[c1] تداعيات انقلاب هندوراس[/c]خصصت صحيفة فايننشال تايمز افتتاحيتها أمس لنقاش الانقلاب الأخير الذي شهدته دولة هندوراس, فكتبت تحت عنوان “جمهورية الموز”:قبل ثلاثين عاما كانت 13 من دول أميركا اللاتينية العشرين يديرها جنرالات يبررون نهجهم الفج في الحكم بأنه ضرورة يفرضها خطر حرب العصابات, بينما يعتبر أحد تجليات الحرب الباردة في تسويغ الاستبداد، فقد كانت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان ترى أن الحكام المستبدين الذين تساعدهم في الوصول إلى الحكم في هذه البلدان قد يغيرون نهجهم ويجب أن يستمر دعمهم, أما الدكتاتوريون الشموليون التابعون للمعسكر السوفياتي فيستحيل تغيير نهجهم.ومنذ انتهاء الحرب الباردة لم تكن هناك انقلابات ناجحة في أميركا اللاتينية إلى أن أطاح جيش هندوراس الأسبوع الماضي برئيس البلاد مانويل زيلايا, فهل هذا يعني أن الأيام السيئة القديمة بدأت تعود من جديد؟كلا, فعلينا أولا أن نتذكر كم كانت تلك الأيام سيئة حين تصرفت الولايات المتحدة الأميركية كقراصنة القرن التاسع عشر وغزت غرينادا في عام 1983 وبنما في عام 1981, ثم كانت الحروب الأهلية في أميركا الوسطى وبالذات في السلفادور ونيكاراغوا وغواتيمالا وما نجم عن ذلك من قتل على نطاق واسع واستمر رغم ذلك دعم إدارة ريغان لعملائها بالمنطقة.لقد كانت هندوراس المنصة الإقليمية للولايات المتحدة في تلك الصراعات, فكيف يختلف ذلك عن الوضع اليوم؟، لقد ندد الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما بشكل جلي بهذا الانقلاب، على الرغم من أن الرئيس الفينزويلي هوغو شافيز وحلفاءه البوليفاريين في الإكوادور وبوليفيا ونيكاراغوا التفوا حول زيلايا. وكان زيلايا -وهو أحد كبار ملاك الأراضي- قد انتخبه الحزب الليبرالي رئيسا له لينضم بعد ذلك لمحور شافيز المعروف بـ”اشتراكي القرن الحادي والعشرين” وذلك بغية الحصول على النفط الفنزويلي بشروط ميسرة، كما أعجب بأسلوب رفاقه الجدد بخصوص قدرتهم على إطالة ولايتهم عبر تغيير الدستور، وقد حاول زيلايا أن يفعل الشيء ذاته, لكن ذلك تسبب في إسقاطه.ولا شك في أن جيش هندوراس كان محقا في التصدي لمحاولات زيلايا إجراء استفتاء يضمن له الاستمرار في السلطة, لكنه أخطأ في الإطاحة به.فلو أن زيلايا حاول التمسك بالسلطة بعد نهاية فترته الرئاسية الحالية أي بحلول أواخر شهر يناير القادم، لكان قد نحي من منصبه.وقد أدت ردة فعل الجيش المبالغ فيها إلى إضعاف المؤسسات في منطقة لم تتجذر فيها الممارسة الديمقراطية كثيرا (...). وكما طالبت منظمة الدول الأميركية وهي تعلق عضوية هندوراس, يتعين أن يعود زيلايا إلى الحكم لإكمال فترة ولايته.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]الإيغور وتحامل الإعلام[/c]أفرد بيتر فوستر مراسل صحيفة ديلي تلغراف في أورومشي, الجزء الأكبر من تقريره حول ما جرى لروايات على لسان أفراد من عرقية الهان التي تعد القومية الأكبر في الصين.ولإظهار قدر من التوازن, يخصص المراسل الجزء الأخير من تقريره لوصف ما جرى من منظور الإيغوريين الذين يمثلون غالبية سكان المقاطعة مسرح الأحداث.وحاولت صحيفة ذي غارديان إعطاء صورة درامية أشبه بالسيناريو عن اللحظات التي سبقت اندلاع المواجهات بين العرقيتين.وبدا المشهد الذي رسمته مراسلة الصحيفة تانيا برانيغان من أورومشي بقلمها وكأنه مقدمة لفيلم سينمائي يظهر فيه أفراد من الهان وهم يتجمعون في ظهيرة يوم حار وجاف قبل أن يتوجهوا صوب ميدان الشعب بالمدينة، كان بعضهم يرتدي قمصانا وربطات عنق أنيقة, وآخرون ملابس رياضية أو سراويل جينز. الكل مدجج بقضبان حديدية وسكاكين وهراوات وجنازير معدنية وسواطير.ورويدا رويدا تتزايد أعدادهم, وفي غضون نصف الساعة كان هناك المئات ثم الآلاف من قومية الهان يجوبون شوارع عاصمة مقاطعتهم، ثم تصل المراسلة إلى نقطة مفصلية في تقريرها حيث تقول: “كان الحديث في بادئ الأمر يدور حول الدفاع عن النفس, ثم ما لبث أن تحوّل إلى أخذ الثأر (من الإيغوريين)”. وآثرت صحيفة ذي تايمز أن تسلط الضوء في تقريرها على الشرارة الأولى التي أشعلت كل ذلك الحريق، فقد راجت إشاعة الشهر الماضي في أحد مصانع لعب الأطفال في مدينة شاوغوان الجنوبية بأن العمال الإيغوريين اغتصبوا فتاتين من الهان تعملان بالمصنع, فكان أن هجم العمال الهان على زملائهم الإيغوريين فقتلوا اثنين منهم وجرحوا العشرات.وبعد أيام, أعلن المسؤولين هناك أن “الاغتصاب” لم يكن سوى إشاعة أطلقها موظف سابق ناقم من إدارة المصنع, وهو الآن في قبضة الشرطة، ولعل من الصحف القلائل التي تناولت الموضوع من زاوية أخرى كانت ذي إندبندنت التي نشرت مقالا لمحام أميركي من أصل إيغوري يدعى نوري توركل.
أخبار متعلقة