لا شك في أن قصة نجود الطفلة اليمنية (12 عاما)التي رفعت قضية «خٌلع» ضد زوجها الذي يكبرها بأكثر من عقد من الزمن أثارت حفيظة المؤسسات المهتمة بالطفولة ومنظمات حقوق الإنسان، ونقلت صورة غير حضارية ليس لليمن فحسب وإنما للإسلام بوجه عام لدى دول العالم الأول،ولربما كانت قضية نجود والاهتمام الإعلامي العالمي بقضيتها هو ما شجع الحكومة اليمنية على فرض قانون يحدد العمر المناسب للفتاة وهو أن لا يقل عن سبعة عشر عاما.استبشرنا خيراً بالقانون الذي يسمح للفتاة بأن تعيش حياتها الطبيعية كطفلة أولا ومن ثم كزوجة مسؤولة عن زوج وأطفال ثانياً وأخيراً،ذلك لأن من حق الفتاة أن تعيش طفولة آمنة بعيدة عن جشع الأهل وعن زوج يلهث وراء جسد غض.ولكن ما حدث مؤخراً أثار دهشة الكثيرين، فكيف لنساء أن يخرجن في مظاهرات يطالبن بإبطال هذا القانون الجديد؟كيف يمكن وصف التفكير الذي تتحلى به النساء اللواتي خرجن للتظاهر والمطالبة بتزويج الفتاة في سن مبكرة؟وما هي السن المناسبة من وجهة نظرهن للفتاة لكي تتزوج 12 سنة؟..هل هذه السن التي ترى فيها تلك النسوة أنها السن الامثل للزواج؟هل تخاف النسوة من الطفلات اللواتي لم يتجاوزن سن الطفولة من الانحراف والزواج العرفي أو المسيار؟ هل عقل الطفلة يذهب بها إلى أمور الجنس والزواج، ويترك التفكير في اللعب بالدمى واللعب مع قريناتها؟هل يتعطل عقل الفتاة عن التفكير بالدراسة ليشغلها بأمور الزواج؟ لا شك في ان هذا كلام فيه مبالغة وبعيد عن الفطرة الإنسانية التي فطر الله عليها خلقه.هل توقفت عقول النساء عن التفكير فأصبحن لا يرددن سوى ما يملى عليهن؟ إذن فليتزوجن هن ويتركن الفتيات الأخريات يتمتعن بحماية القانون لحقوقهن الإنسانية.إن هذا القانون يمثل حماية لكثير من الفتيات من جشع آبائهن ويجعلهن صعبات المنال على الكثير من الرجال الباحثين عن البراءة ليهدروها باسم الزواج.لماذا يصر الكثيرون على تشويه صورة الإسلام فينقلون بطريقة أو بأخرى للآخرين بأن الإسلام لا رحمة فيه بينما الإسلام هو الرحمة المنزلة من رب العباد لعباده؟إن الرواية الخاطئة بأن الرسول(ص)تزوج أم المؤمنين عائشة في سن التسع سنوات ودخل عليها في سن الثانية عشرة هي رواية ضعيفة وغير صحيحة وجاء الوقت لكي يقوم علماؤنا الأجلاء بتوضيح الحقيقة للكثيرين وإثبات أن الرسول(ص)لم يتزوج عائشة في تلك السن الصغيرة جدا كما هو رائج .لقد جعلت النساء اللواتي خرجن للتظاهر من انفسهن وبنات جنسهن أضحوكة فهن كما الغريق الذي رفض طوق النجاة وهو في البحر لا يعرف السباحة.إن قانون تحديد السن المناسبة لزواج الفتاة إنما هو خطوة أولى للحد من تقاليد الزواج الخاطئة في بلادنا ونحن نأمل ان تفرض الحكومة قانوناً تحدد فيه السقف المناسب للمهور وذلك للحد من نسبة العنوسة بين فئتي الرجال والنساء.
زوجـــوهـن!!
أخبار متعلقة