تأملات
إحساس رائع ما نشعر به عندما نبكي وتدمع أعيننا، فهو شعور لا مثيل له وارتياح لا يوصف، لكن الغريب ان بعض الأشخاص يفكرون ان من يبكي هو ضعيف الشخصية وذليل وبالذات ان كان رجلاً، وكأن هذا الرجل لا ينتمي إلى الإنسانية بل وكأنه من عالم آخر، وان المرأة إذا أدمعت عيناها فليس ذلك بأمر غريب لأنها ضعيفة ورقيقة وكما يقولون دائماً إنها خلقت من ضلع أعوج وإنها ناقصة عقل ودين وغيرها من الأسباب التي تبرر بكاء المرأة بعكس الرجل!والصحيح في الأمر ان البكاء يريح القلب والعين ويطهرهما من أي جرح او حزن أوهم، ومن الأمور المستحب منها البكاء وحتى ان كان ( تباكياً) وهي محاولة إرغام العين على البكاء عند قراءة القرآن وترتيله لما فيها من منزلة عند الله يوم القيامة.وما أجمل دموع الفرح التي تأتي بعد الحزن! وما أصعب دموع القهر والحزن والذل التي نراها في أعين الفلسطينيين من أبناء ونساء ورجال! وأيضاً دموع الشعب العراقي وإخضاعه من قبل القوات المحتلة. هذا هو أصعب دمع وأصعب خضوع.لكن الى متى سيستمر هذا الدمع المنهمر من أعين الشعوب، وبالأحرى الأمة العربية الى متى نبكي على ما نراه من ظلم واضطهاد على الشعوب وقتل أبنائها وتدمير مستقبلهم؟سؤال لا إجابة له سوى إجابة الله لنا عند الدعاء لهم ولنصرتهم، فمثلما هناك شعب خاضع يموت هناك رب عادل قوي لا يموت.نعمت عيسى