لاشك في أن السلطة والمعارضةتسعيان دائماً لخدمة الوطن والمواطن إذا كانت هناك ضمائر حية فالثانية هي الوجه الأخر للأولى.فدولة 22مايو أتاحت للجميع فرصة ممارسة الحياة السياسية بحرية شريطة أن يكون الوطن ومصالحه فوق كل أعتبار.لكن حقيقة الأمر ماذكرناه سلفاً شيء والواقع شيء آخر وبانت تلك الحقيقة للرأي العام عند ما من الله على بلادنا أمطار غزيرة تدفقت منها السيول لتتحول إلى كارثه أصابت محافظتي حضرموت والمهرة ونتج عنها خسائر بشرية ومادية تليف لها الجبال من هول الكارثة . لكننا لم نرى أحزاب المعارضة تحرك ساكناً وصارت قلوبهم كالحجارة أوأشد قسوة وأصبح شغلها الشاغل الإنتخابات ومقاطعتها غير مبالين بما حل بالبلاد والعباد. هؤلاء كشف الله نواياهم وأن مايتبنون من قضايا إنما هي للمصالح الحزبية الضيقة. أما الوطن والمواطنون فذلك ليس لهم شأن به . ودعونا نسأل إذا كانوا مواطنين صالحين ألم يكن من الأجدر بهم الوقوف مع الشعب في نكبته والوقوف مع الجهد الشعبي والرسمي للتخفيف من أثار الكارثة وفي مساعدة أهلنا المنكوبين بحضرموت والمهرة ويؤدوا واجبهم تجاه الشعب الذي يريدونه أن يثق بهم ويختار مرشحيهم. نعم والله ما أحوجنا اليوم إلى مواقف شجاعة تتجاوز الخلافات وتتحمل المسؤولية بجدارة حتى نتجاوز المأساة لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل للأسف. في حين رأينا السلطة تبذل قصارى جهدها ولم يهد أ لها بال وعملت المستحيل وعلى رأسهم فخامة الرئيس حفظه الله ورعاه الذي أشرف بنفسه على سير عملية الإغاثة والإنقاذ معرضاً حياته للخطر ولكن إيمانه بالله الذي يحرسه من كل مكروه وحبه لشعبه وخوفه عليه وإحساسه بالمسؤولية العالية جعله يسير بين السيول والأمطار يتفقد أحوال الرعية من خلال اللقاء بهم ويطمأنهم بأن الحكومة تقوم بالواجب تجاه حضرموت الخير وكذلك الحال يتجلى في دور رجال الأمن والقوات المسلحة الذين أبلوا بلاء حسناً في الإنقاذ. ويأتي اليوم دور المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية ودول الجوار في تقديم المزيد من الدعم المادي والمعنوي لضحايا كارثة السيول في بلادنا . أما المعارضة يبدو أنها مقاطعة للتعاطف مع أهلنا في حضرموت والمهرة وأما أهل الحراك فيهم في حراكهم يعمهون هذه الأيام التي أصابت البلاد كارثة . وكلمة أخيرة نقولها فلتأخذوا حراككم إلى حيث ألقت برحالها أم قشعم وجيئوا لنا بحراك وطني فاعل يعي حجم الوطن وعظمته ويراعى مصالحه ويشد من أزره عند الملمات فإن لم تقدروا فكفوا عن الناس أذاكم.
|
اتجاهات
السلطة والمعارضة وكارثة السيول في بلادنا
أخبار متعلقة