المترجمة والروائية الجزائرية إنعام بيوض تتحدث على بساط ( 14 أكتوبر ):
حاورتها : فاطمة رشاد ناشر استقبلتنا ببساطتها وابتسامتها الرقيقة ،كانت عيناها تجولان في أروقة المكان باحثة عن جمال آخر لهذا الأدب والإبداع اليمني وبين تلك الجولات الباحثة.. انزوينا معها لندخل في حوار قصير . كانت على عجل مع جمالية الحرف وأسطورة القصة اليمنية وبين مدينتها الجزائرية .. تشم عبق الروائح الجميلة في مدينة أخرى هي صنعاء القديمة. المترجمة إنعام بيوض منذ الوهلة الأولى تجعلك تدخل عوالم خاصة غير عالم القصة بل عالم من الرومانسية فالهدوء الظاهر على شخصيتها يدخلك إلى أعماق بحرها لتغوص به وتجد حروفاً وكلمات تشق طريقها لتصير قصة و... تترجم بعد ذلك ... فهمها الأدبي واضح لهذا أتت إلينا لكي تكتشف الإبداع اليمني كما تقول ، التقيناها في صنعاء وكان لنا معها هذا اللقاء القصير. [c1]* بداية سألناها عن رأيها لما توصلت إليه اليمن من إبداعاتها الثقافية فأجابت بكل سعادة وحماس. [/c]- لقد وجدت اسهاماً نسوياً ونوعيته جديدة ولقد بدأت اقرأ الكثير من الأشعار والقصص اليمنية لأفلام يمنية خصوصاً للكاتبات والشيء الملفت للانتباه هو أنني التقيت بقاصات صغيرات في السن وبهذه النوعية من الجودة والعمل المتكامل أعمال فعلاً جميلة وإبداعات نسوية واضحة تؤكد وجودهن المتميز في الشعر والقصة. [c1]واقع سردي * من خلال مشاركتك في مهرجان السرد الذي أقيم مؤخراً في اليمن... مارأيك بواقع السرد في اليمن؟ [/c]- لا استطيع أن أعطي أي رأي خاصة وأنني جديدة على الجو الثقافي في اليمن لأنني ما زلت اكتشف أشياء جميلة تخص السرد اليمني ولقد بدأت شهيتي تنفتح لان اقرأ وأتابع وما زال أمامي العديد من الروايات التي سأقرأها كما أنني أخذت عناوين المؤلفين والكتاب اليمنيين لكي نتواصل من خلال تبادل الآراء والأفكار ، لكني أحس وهذا إحساسي أن هناك حركة متينة وقائمة على أسس سليمة والمهرجانات عبارة عن فتح شهية نشعر أن الكثير من المشاركين لديهم ما يقولون وهذا ما وجدت لدى القاص اليمني انه يريد أن يقدم كل ما لديه من إبداع سواء أكان على مستوى القصة أم الشعر. [c1]القاصة اليمنية والقاصة الجزائرية * هل هناك فرق بين القاصة الجزائرية والقاصة اليمنية؟ [/c]- ضاحكة تجيب: هذا يحتاج إلى أن أكون على اطلاع تام بمكونات القاصات اليمنيات وكذلك القصة اليمنية والجزائرية يصعب علي أن اجزم لهذا لابد أن أكون على دراية كاملة وان أرد على هذا السؤال في زيارة ثانية إلى اليمن وبعد قراءتي لبعض النصوص للقاصات اليمنيات لأني مذهولة من القاصات اللاتي التقيتهن وأنت واحدة منهن لقد اندهشت لتلك النصوص التي استمعت إليها. [c1]القاصة اليمنية والنقاب* من ملاحظاتك على القاصات اليمنيات أنهن يرتدين النقاب أكثر من غيرهن ماذا تقولين عن هذه الظاهرة؟ [/c]- أنا أقول هذه الظاهرة غير صحية وهذا في رأيي الشخصي أن المرأة التي تخفي كل وجهها ولا يظهر منها إلا العينان أقول لها نحن لسنا حيوانات حتى نختفي ولسنا مفترسات ولسنا مدعاة للإغراء هناك كثير من الرجال أود أن يتحجبوا فإذا أتينا للحقيقة لم نسمع في الماضي في أي مكان أن امرأة اغتصبت رجلاً ، العكس هو ما يحدث وفي كل مكان أنا اعتبر هذا أهانه لكيان المرأة .. الله سبحانه وتعالى توجه للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات في القرآن أي انه توجه إلينا ذكراً وأنثى وهناك مساواة بالشكل التام فكيف الغي ذاتي وراء نقاب اسود؟ هذا لا اقبله.. صحيح أنني اقبل الشخصية ولكن مع هذا تبقى مسألة حرية وقناعة وهناك الكثير من القاصات اليمنيات محجبات لكن في داخلهن حرية وانفتاح وبعد أفق ونظرة وهذا لا يجعلني احكم على الفتاة بنقابها كون ذلك كما قلت حرية شخصية ومسألة انضواء تحت ضغوط اجتماعية ممكنة قد لا تسمح لها في الوقت الحالي لكن رأيي أنا ارفض أن تحجب الفتاة. [c1]واقع الرواية *ما رأيك بواقع الرواية في الوطن العربي؟ [/c]- الرواية فن حديث في الوطن العربي وهناك أصوات وصلت إلى العالمية وفترة السبعينيات كانت فترة نهضة وهذا الأمر سيتبين في فترة لاحقة من الزمن عندما تتم الترتيبات ويبقى الأصلح وهذه ميزة الأدب .[c1]* ماذا عن النقد الأدبي؟ا[/c]- لنقد الأدبي اعتقد انه غائب أو متخلف إلى حد كبير هناك روايات تصدر إذا كان الأديب صاحب علاقات يمكن أن يصل إلى النقد أو لنقل لا يوجد نقد منظم نقد مقنن يعني كل ماينزل إلى الأسواق لا توجد مؤسسات أو هيئات أو حتى أشخاص يقومون بشكل غير مطالب أن يراقبوا هذه الكتب والنقد حقيقة يحتاج حتى يتطور في البلدان العربية إلى فضاء يتميز بنوع من الصراحة والحرية وعدم التكتم عن الأشياء الجميلة أو غير الجيدة يعني نقد ما نريد وما لا نريد هذا لا يخدم الأدب. [c1]كتابات ممنوعة* هناك بعض القاصات في الوطن العربي استطعن الدخول في كتاباتهن إلى الكتابات الممنوعة ما رأيك بهذه المرأة؟ [/c]- أنا ضد فكرة أن ندخل باب الممنوع من اجل الوصول إلى الشهرة عندما يكون الممنوع مضيفاً لخدمة الموضوع فلا حرج ، لكن الدخول إليه للاختلاف والشهرة والمغايرة فهذا أنا ما ارفضه ، لكن أن نخوض في أشياء ممنوعة لمجرد الخوض فيها وان نحصل على بطاقة سفر أو تأشيرة جواز سفر للخارج لشهرة لأنه فقط كتب عن أشياء لا يجب الكتابة عنها أنا ارفض هذا النوع من الأدب الذي نسميه أدب استعجالي وتشهيري. [c1]* مقاطعة: لكن كثير من الكاتبات دخلت هذا الممنوع في الكتابة لإثبات وجودهن حتى من خلال الكتابة عن أجسادهن؟ [/c]- أنا ارفض أن نمتطي الجسد لكي نصل إلى ما نريد ، أن نجعل الجسد ذريعة هناك أشياء كثيرة تستحق الكتابة لكن الأديب التام يمكن أن يظهر أن يتكلم عن الممنوع من دون أن يذكر الممنوع مرة واحدة وان يعطي كل إيحاءات هذا الممنوع والأجواء التي تغلفه من دون أن يشير إليه صراحة بكلمات فظة وبإشارات سخيفة.[c1]وطن آخر* ما رأيك بموطنك الثاني اليمن؟ [/c]أنا منبهرة انبهاراً شديداً بالمدينة القديمة صنعاء انبهرت بهذه الطبيعة والروائح التي أشمها في العاصمة الجزائرية القديمة وفي مدينة تلمسان وكل مدن اليمن وكنت أقول لزملائي أننا نحس بروح عربية واحدة كلما زرنا بلداً عربياً لابد أن يجمعنا.. انبهرت بروح الضيافة وتلك الابتسامة التي لا تفارق وجوه من نلتقي بهم وبعبارات الترحاب التي نتلقاها منهم. أتمنى لهذا البلد أن يصبح يمناً سعيداً بحق فهو لديه كل الإمكانيات والمؤهلات من خلال شعبه الطيب وروح فنية جميلة وطقسه رائع لهذا أتمنى أن يصبح اليمن الذي نسمع عنه سعيداً وجميلاً ... ونهاية الحوار أشكركم جميعاً أيها اليمنيون عبر هذه الصحيفة.