بفعل تحريض من خطيب سلفي متشدد في خطبتي الجمعة الماضية
تعز/ نبأ نيوز :مشاهد دامية مروعة، تكاد تكون ضرباً من أساطير هوليوود.. متطرفون ملثمون يحملون السكاكين بيد، ومشاعل النيران بيد أخرى، ويغزون استراحات سياحية بجبل صبر بتعز مكبرين باسم الله.. يثبون على الناس، وبعد كل صيحة «الله أكبر» يغرسون سكاكينهم في الرؤوس، والصدور، وأي جزء من أجساد مَن ظفروا بهم.. ويضرمون النيران في كل مكان منها.. وينسحبون مهللين، ومكبرين.. مخلفين وراءهم مجزرة بشرية مروعة، اختلط فيها الدم، بالنار، والتراب، وبصراخ أجساد الشباب الممزقة.. هنا أوصياء الله على الأرض.. هنا منابر التطرف والتكفير جهاراً، نهاراً.. وبحماية ديمقراطية!؟مواجهات دامية، أشعلتها جماعة متشددة من «الإسلاميين» دعاة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، هاجمت إحدى الاستراحات السياحية الواقعة على سفح جبل صبر بمحافظة تعز ليلة الجمعة، وأوقعت إصابات بالغة بكل من ظفرت بهم، وأشعلت الحرائق ثم لاذت بالفرار، فيما أجهزة الدولة لم تصل إلاّ لإسعاف المصابين إلى مستشفى «ابن سينا» بالمدينة، فيما تم نقل أحد الأشخاص إلى إحد المستشفيات العامة بصنعاء بسبب إصابته البالغة الخطورة.عدد من المصابين أكدوا «أن الاستراحات السياحية التي يعملون فيها منذ سنوات تقدم خدمة جليلة للعائلات اليمنية والخليجية والعربية، وليس صحيحا ما يطرحه المتطرفون من أنها تسيء إلى سمعة المجتمع وأخلاقه وقيمه الدينية».وقالوا: «إنها تعمل وفق ضوابط أخلاقية وقانونية وعملها يتم تحت إشراف البحث الجنائي بالمحافظة», مشيرين إلى «أن هذه الجماعة المتطرفة دأبت ومنذ فترة على مهاجمة هذه الاستراحات التي تمثل متنفسا لأبناء المدينة التي يندر فيها وجود حدائق ومتنفسات إلى الاعتداء عليها بالحجارة وتهشيم السيارات التابعة للعائلات، إضافة إلى قيامها بإحراق عدد منها في الأشهر الماضية تحت مبرر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». محمد عبد الله هزاع مجاهد- 26 عاماً، من أهالي مراغة مديرية صبر الموادم- يعمل «مباشر» في إحدى الاستراحات التي تعرضت للاعتداء الأخير، أفاد «نبأ نيوز»: «أن جماعة متطرفة قامت بمهاجمة إحدى الاستراحات في شهر رمضان الفائت، فيما أقدمت على مهاجمة الاستراحة التي يعمل بها يوم الجمعة الماضية بإحراق عدد من الغرف التابعة لها، ورشق بعضها الآخر بالحجارة», ونفى مجاهد الذي تلقى عدة طعنات في ظهره ويده بالسلاح الأبيض، صحة ما يشيعه هؤلاء المتطرفون.وأضاف: «هذه الاستراحات تقدم خدمة للناس وهي مصدر رزقنا ويعمل فيها كثير من الشباب وهي معلم سياحي من معالم المحافظة وليس فيها إلا (مداكي) ومعسل فقط، كما انه لدينا رخصة ونعمل بإشراف الدولة», وتساءل: «كيف يقوم هؤلاء بتنصيب أنفسهم حماة للأخلاق والآداب بدلا عن الأمن والجهات المختصة التي تمثل الدولة». مختار محمد هزاع- 37 عاماً، سائق تاكسي- هو الأخر تعرض لعدة طعنات وحشية في أنحاء مختلفة من جسده وذلك على اثر سماعه بالمواجهات الدامية التي كان أخوه طرفا فيها، وعندما تدخل لفض الاشتباك تعرض لعدة طعنات في جسده ما أسعف على إثرها إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة..وأضاف: «إن جماعة ملثمين انهالوا عليهم بالضرب بالآلات الحادة والسلاح الأبيض بعد تهديدات سابقة تنذرهم بإغلاق الاستراحات لأنها تفسد الأخلاق على حد زعمهم».أما ماجد عبد الله هزاع- 25 عاماً- فقد تعرض إلى عدة طعنات في رأسه وجسده من قبل من اسماهم بالإرهابيين, مستنكرا ما أقدموا عليه من اعتداءات ضد الاستراحات التي هي مصدر رزق لكثير من الناس, وتساءل: «أين دور جهات الأمن بالمديرية؟ لماذا لم تقبض على الجناة؟ لماذا يقوم هؤلاء المتشددون بمهام الدولة؟ وأين تشجيع الدولة للسياحة من هذه الأعمال المسيئة للسياحة؟»حميد علوان عبده، من أهالي مديرية صبر الموادم- قال لـ«نبأ نيوز»: «ان المتطرفين كل يوم يسيئون للسياحة ويجب على الدولة أن تقف ضدهم، وان تكون هي الجهة الوحيدة في حماية المواطن وأمنه وأخلاقه», وأضاف: «لقد أقدم هؤلاء المتشددون مرارا وتكرارا على إحراق عدد من الاستراحات في الماضي، ورمي سيارات المواطنين بالحجارة بحجة حماية الأخلاق، علما بان المواطنين يدخلون هذه الاستراحات ببطائقهم العائلية والشخصية، وتعمل هذه الاستراحات تحت إشراف الدولة وهي المعنية بحماية الناس وأخلاقهم».وطالب بموقف حازم من الدولة ممثلة بإدارة امن المديرية التي قال أنها عجزت عن القبض على الجناة حتى الآن .من جانبه قال علي عبده قاسم- عضو المجلس المحلي بالمديرية- لـ«نبأ نيوز»: «إن هذه الاستراحات الواقعة في سفح جبل صبر مشبوهة وترتكب مخالفات شرعية»,!وأوضح: «أن عدداً من أصحاب هذه الاستراحات وهم من أهالي المنطقة هاجموا خطيب جامع من التيار السلفي أثناء خروجه منه ما أدى إلى رشق الاستراحات بالحجارة واشتباك الطرفين بالعصي والسلاح الأبيض نجم عن ذلك وقوع عدد من الإصابات، كان أخطرها تلك التي تعرض لها خطيب الجامع الذي أسعف على إثرها إلى مستشفى الثورة بصنعاء، فيما تم إسعاف خمسة أشخاص من الطرف الأخر إلى مدينة تعز».وحول موقف إدارة الأمن، قال عضو محلي صبر الموادم: «أنهم قاموا بإبلاغ أمن المديرية بالحادث فقام باعتقال والد خطيب الجامع بتهمة قيامه بالتحريض، ولم يتم إطلاق سراحه حتى اليوم من نيابة المديرية».