دمشق / متابعات :أعرب عدد من النقاد المتابعين لمهرجان دمشق السينمائي الدولي عن استيائهم من قيام إدارة المهرجان بحذف ثلاثة مشاهد من فيلم الافتتاح الروماني "أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان" (Patru Luni, Trei Saptamini si Doi Zile) للمخرج كريستيان مانجيو الذي يحكي قصة عملية إجهاض تجرى إبان الحكم الشيوعي للبلاد.وقال النقاد إن إدارة المهرجان كان من الأفضل أن تختار فيلما آخر لعرضه في افتتاح الدورة الـ15 الخميس الماضي, بدلا من حذف مشاهد واقعية من الفيلم الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي الأخير.والمشاهد التي قامت لجنة الرقابة في المهرجان بحذفها من الفيلم تتعلق بعملية إجهاض تخضع لها طالبة برفقة صديقتها. وتجري أحداث القصة إبان حكم الزعيم الراحل نيكولا وتشاوشيسكو, عندما كان الإجهاض عملا يعاقب عليه القانون.وقال عدد من الصحفيين والنقاد الذين لم يشاهدوا الفيلم في كان إن حذف هذه المشاهد أخل في سياق الفيلم وبنائه الدرامي, خاصة أنه يعرض للمرة الأولى في العالم العربي. كما استاء المطلعون مسبقا على الفيلم, وقالوا إن حذف هذه المشاهد يتناقض مع إعلان دمشق انطلاق أنشطتها عاصمة للثقافة العربية عام 2008 بالتزامن مع انطلاق فعاليات المهرجان.من جانبها قالت إدارة المهرجان إنها لم تكن راغبة بحذف تلك المشاهد, ما زاد من أسف البعض الذين تأثروا وأعربوا عن إعجابهم الشديد بالعروض الراقصة التي سبقت عرض الفيلم والمزج الكوريوغرافي المتقن بين اللوحات الفنية الراقصة والخلفيات السينمائية, وتكريم الفنانين الذي حظي بتقدير وإعجاب الضيوف. وصمم عروض الافتتاح والختام الممثل والمخرج المسرحي ماهر صليبي للدورة الثانية على التوالي. [c1]قصة الفيلم [/c]طالبة جامعية تدعى غابيتا تقنع صديقتها أوتيليا التي تسكن معها في مهجع طلابي بائس في المدينة الجامعية، بالذهاب إلى رجل غريب ليجري لها عملية إجهاض في غرفة بفندق مقابل مبلغ من المال.ويتعرف المشاهد خلال تلك الأحداث على حياة التقشف التي كان يعيشها الرومانيون إبان الحكم الشيوعي. وكيفية تعاون الطلبة على مواجهة أعباء الحياة في ظل قمع الدولة من خلال بطلة الفيلم أوتيليا (ماريا مارينسيا) التي تمضي 24 ساعة سوداء من حياتها بعد إجراء عملية الإجهاض لصديقتها.تكتشف أوتيليا أن صديقتها الحامل كذبت على الطبيب بأن أوتيليا أختها، وأن غابيتا اتفقت مع الطبيب أن يغتصبها مع أختها بعد العملية, على ألا يطلب مقابلا ماديا نظير العملية. وتكتشف أوتيليا أنها تورطت، لكن حبها لصديقتها دفعها بالنهاية إلى الموافقة من أجل أن تتم العملية بسلام ودون علم أحد. تشعر أوتيليا بالمهانة، وتدرك أن العار الذي ألحقت نفسها به سيضعها بموقف سيئ جدا أمام خطيبها المنحدر من عائلة برجوازية تفيد من نظام تشاوشيسكو القمعي، فتسكت.ولعل أكثر المشاهد تأثيرا في الفيلم ذلك الذي تدخل فيه أوتيليا الحمام وترى الجنين الميت غارقا بالدم، فتلفه مرعوبة بورق جرائد ثم تحمله في حقيبتها وتغادر الفندق، وتلقيه في مكب للقمامة قرب عمارة سكنية بحي بائس. وعندما تعود إلى الفندق تكتشف أن صديقتها اختفت.
أخبار متعلقة