فيما لايزال الناس في يانجون يشعرون بالخوف لدرجة تمنعهم من الكلام
تطاهرات في يانجون
يانجون/14 أكتوبر/ من: أونج هلا تون: خفف المجلس العسكري الحاكم في ميانمار الإجراءات الأمنية في يانجون بشدة أمس الأحد في ثقة فيما يبدو من أنه لن يواجه احتجاجات حاشدة أخرى ضد الحكم العسكري وساد هدوء غير معتاد الشوارع واستمرت الاعتقالات. وأزيلت آخر متاريس من وسط العاصمة السابقة يانجون حول معبدي شويداجون وسولي اللذين كانا نقطتي بداية ونهاية الاحتجاجات التي قمعها الجنود بإطلاق النيران على الحشود واعتقال رهبان ومتظاهرين آخرين. وقال بضعة أفراد في الشوارع إنهم ما زالوا يشعرون بالخوف وما زالت خدمة الانترنت التي وصلت عن طريقها صور الاحتجاجات والإجراءات التي اتخذتها القوات الأمنية لسحق الاحتجاجات إلى العالم الذي يشعر بغضب مقطوعة. ويشعر الناس في الشوارع بالخوف لدرجة تمنعهم من الكلام بالرغم من أن جنرالات المجلس العسكري الحاكم صرحوا لأول مرة بأنهم مستعدون لإجراء محادثات مع الزعيمة المعتقلة التي تطالب بالديمقراطية أونج سان سو كي وإن يكن بشروط من غير المرجح أن تقبلها. وعرض الجنرال البارز ثان شوي رئيس المجلس العسكري الحاكم إجراء محادثات مباشرة إذا تخلت سو كي عن مواقفها "التصادمية" ودعمها للعقوبات وسعيها من أجل "دمار تام". وقال نيان وين المتحدث باسم الرابطة القومية من أجل الديمقراطية التي تتزعمها سو كي إن العرض قد يمهد الطريق أمام إجراء محادثات بشأن المحادثات. ، وتابع "انه تحسن مهم في الموقف السابق. لم يلزموا أنفسهم أبداً بالتحدث معها."
وذكر محللون في ميانمار يحذرون من الإفراط في التفاؤل إذ أن الآمال بالتغيير في الماضي كثيرا ما أحبطت وصحف مملوكة للدولة أن المزيد من الناس اعتقلوا. وأضافوا أمس الأحد أن 78 فردا آخرين يشتبه في مشاركتهم في الاحتجاجات الحاشدة اعتقلوا لاستجوابهم. وقالوا إن 1216 محتجا أفرج عنهم في يانجون بعد أن وقعوا على تعهدات بعدم المشاركة في احتجاجات كما أطلق سراح 398 من 533 راهبا اعتقلوا في غارات شنت على المعابد في شتى أنحاء المدينة. ولم ترد تقارير عن عدد المعتقلين والذين أفرج عنهم في مدن أخرى حيث أفادت تقارير بأن الآلاف قاموا باحتجاجات ضد المجلس العسكري الحاكم ولكن نيان وين قال إن مسؤولا كبيرا بالرابطة القومية من أجل الديمقراطية اعتقل في مدينة ماندلاي ثاني أكبر المدن أثناء الليل. إلا أنه ما زال هناك أمل بسيط في أن يكون للضغط الدولي على المجلس العسكري الحاكم لبدء محادثات مع الرابطة القومية من أجل الديمقراطية التي حققت فوزا ساحقا في الانتخابات عام 1990 تجاهله الجنرالات أثرا على المجلس الحاكم الذي نادرا ما يهتم بالعالم الخارجي. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إبراهيم جمباري للصحفيين يوم الجمعة بعد اطلاع مجلس الأمن على نتائج زيارته التي استمرت أربعة أيام لميانمار إنه يرى "نافذة فرصة" لمحادثات بين المجلس العسكري الحاكم وسو كي التي اجتمعت مع جمباري مرتين. ، وتابع "من خلال المحادثات التي أجريتها معها فانها تبدو حريصة للغاية على الدخول في حوار مناسب" شريطة عدم وجود شروط مسبقة. ولم ترد أنباء من سو كي (62 عاما) الواقعة رهن الإقامة الجبرية في منزلها في يانجون دون أي اتصالات هاتفية وتحتاج لأذن رسمي نادرا ما تحصل عليه إذا أرادت استقبال زوار. غير أنه وفي تحرك آخر يهدف إلى تبديد الغضب الدولي أذاع التلفزيون الحكومي لقطات نادرة لسو كي للمرة الأولى منذ أربع سنوات مساء يوم الجمعة. وأشار إليها باحترام في خروج عن الممارسات القديمة عندما كان يتم إسقاط اسم والدها أونج سان لحرمانها من الصلة ببطل الاستقلال في البلاد. ووزعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي تضغط من أجل تشديد العقوبات على المجلس العسكري الحاكم مشروع بيان في مجلس الأمن يطالب المجلس بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والدخول في محادثات مع المعارضة. والبيان ليس له قوة قانونية ولكن إذا وافقت الصين وهي حتى الآن أوثق حليف لميانمار على نصه الذي صيغ بعبارات قوية فان ذلك يمكن أن يبعث برسالة قوية إلى المجلس العسكري الحاكم. ويقول المجلس العسكري إن عشرة قتلى سقطوا في الحملة لقمع الاحتجاجات التي بدأت بمسيرات صغيرة ضد ارتفاع كبير في أسعار الوقود في أغسطس وتصاعدت بعد أن أطلقت القوات النيران فوق رؤوس رهبان يحتجون. إلا أن حكومات غربية تقول إن العدد الإجمالي للقتلى أكبر بكثير على الأرجح.