الإسلام هو إسلام اليسر والرحابة والتسامح والأمان والتآخي والمحبة والاعتدال الذي يتسع صدره للناس جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأقطارهم وقد وردت في هذ المعنى أحاديث كثيرة كلها في الصحيح منها قوله صلى الله عليه وسلم “ يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا “ وقوله “ أن هذا الدين يسر ولا يشاد الدين إلاغلبه “. ومن المسلم به أن يقع الناس العاديون في أخطاء لان الأخطاء صفة ملازمه للبشر ، وقد قيل أن “ كل بني آدم خطاء “ ولا يجوز أن نعمل من الحبة قبة وتضخيم الأمور وتهويل أخطارها أكثر مما تستحق ولا تعطى آداب مستحبه صفه “ الواجبات اللازمة “. ولا توغر صدور الشباب على من لا يأخذ بتلك الآداب. والحقيقة أن مواجهة الأخطاء ومعالجتها تتطلب الحكمة والمرونة والليونة ولنا في سلوك نبينا محمد الكريم قدوة حسنة في كيفية معالجة الأخطاء بالرفق واللين والموعظة الحسنة حتى انه ترفق مرة بأعرابي بال في المسجد فلم يضلله ولم يفسقه ولم يقل له : أن فعله حرام من الكبائر وبمثل هذه الحكمة ينبغي أن يكون علاجنا لكل ما يقع من أخطاء وتجاوزات ولا ينبري كل احد للتحريم والتضليل والتبديع ولا يجوز بحال من الأحوال تفسيق الناس فضور عن تكفيرهم إلا بمخالفة أمر أجمعت الأمة عليه .. إذ لا إنكار في مسائل الاجتهاد. أن توضيح الحلال والحرام هو من وظائف العلماء الفضلاء المتمكنين من العلم والدين ، الذين يقع عليهم مسؤولية أمر الناس بالمعروف لا بالشدة والقسوة . قال تعالى مخاطباً خير خلقه صلى الله عليه وسلم : “ لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في الأمر ..” خلاصة القول . أننا في مرحلة حاسمة تقتضي منا الجد والمثابرة والتعاطف والتسامح ، وتجاوز الأخطاء العفوية وغير المقصودة ، ولكن عدم التمادي في ارتكاب الأخطاء في كل صغيرة وكبيرة ، كما تقتضي منا هذه المرحلة أن نتبع القول السديد بالعمل الرشيد فالأقوال دون أفعال لا قيمة لها ولا فائدة منها.
|
اتجاهات
من منا معصوم من الخطأ ؟
أخبار متعلقة