محبوب عبدالعزيزطرقت وغيري من الزملاء في هذه الصحيفة ولمرات عديدة موضوع النظافة التي تعتبر المحور الاساسي الذي ترتكز عليه صحة الانسان وجمال البيئة وبدونها تصبح أرواحنا في مهب الريح ولأن هذه القضية حساسة وبالغة الاهمية رأيت أن أعود للحديث حولها والتذكير بعض جوانبها لأن في الاعادة إفادة وكمال يقال فإن "التكرار يعلم الشطار، كما أن الذكرى تنفع المؤمنين" .ومادعاني لطرق هذا الموضوع مجدداً هو حالة الاهمال واللامبالاة التي وصل إليها المواطن وتدني مستوى وعيه البيئي والذي يظهر في السلوكيات الصادرة عنه تجاه نظافة مجتمعه والمحيط الذي يعيش فيه دون إكتراث بما تسفر عنه تلك السلوكيات من أضرار في صحته أولاً وجمال مدينته ثانياً على المستويين الآني والمستقبلي ..ففي أحد الايام بعد أن تمرد النوم عن عيني وجدت نفسي بعد صلاة الفجر ومع بزوغ نهار ذلك اليوم أقوم بجولة مشياً على الاقدام بين الحارات والازقة وهالني ما رأيت من تشويه وتراكم للقمامات والاوساخ والقاذورات الملقاة على الارض بين هذه الازقة التي لا يمكن مشاهدتها من قبل المارين على الطريق العام والشارع الرئيسي لمنطقة الروضة الشهيرة بالقلوعة ذات الكثافة السكانية الكبيرةوالتي تتواصل فيها حركة العمران والبناء حتى غطت الجبال المحيطة بها بسبب أزمة السكن وعدم وجود مشاريع سكنية حكومية لاستيعاب وامتصاص ولو نسبة بسيطة من هذه التجمعات البشرية الكبيرة.الامر الذي أجبر سكان هذه المنطقة ولم يترك لهم خياراً إلاّ اللجوء الى أحضان الجبال والمرتفعات هرباً من الازدحام وصعوبة العيش لأسرة كبيرة في منزل صغير .. المهم إنه وبسبب هذه الوضعية وتقارب المنازل من بعضها تحولت بعض الممرات والازقة الفاصلة بينها رغم ضيقها الى مواقع لرمي النفايات بعيداً عن الانظار!!وبالطبع إن سيارات جمع القمامة لا تستطيع الوصول إليها وهنا تقع المسؤولية على عاتق عمال الكنس والنظافة في الاحياء الشعبية لانتشال هذه الاوساخ وجمعها واخراجها الى الطريق العام حتى يتسنى لسيارات القمامة نقلها الى المواقع المخصصة لها وهذا السلوك الخاطئ من قبل أهالي وابناء هذه المنطقة يدل على تدني مستوى الوعي البيئي لديهم واتباعهم لسلوك غير صحيح من شأنه أن يحول المنطقة في حال تراكم القمامة الى بؤرة لانتشار الامراض والاوبئة .والامر نفسه ينطبق على سكان البلوكات الذين يرمون بمخلفاتهم الى الساحة والمداخل بعد كل عملية تنظيف ورفع للمخلفات وكأنهم لا يلحو لهم العيش إلاّ في هذه الاوضاع المقرفة .. وهذه دعوة لتفعيل دور المجالس المحلية واللجان الشعبية لمراقبة ومحاسبة كل من يرتكب هذه السلوكيات ويصر على إلحاق الضرر بصحة الانسان وجمال البيئة.
|
ابوواب
سلوك النظافة وعي وثقافة
أخبار متعلقة