خطوة بخطوة مع مهرجان طريق الحرير بسورية .. مشاهد وانطباعات (1-2)
دمشق / بشير الحزمي يعتبر مهرجان الحرير 2008م الذي أقامته وزارة السياحة السورية في دورته الثامنة في الفترة 10 - 15 أكتوبر المنصرم ونظمت فعالياته في عدد من المدن السورية شملت محافظات ( دمشق وريف دمشق ، وتدمر ، والرقة ، وحلب، واللاذقيه ، وحماة) نافذة مهمة لوسائل الإعلام العربية والأجنبية للاطلاع على الأوضاع الداخلية في سورية والواقع السياحي فيها وما تمتاز به السياحة السورية من عوامل جذب ثقافية ودينية وحضارية وأثرية وطبيعية ومناخية. صحيفة 14 أكتوبر كانت ضمن الوفد الإعلامي اليمني المشارك في المهرجان، وخلال الزيارة قمنا مع القوافل الإعلامية العربية والأجنبية المشاركة في مهرجان طريق الحرير برحلة مرهقة وممتعة استغرقت (7) أيام قطعنا خلالها مسافة تتجاوز (1500) كم، متنقلين بين عدد من المدن السورية والمواقع الأثرية والطبيعية والسياحية ، وبعد عناء ومشقة، ومتعة وانبساط أنهينا رحلتنا وعدنا إلى وطننا حاملين معنا العديد من الصور والمشاهد الجميلة من هذه الزيارة الممتعة التي لن تنسى ، وفيمايلي بعض المشاهد والصور عشناها خلال رحلتنا مع مهرجان طريق الحرير 2008م بسورية خطوة بخطوة .. وإلى التفاصيل: في العاصمة السورية دمشق ومن الوهلة الأولى لوصولنا إلى مطارها بعد ظهر يوم الخميس الموافق 9/10/2008م قادمين من أرض يمننا السعيد على متن الخطوط الجوية اليمنية لحضور فعاليات مهرجان طريق الحرير 2008م تلبية لدعوة كريمة من وزارة السياحة السورية استحضرتنا العديد من الصور والمشاهد عن سورية درة الشرق ومهد الحضارات وملتقاها قديمها وحاضرها والتي كناقد سمعنا أو قرأنا عنها أو شاهدناها عبر مختلف الوسائل السمعية والمرئية والمقروءة طوال مراحل حياتنا السابقة، محاولين استعجال الوقت والخروج السريع من صالة المطار لبدء رحلة طالما حلمنا بها لمشاهدة بعض تلك الصور عن قرب على أرض الواقع لا من خلال صفحات الجرائد أو الكتب أو على شاشات التلفزيون أو الانترنت خصوصاً وأن زيارتنا هذه لسورية هي الأولى بالنسبة لنا. وبمجرد خروجنا من صالة المطار استقبلتنا سيدة فاضلة بابتسامة عريضة وحفاوة واستقبال منقطع النظير معرفة عن نفسها بالسيدة / فدوى الخالد ممثلة وزارة السياحة والمرافقة الدائمة لنا طوال فترة إقامة المهرجان، وبعد أن عرف كل فرد من أعضاء الوفد الإعلامي اليمني عن نفسه تقدمتنا ومضينا جميعاً إلى خارج المطار حيث كان الباص المخصص لنقلنا طوال فترة الرحلة بالانتظار والذي كان يجلس خلف مقوده رجل طويل القامة بشارب طويل مفتول استقبلنا هو الأخر بابتسامة عريضة ونزل مسرعاً من خلف مقوده إلينا مرحباً بنا فاتحاً لنا أبواب السيارة (الباص) طالباً منا بكل تواضع وإحترام الصعود إلى الباص للركوب وليجلس كل فرد منا في المقعد الذي اختاره وباشر هو بأخذ حقائبنا منا وبدأ برصها في مؤخرة السيارة ثم أنطلق بنا نحو مدينة دمشق التي لم يكن يفصلنا عنها سوى طريق يمتد على مسافة 30 كيلو متر ، وما أن بدأ الباص بالتحرك والتوجه بنا نحو مدينة دمشق بدأت السيدة فدوى بالترحيب بنا مرة أخرى وعرفتنا بإسم السائق الذي يقود الباص والذي سيرافقنا هو الأخر طوال فترة المهرجان وكان اسمه سمير وكنيته أبو (جورج ) وهو موظف يعمل معها في وزارة السياحة ، ثم بدأت تطلعنا على البرنامج العام للمهرجان والمكان الذي سنقيم فيه وبعض التفاصيل اللازمة عن ترتيبات ومواعيد إقامتنا وحضورنا فعاليات المهرجان. وبعد وصولنا إلى الفندق في الربعة عصراً وتوزيعنا على الغرف التي حجزت مسبقاً لنا طلبت منا أخذ قسط من الراحة في غرفنا لمدة ساعتين ونصف على أن نكون في السادسة والنصف مساءً متواجدين في صالة الفندق بملابسنا الرسمية حيث ستكون بانتظارنا لأخذنا إلى أولى المحطات في برنامج المهرجان وذلك لحضور حفل الاستقبال الذي سيقام في السابعة مساءً في (قصر كيوان) بالعاصمة دمشق للمدعوين من الصحفيين والشركات الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم لحضور المهرجان، في قصر كيوان حيث استقبلنا معاون وزير السياحة ومدير سياحة دمشق وعدد من رفاقهما مرحبين بحفاوتهم المعهودة بكل الإعلاميين والصحفيين الذين عجت بهم ساحة القصر وباحته حيث بدأنا نختلط ببغضنا البعض وشرعت الوفود الإعلامية القادمة من مختلف الدول العربية والأجنبية تتعارف فيما بينها فتحقق في هذا اللقاء أول الأهداف التي سعى المهرجان لتحقيقها وهو تجسيد أحدى صور طريق الحرير باللقاء والتعارف والحوار بين الثقافات حيث امتزج الإعلاميين القادمين إلى سورية من مختلف بقاع الأرض ببعضهم البعض وبدأت الوفود الإعلامية بالتعارف على بعضهم البعض وتكونت خلاله لقاءات مشتركة عديدة بين الوفود حيث التقى فيه الإعلامي العربي بالإعلامي الأجنبي وصنعوا بذلك نسيجاً مشتركاً ففتحت قنوات للحوار بين الثقافات وتكونت صداقات بين الشعوب واستمع كل واحد للأخر وعلى مدى ثلاث ساعات والإعلاميون في هذا النسيج المشترك يتبادلون الأحاديث بينهم وينقل كل فريق رؤيته وثقافته للأخر فتصححت الكثير من المفاهيم والرؤى وتلاشت الكثير من الحواجز فتلاقحت الأفكار والرؤى ببعضها البعض وحدث شيء من التقارب والألفة والإحترام الكبير المتبادل بين الجميع ، وهكذا فأنني ومن ذلك المكان قلت لنفسي بهكذا مشهد يمكن القول أن مهرجان طريق الحرير قد نجح في تحقيق أحد أهدافه قبل أن يبدأ ، ومن هنا ترسخت لدينا حقيقة أن سورية هي بلد السلام وأرض الحوار وأنها مازالت كما كانت في الماضي ذلك المكان الذي تلتقى فيه الشعوب وتتحاور فيه الثقافات ، فهاهي اليوم كما كانت في الماضي القديم أبوابها مفتوحة للجميع ويدها ممدودة للآخرين. [c1]زيارة المتحف الوطني بدمشق [/c]وفي اليوم الثاني لوصولنا إلى دمشق وهو يوم الجمعة العاشر من شهر أكتوبر 2008م والذي ستنطلق في السابعة من مسائه فعاليات المهرجان، كنا في التاسعة صباحاً وبعد إن تناولنا وجبة الإفطار في مكان إقامتنا بفندق شيراتون دمشق اتجهنا نحو باب الفندق لنجد السيدة/ فدوى الخالد مرافقتنا بانتظارنا لتبدأ معنا رحلة يوم جديد ، فتبادلنا معها التحية وصعدنا الباص الذي كان بانتظارنا في موعده واتجهنا نحو المتحف الوطني في قلب العاصمة دمشق والذي يقع جوار وزارة السياحة لزيارته والإطلاع على محتوياته ومكوناته بحسب ماهو محدد في البرنامج وعند العاشرة صباحاً التقت جميع الوفود الإعلامية من جديد عند مدخل المتحف وبدأنا معاً جولة في أقسامه وأجنحته ، ويعرف المتحف الوطني بدمشق بأنه واحد من أهم متاحف العالم وأحسنها تنظيماً ، والجولة فيه تلخص كل الحضارات التي تعاقبت على الأرض السورية، فهو كما شاهدنا يغص بالتماثيل والأختام والحلى والأسلحة واللوحات والأقنعة والألواح والمنحوتات والمنسوجات والفسيفساء والزجاجيات والعملات والمخطوطات وغيرها من الأشياء القيمة التي أحضرت إليه من مختلف الأماكن الثرية والتاريخية في سورية، وقد كانت جولتنا في أقسام المتحف المختلفة بدءاً بقسم الأثريات الشرقية ، ثم قسم الأثريات الكلاسيكية اليونانية والرومانية مروراً بالقسم العربي الإسلامي ووصولاً إلى قسم الفن الحديث جولة ممتعة، وقد لاحظنا من الجميع إعجابهم وإندهاشهم لما شاهدوه فيه من حسن تنظيم وما به من محتويات ومقتنيات قيمة وثمينة تعكس حضارة إنسانية لبلد وشعب يضرب بجذوره في أعماق التاريخ. [c1]جولة في صيد نايا ومعلولا [/c]وبعد قضاء ساعتين من التجول داخل المتحف الوطني بدمشق انطلقت القوافل الإعلامية باتجاه محافظة ريف دمشق وهي محافظة تشتهر بزمرة خضراء وسط رمال الصحراء وتمتاز بأهمية مواقعها الأثرية التي تعود إلى عصر ما قبل التاريخ وفيها العديد من المباني الأثرية مثل دير صيد نايا وكنائس معلولا وغيرها. وعلى بعد (30) كيلو متر من دمشق العاصمة وباتجاه الشمال تقع بلدة ( صيد نايا ) وهي بلدة سياحية وتاريخية عريقة تحتضن بين تلالها وجبالها وسهولها حضارات تشير إلى عظمة العصور التي تعاقبت عليها، مناخها معتدل ولطيف ، ولها إطلالة رائعة على سهل فسيح سمي باسمها، وفي هذه البلدة التي تتبع محافظة ريف دمشق وفور وصولنا إليها قمنا بالصعود إلى تل صيد نايا حيث يقع دير سيدة صيد نايا وهو عبارة عن صرح تاريخي كبير ومشهور ويعتبر أحد المزارات الدينية الهامة للمسيحيين الذين يتوافدون إليه من كل مكان. وبعد جولة قصيرة فيه اتجهنا نحو أحد المطاعم الكبيرة الفاخرة الواقعة أسفل التل لتناول وجبة الغداء حيث قدمت لنا فيه العديد من المأكولات الشرقية والغربية والسورية، بعد ذلك توجهت القوافل الإعلامية نحو بلدة ( معلولا ) وهي الأخرى تتبع ريف دمشق وتبعد عن العاصمة (55) كيلو متراً باتجاه الشمال الشرقي ، وتعرف هذه البلدة بأنها تاريخية وأثرية عريقة وتشكل متحفاً حياً نادراً، معظم بيوتها محفورة أو معلقة في صخر الجبل ، ومعظم سكانها مسيحيين، وفيها العديد من المواقع التاريخية ذات الطابع الديني مثل دير مارسوكيس، دير القديسة نقلاً ، الفج الصخري المعروف باسم ( فج مارتقلا ) وفي المنطقة الكثير من الآثار والمغاور والكهوف وقد وجدنا فيها أفواجاً عديدة من السياح الذين قدموا إليها من مختلف بلدان العالم، وبعد جولة لمدة ساعتين في هذه البلدة قررنا العودة إلى دمشق مع غروب الشمس حيث كنا على موعد مع حفل الافتتاح الرسمي لمهرجان طريق الحرير في قلعة دمشق في السابعة والنصف مساءً.[c1]حفل افتتاح المهرجان [/c]وفي قلعة دمشق وهي القلعة الوحيدة في سورية التي بنيت على مستوى المدينة فهي لم تقم على ذروة تل أو جبل كما سائر القلاع السورية التي يصل عددها إلى مئات القلاع ، وقد أنشأها الحكام السلاجقة عام 1078م بحجارة سور المدينة لتكون لهم قصراً حصيناً فأحاطوها بالأسوار والأبراج والخنادق وقد تعرضت القلعة في منتصف القرن الثالث عشر لهجمات التتار والمغول فكانت تصمد مرة وتسقط مرة غير أن القلعة قد أهملت تماماً خلال العهد العثماني، وفي الآونة الأخيرة شرعت الحكومة السورية في القيام بعملية إصلاح وترميم وأسعة النطاق لإعادتها إلى بهائها السابق ، وتجسيداً لذلك الاهتمام بالقلعة إقامة وزارة السياحة في ساحتها التاريخية حفل افتتاح مهرجان طريق الحرير 2008م وقد تميز الاحتفال بعروض فنية أظهرت عمق الحضارات التي كانت تتوافد للالتقاء على أرض الشام، ولوحات فنية عبرت بجدارة عن ملامح تلك الحضارات حيث أعادت لهذه القلعة عبقها التاريخي ، فأختزلتها في لوحات فنية راقصة شارك فيها مئات الفنانين من سورية وتركيا والهند وروسيا واسبانيا، تحكي قصة الحضارة في تلك الدول والدول الأخرى التي كانت تنطلق منها القوافل لتمر عبر طريق الحرير فتلتقي في سورية. وكان الاحتفال الذي استهل بعرض فلمين وثائقيين الأول يحكي قصة طريق الحرير وأهم الدول والمدن التي كان يلتقى عليها هذا الطريق وصولاً إلى المدن السورية التي يمر المهرجان من خلالها ، والثاني يتحدث عن سورية ومراحل التطور التي مرت بها سورية منذ القدم، بالإضافة إلى ما كتبه أو قاله الصحفيون الذين حضروا فعاليات المهرجان في السنوات الماضية. [c1]سورية اليوم موئل للتلاقي والتبادل والحوار [/c]وزير السياحة السوري الدكتور/ سعد الله أغاه القلعة كان قد ألقى في بداية الاحتفال كلمة رحب فيها بالوفود الإعلامية ، مستعرضاً الدورات السابقة للمهرجان والأهداف التي من أجلها تم إطلاق هذا المهرجان ، وكان من أهم ما قاله الوزير أن إقامة المهرجان على أرض سورية العربية تجسيداًً لدورها الخالد في تحقيق اللقاء بين قوافل التجارة العالمية على أرض منذ أقدم العصور وإطلاقاً لدورها المعاصر كموئل للتلاقي والتبادل والحوار. .موضحاً أن تلاقي قوافل طريق الحرير على أرض سورية قد هيأ سورية لتكون ومنذ فجر التاريخ موئلاً لأهم أشكال الحوار العالمي عبر التاريخ. منوهاً بأن قوافل التجارة في العالم القديم كانت مدناً متحركة تزخر بكل أشكال النشاط الإنساني. وقال الوزير القلعة في كلمته أن وزارته قد رغبت في إطلاقها لهذا المهرجان ودعوة المئات من الإعلاميين لحضور فعالياته في دوراته المتعاقبة أن نطرح أمام العالم الكيفية التي استطاع من خلالها العالم القديم أن يتجاوز صراعاته من خلال ذلك التفاعل الخلاق بين الحضارات الذي كانت سورية بحكم موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم مركزه ومحوره. وتساءل الوزير في سياق كلمته عن إمكانية إبراز الصورة الحضارية الحقيقية لسورية والمنطقة العربية من خلال الحوار مع الإعلاميين القادمين من خلال فعاليات المهرجان وبما يدفع عن تلك الصورة كل ما يستهدفها .. وهل تستطيع من خلال السياحة أن تسهم في معالجة الصور والأفكار الخاطئة عن عالمنا العربي والإسلامي.[c1]مؤتمر صحفي لوزير الإعلام السوري[/c]وفي صباح يوم السبت 11/10/2008م التقت الوفود الإعلامية المشاركة في مهرجان طريق الحرير من جديد في صباح يوم أخر عشناه في سورية وذلك في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق حيث عقد وزير الإعلام السوري الدكتور / محسن بلال مؤتمراً صحفياً بحضور وزير السياحة تحدث فيه عن أهمية سورية ودورها في تحقيق السلام في الشرق الوسط والمخاطر والتهديدات التي تعترضها وقال أن التضامن العربي والعمل العربي المشترك ركيزتان مهمتان في تحقيق السلام في المنطقة. واكداً أن سورية وهي اليوم رئيسة القمة العربية كانت ومازالت تعمل على تحقيق التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك إيماناً منها بقدرة الأمة العربية على مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بها. وأشار إلى أن سورية كانت في الماضي مفتاح طريق الحرير وهي اليوم بقيادة الرئيس بشار الأسد الحكيمة وبحضارتها وبعملها الدؤوب مفتاح السلام والحوار ولم ترضخ يوماً للإملاءات الخارجية وتؤمن بأن الحوار أساس مقاربة المشاكل وأن الدبلوماسية أساس مقاربة النزاعات والخلافات. موضحاً بأن السياحة من خلال المهرجانات والفعاليات السياحية التي تقام وخاصة مهرجان طريق الحرير تفتح المجال للجميع لرؤية الأيقونة السورية المتكاملة التي هي رمز لحضارة الإنسان ، وبأن السياحة يمكن أن تسهم في تصحيح الصور والأفكار الخاطئة عن عالمنا العربي والإسلامي وتساعد على فهم حضارة الشعوب وثقافتهم وتحقيق التواصل بينهم بما يكفل التمازج والمشاركة في بناء عالم متوازن وأمن.[c1]التكتة السليمانية ومعرض للمشغولات اليدوية[/c]وعقب المؤتمر الصحفي توجهت الوفود الإعلامية إلى التكتة السليمانية التي تقع جوار المتحف الوطني بدمشق خلف مبنى وزارة السياحة، وهذه التكتة كانت قد أنشئت في العهد العثماني بأمر السلطان سليمان القانوني وقد خصصت الآن كسوق للمهن اليدوية ليعرض فيها أبدع الحرفيون، وفي التكتة السليمانية قام وزير السياحة بافتتاح معرض الأشغال اليدوية الذي نظمته وزارة السياحة ضمن فعاليات مهرجان طريق الحرير وقد تجولنا في مختلف أجنحته التي شاركت فيها عدد من الدول التي كان يمر منها طريق الحرير كتركيا والهند وأندونوسيا والصين واليابان والجزائر وغيرها من الدول التي قدمت فيه بعض منتجاتها الحرفية والأشغال اليدوية التي تشتهر بها.[c1]جولة في دمشق القديمة[/c]وبعد ذلك كان لنا موعد مع وجبة الغداء في مطعم حارتنا في دمشق القديمة ومن ثم قمنا بجولة داخل دمشق القديمة شملت الجامع الأموي، قصر العظم وبعض أسواقها القديمة المسقوفة، عدد من خاناتها، وقد استمرت هذه الجولة حوالي ثلاث ساعات انتهت بغروب شمس ذلك اليوم، فبعد جولة قصيرة لنا في عدد من أسواق دمشق القديمة ذات السقوف الحديدية أو الخشبية والتي كان لكل واحد منها نكهة خاصة تميزها عن غيرها من الأسواق الأخرى وصلنا إلى الجامع الأموي بدمشق والذي يقع في قلب المدينة القديمة في نهاية سوق الحميدية ‘ والذي يزور هذا الجامع يسترجع صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي فهذا الجامع أنشأه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 705م في أوج عصر دمشق الذهبي حيت كانت عاصمة للدولة الإسلامية . ويتميز الجامع بمآذنه الباسقة الثلاث التى بنيت على طراز مختلف والتى ما أن وصلنا إلى عند مدخل أحد أبوابه حتى انطلقت منها صوت أذان العصر، والأذان في الجامع الأموي له طابع مميز حيث يؤذن عند دخول وقت الصلات ثلاثة أشخاص في كل مأذنه مؤذن فيطلقون أصواتهم الواحد تلو الأخر من بداية الأذان وحتى نهايته .وما أن دخلنا إلى المسجد من بابه القبلي توجهنا نحو مكان الوضوء الموجود في نهاية باحته الخلفية وبعد أن صلينا العصر فيه توجهنا نحو ضريح النبي يحيي عليه السلام والموجود في جانبه الأيسر فسلمنا عليه ثم بدأنا نتطلع في جدرانه المغطاه بلوحات الفسيفساء وفي صحنه الواسعين وقبته ذات اللون الأزرق المائل للرمادي ثم عدنا إلى باحته الخلفية للتأمل في مأذنه وبعض أجزائه ومكوناته الخارجية.بعد ذلك توجهنا نحو قصر العظم الذي يقع إلى جنوب الجامع الأموي ويعتبر نموذجاً باهراً للبيت الدمشقي الذي لا يوحي مظهره الخارجي البسيط بما يحتويه في داخله من جمال وروعة وإتساع، ويعود بناء هذا القصر إلى منتصف القرن الثامن عشر كمقر لوالي دمشق وقد تفنن فيه البنائون والمزخرفون حتى غدا لوحة فنية وبديعة تعتبر خلاصة للفن الشامي البديع، ويضم القصر متحف الفنون والتقاليد الشعبية، بعد ذلك توجهنا نحو عدد من خانات دمشق القديمة التي يعود إنشاء معظمها إلى العهد العثماني أو المملوكية المتبقية وفي ذلك اليوم كانت خانات دمشق تحتضن فعاليات يوم الخانات وقد زرنا خان جقمق والذي تجري فيه تقاليد ممارسة الخط العربي التي كانت تمارس فيه في القدم وما زالت مستمرة حتى اليوم، وفيه يتم دمج الأشعار الدينية بالنماذج الهندية والطبيعية لخلق قطع فنية جميلة، ثم زرنا بعده خان الحرير والذي يقدم فيه بعض المأكولات الشامية كأحياء لتقليد قديم حيث كان التجار المسافرون على طريق الحرير يصلون إلى خانات دمشق للإستراحة فيها من عناء السفر، فإن ممثلين عن الخانات كانوا يستقبلونهم ويقدمون لهم أطعمة ومشروبات خفيفة وهو تعبير عن كرم الضيافة والاهتمام بالمسافرين القادمين من خارج البلاد، وهكذا تنقلنا بين عدد من الخانات فمن خان الزيت الذي أشتهر بالموسيقى إلى خان التتن الذي به مسرح الرصيف حيث تقوم فرقة إشارات للرقص المعاصر بجعل الخان مسرحهم، وأخر جولتنا في خانات دمشق القديمة كانت في خان السفر جلاني والذي أقيم فيه معرض صور فوتوغرافي رائع يصور دمشق بطابعيها القديم والحديث.[c1]إعادة إحياء تقاليد اللقاء[/c] وخلال تجولنا في عدد من أسواق دمشق القديم وخاناتها إلتقينا بمحض الصدفة بالأستاذ/ مدير سياحة دمشق وبعد تعارف ودي سألناه عن رؤيتهم في سياحة دمشق للمهرجان ومستوى حضور سياحة دمشق فيه فقال أن الغاية من المهرجان هو في إعادة إحياء تقاليد اللقاء التي كانت تتم في الماضي كلقاء الثقافات ولقاء الشعوب ولقاء كل الأشكال المختلفة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي كانت تحصل يوماً في خانات دمشق وفي أسواق دمشق، والمهرجان هو لإعادة أحيائها من جديد لنتعرف على بعض ولنظهر صورة بلدنا وحياتنا الاقتصادية والاجتماعية وأهمية سورية الحضارية والثقافية والدينية، كما أن الغاية الرئيسية من المهرجان هو دعوة مختلف وسائل الإعلام من مختلف الدول لإطلاعهم على مقومات السياحة بشكل عام في سورية.وأكد أن دمشق هي دائماً محطة رئيسية في برنامج طريق الحرير ودائماً يكون في كل عام هناك جديد وتنوع في الفعاليات والنشاطات.مشيراً إلى أن دمشق لم تأخذ نصيبها حتى الآن كرحلة سياحية، وأن الهدف الرئيسي لسياحة دمشق أن يصبح لها سياحة كمنتج خاص، وأن الغاية والرؤية الرئيسية لسياحة دمشق كإستراتيجية هي تحويل زيارة دمشق إلى منتج سياحي متكامل وخاص في دمشق موضحاً أن التركيز حالياً هو على جودة الخدمات في دمشق سواء في المنشآت السياحية أو في المواقع السياحية.[c1]عودة إلى ريف دمشق وأمسية في (ذي النون)[/c] بعد ذلك توجهت قوافل الإعلاميين نحو خان دنون والمعروف بـ(ذي النون) وهو يعتبر أحد المعالم التاريخية والسياحية الموجودة في محافظة ريف دمشق وعلى بعد 19 كيلو متر من العاصمة دمشق، ويقع خان دنون بعد بلدة الكسوة بحوالي (2) كيلو متر على طريق دمشق - درعا القديم، ويعود بناء الخان إلى عهد السلطان المملوكي الأشراف شعبان في القرن الرابع عشر للميلاد وقد تم تأسيسه في عام 780هـ ليكون محطة لراحة الحجاج والتجار والمسافرين. وفي خان دنون قضينا أمسية رائعة تنوعت فقراتها بين الفن الاستعراضي والبهلواني والمقطوعات الموسيقية، كما أقيم فيه معرض صغير للمأكولات الشامية والحرف والأشغال اليدوية والتي قام الوزير بإفتتاحهما ثم توجه الجميع إلى القاعة المستطيلة لمشاهدة عرض الأزياء لدول طريق الحرير المشاركة في المهرجان وعرض أزياء آخر للمحافظات السورية.[c1]مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء السوري[/c] في صباح يوم الأحد الموافق 12/10 وقبل توجه القوافل الإعلامية إلى تدمر وبدء رحلة جديدة مع مهرجان طريق الحرير 2008م توجهت الوفود الإعلامية في التاسعة صباحاً إلى مبنى رئاسة مجلس الوزراء الذي يقع في أحد الأحياء الراقية بدمشق حيث كنا على موعد مع مؤتمر صحفي سيعقده معنا المهندس/ محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء السوري، وفي المؤتمر الصحفي أستعرض رئيس الوزراء السوري برنامج العمل الحكومي السوري وتوجهات الخطة الخمسية العاشرة للتنمية وما تحقق على صعيد عملية البناء والإصلاح والتحديث، وما شهدته وتشهده سورية من تطورات واسعة في الميادين الاقتصادية والتنموية، وما حققته خطط التنمية السنوية من إنجازات أساسية وكبيرة في مختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية وغيرها من القطاعات الأخرى بما فيها القطاع السياحي الذي حسب قوله بات يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي ورفد عملية التنمية الشاملة في سورية. وتطرق رئيس الوزراء السوري خلال حديثه مع الإعلاميين المشاركين في مهرجان طريق الحرير إلى عدد من القضايا المحلية وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وعلاقات التعاون المشتركة بين سورية وبعض الدول العربية والأجنبية وآفاق تطويرها.