جاء خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في عاصمة مصر العربية ليخلق حالة من الجدل ، وتباين الآراء، وتعددها ، وهذا مشروع بطبيعة الحال خاصة عندما نتحدث عن حرية الرأي والديمقراطية، وبما إننا نتحدث عن حرية الرأي تعالوا نتحدث من العقل إلى العقل : - هل كان يشك أحد منا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن الإسلام دين التسامح؟ - هل كان منا من لا يعرف أن من قتل نفساً عامداً متعمداً كأنما قتل الناس جميعاً ؟ - هل نحن من يحدد السلم والسلام في العالم؟ - هل العرب هم من فكروا باحتلال أمريكا ؟ من أحتل العراق وقتل ما يزيد على مليون من مواطنيه وشرد خمسة ملايين خارج العراق ودمر بنيته التحتية ؟ - من الذي دمر أفغانستان تحت شعار مقاومة الإرهاب ؟ - من الذي مد الجسور لتزويد إسرائيل بالقنابل العنقودية في حربها على لبنان 2006م؟- من الذي زود إسرائيل بالسلاح العنقودي في حربها على غزة . - من الذي يستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن في كل قضية تدان فيها (إسرائيل )؟ - من هو الذي يتحدث جهاراً بأنه مسؤول عن أمن إسرائيل ؟ فقط هي مجرد أسئلة لنقف بعدها أمام الخطاب من وجهة نظري على النحو التالي : - مما لاشك فيه أن العرب كل العرب كانوا ينتظرون موقف السيد أوباما من حل القضية الفلسطينية، ماذا قال بهذا الصدد ؟ - قال نحن مع إقامة دولتين دولة يهودية، ودولة فلسطينية هناك من رأى بهذا الموقف شيئاً جديداً، وهناك من كان ينتظر من أوباما أن يقول ذلك. فقط للتذكير وقرار التقسيم 1947م يقول إقامة دولتين، أتفاق أوسلو يقول إقامة دولتين الرؤساء السابقون ونأتي منهم على كلينتون وبوش قالوا دولتان وبوش قال لنا دولة فلسطينية خلال خمس سنوات، أين هي هذه الدولة؟ - قال السيد أوباما نحن لا نستطيع أن نفرض السلام في المنطقة طيب إذا كانت أمريكا أكبر دولة في العالم لا تستطيع فرض السلام من إذاً سيفرض السلام، ولماذا خاضت حربها في العراق وأفغانستان ؟ - قال إنه ضد المستوطنات ومع وقف البناء، جيد ، لكن هناك فرق بين وقف المستوطنات، وبين إزالة المستوطنات التي أصبح سكانها قرابة سكان الضفة الغربية؟ - هو قال مبادرة السلام العربية جيدة لكنها ليست نهاية المطاف. - هو يقول لا يستطيع أن يفرض السلام، ونحن العرب قدمنا مبادرة السلام العربية، ولم نستطع أن نفرضها على ( إسرائيل )؟ ولم نستطع أن نقنع كل حكامها بهذه الاتفاقية، ووزير الخارجية ليبرمان صرح من روسيا على العرب أن يشطبوا قرار 194 والذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من المبادرة ، ففي هذه الحالة وأمام هذه الصورة ماهو المطلوب من الفلسطيني وماهو المطلوب من العربي؟ هل نتخلى عن حق العودة ويبقى ستة ملايين فلسطيني لاجئين ؟هل نحن الاستعمار واحتلينا أرض ( إسرائيل ) وطردنا سكانها ؟ هل نحن من يرتكب المجازر كل يوم ؟ ماهو المطلوب من الإدارة الأمريكية ؟ بوضوح شديد ودون أن نضيع سنوات قادمة نغرق فيها على الوعود والمراهنات المطلوب الآتي: * عدم الكيل بمكياليين في قضية الصراع .* الضغط على إسرائيل بفك الحصار عن غزة فوراً والسماح بإدخال كل مقومات الحياة. * وضع آلية تضمن قيام الدولتين في فترة زمنية لاتتجاوز الأشهر وليس كما كنا نسمع من رؤساء سابقين خمس سنوات، هذه الآلية تبدأ بإزالة المستوطنات، بإزالة الجدار العنصري بإلغاء الحواجز في الضفة الغربية، بوقف هدم البيوت ومصادرة الأراضي في القدس. وإلا كيف سنقيم الدولة وعلى أي أرض، لم تبق بالضفة الغربية أرض نقيم عليها دولة ؟ * وقف الدعم العسكري للكيان الصهيوني وتزويده بأحدث الأسلحة والتي تستخدم في فلسطين ولبنان كحقل تجارب للسلاح الأمريكي.* الوقوف أمام السلاح النووي الإسرائيلي بنفس المستوى أمام أي دولة أخرى، خاصة وأن ما جاء في خطاب السيد أوباما حول هذا الموضوع لا يطمئن، حيث قال ليس من حق أحد أن يقول لنا هذه الدولة يحق لها أن تملك سلاح وهذه لا تملك، والمقصود هنا السلاح الإسرائيلي. نحن لا مشكلة لدينا مع السيد أوباما المواطن الأمريكي، ولا مع الشعب الأمريكي ، مشكلتنا مع السياسة الأمريكية وصناعها مشكلتنا مع الأطماع الأمريكية في منطقتنا العربية، وتدخلاتها في شؤوننا الداخلية، وممارسة الضغط علينا، سياسة من ليس معنا فهو ضدنا. العرب والمسلمون كلهم مع السلام، ولكن هل تريد إسرائيل السلام؟ و أوباما يقول لا نستطيع أن نفرض السلام، قولوا لنا ماذا نفعل في سياستنا؟ هل نحن المخطئون ؟هل بقي لدينا شيء نتنازل عنه سوى حق العودة ، وإذا تنازلنا عن حق العودة ماذا بقي لنا؟
مشكلتنا ليست مع شخص أوباما ولامع الشعب الأمريكي .. لكن ؟
أخبار متعلقة