل نحو أربعة أشهر وخبرته السابقة في العراق قبل أكثر من 25 عاما والى دروس مستفادة من عمله في بيروت في أوائل الثمانينات.ونقلت نيويورك تايمز عن كروكر قوله ان “انعدام القدرة على التصور” جعل من المستحيل توقع العنف الذي أطبق على لبنان عندما انزلق إلى الحرب الأهلية. وأضاف “إنني على يقين من أن ما سيحدث هنا يفوق أي تصور.”وقالت الصحيفة ان كروكر ذكر في عرضه للمخاطر المترتبة على انسحاب القوات الأمريكية عدة احتمالات.وقال ان ذلك يشمل احتمال “الانهيار الكامل” لقوات الأمن العراقية البالغ قوامها 350 ألفا تحت وطأة الضغوط الطائفية وتفككها إلى ميليشيات.
في غضون ذلك قالت الحكومة العراقية أمس الثلاثاء إنها قررت تشكيل خلية لإدارة الأزمات التي تنجم في المناطق التي تتعرض إلى أعمال مسلحة والتي تستوجب القيام بإجراءات عاجلة وطارئة لمعالجة الموقف فيها.وقال بيان الحكومة ان مجلس الوزراء قرر أمس الثلاثاء “تشكيل خلية لإدارة الأزمات التي تنجم عن الأعمال الإرهابية أو أية أزمة تحتاج الى إجراءات عاجلة وطارئة في أي منطقة من مناطق العراق.”وأضاف البيان أن الحكومة اتخذت هذا القرار على ضوء العملية المسلحة التي استهدفت منطقة طوزخورماتو والتي تقع جنوبي مدينة كركوك يوم السبت وأسفرت عن مقتل وإصابة ما يقارب 400 شخص.وقال البيان ان الحكومة قررت اتخاذ عدة قرارات لمعالجة الأضرار التي تعرضت لها المنطقة في طوزخورماتو “ووضع حد للأعمال الإرهابية التي تقترفها العصابات التكفيرية والصدامية وملاحقتهم لتخليص الشعب من شرورهم.”، وأضاف البيان أن الحكومة حثت “المنظمات الإنسانية العراقية على تقديم المساعدة لمعالجة الاضرار والخسائر والأوضاع الإنسانية التي نجمت عن الجريمة.”وقال البيان ان الحكومة قررت “تخصيص مبلغ عشرة ملايين دولار لاعمار المنطقة وتعويض عوائل الضحايا والعوائل التي تعرضت ممتلكاتها لأضرار جسيمة.”وكانت المنطقة قد تعرضت الى دمار شبه كامل بسبب شدة الانفجار الذي استهدفها. ميدانياً قالت الشرطة العراقية ان هجوما كبيرا بالمورتر والصواريخ على المنطقة الخضراء في بغداد أدى أمس الثلاثاء إلى مقتل اثنين من العراقيين وفلبيني واحد وإصابة 25 شخصا أخر. وأضافت ان 40 قذيفة مورتر وصاروخا أطلقت على المنطقة التي تضم مقر الحكومة العراقية والسفارة الأمريكية. وكان هذا من اكبر حوادث القصف التي تتعرض لها المنطقة المحصنة. وقالت الأمم المتحدة في تقرير صدر حديثا شكت فيه من تصاعد مخاطر العمل في المنطقة الخضراء إن الهجمات شبه يومية وإن 26 شخصا قتلوا بنيران غير مباشرة بين منتصف فبراير وأواخر مايو. ويقول القادة العسكريون الأمريكيون ان كثيرا من الصواريخ ومدافع المورتر التي يتم العثور عليها بعد هذه الهجمات صنعت في إيران وكثيرا ما يبدو أنها أطلقت من حي مدينة الصدر معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في شرق بغداد.