قصة قصيرة جدًا
شفاء منصر:خلع نعليه، مسحهما بنظرات فاحصة ثابتة، كأنه يبحث عن عيب ما مخفي تحت طبقة الغبار التي كست لونهما الأسود اللامع. لكنه كان يفكر بأبعد من سلامة الحذاء أو نظافته، تمنى في تلك اللحظة الضاغطة لو علقت كل قاذورات شوارع بغداد بنعليه، ليضع نهاية مذلة ومخزية لصلف وغطرسة ذلك الجلاد الذي جاء لينكأ جراحه، ويعيد تاريخ المحرقة. يتحرى لحظة اختيار موفقة، ليأخذ بثأره المؤجل، ويغسل عاره أمام أنظار العالم المترقب من خلف كوة الدمار المهول. شحن نعليه بكل غضبه المكتوم وأطلقهما من فوهة قهره المتراكم بوجه الجلاد، فتهاوى.