د/ زينب حزاملليمن في تاريخه الحديث معجبون، بل عشاق كثيرون سحرتهم طبيعته الخلابة كأشجار البن وبحاره الزرقاء في عدن ونوارسها البيضاء، كما عشقوا حضارته القديمة والحديثة وتجربة الحرية والحداثة فيه، واعتبروه أحد رياحين هذه الدنيا.ولا شك في أن الحياة الاجتماعية ازدهرت في اليمن رغم الصعوبات التي تواجهها بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، مع أن الشعب اليمني أستطاع تحدي هذه الصعاب. قالت لي صديقة من أمريكا اللاتينية (كوبا) نحن نحب الشعب اليمني، لأنه يتحلى بالأخلاق العالية والكرم، وعندما يزور المواطن الكوبي اليمن، يشعر كأنه بين أفراد أسرته، فاليمن إذن ليست مجرد مكان جميل، وإنما هي أيضاً قلب وإنسان .وقد بدأ اليمن في تجربته الديمقراطية الحديثة التي تمثل ابنأ سوياً لأفكار عصر النهضة، التي دعت إلى مسابقة العصر ومواكبة طموحاته، في مدارسه القديمة، حيث يدرس القرآن الكريم والشعر والبلاغة والعلوم الأخرى، إذ كان التعليم في الهواء الطلق، تحت أشجار البن والفواكه وعلى المدرجات الخضراء وعلى الحدائق حيث أشجار الفل والكاذي حيث نشأ العديد من شعراء الأغنية اليمنية.ويمكن للمرء أن يسرد عناوين عشرات بل مئات القواميس والمعاجم وكتب الصرف والنحو، التي ألفها اليمنيون منذ بداية عصر النهضة إلى اليوم. ولا يفارق مسمعي صوت الأديب والشاعر الراحل محمد سعيد جرادة الذي أبدع في تقديم الشعر عبر إذاعة عدن.وكانت جبال عدن ملاذ الأحرار في كل مكان، كما كانت ملاذ الرؤية الصافية فقد ردد الشاعر الغنائي الراحل لطفي جعفر أمان في أشعاره الوطنية أن هذه الجبال في عدن تمنحه الرحابة والثقة والنظر إلى العروبة أكثر صفاء وإشراقاً.ولأن اليمني كثيراً ما نزع إلى الغلو في التغني ببلده، فقد كتب المؤرخون اليمنيون عن دور الحضارة اليمنية القديمة والحديثة في نشر الثقافة في التاريخ القديم وفي عصر النهضة الحديث.إن عمر الحضارة اليمنية أكثر من خمسة آلاف سنة، وبذلك تكون من أقدم الحضارات في العالم.وأن ما يواجهه اليمن من دعوات فاسدة، قد انهارت لصالح العقل والحقيقة، أي لصالح اليمن ذات الوجه العربي والتاريخ العريق، كبلد وهبته ظروفه، ووهبه التاريخ والجغرافيا دوراً طليعاً في المنطقة.