إعداد/ زكي نعمان الذبحاني :لو أمعنا النظر من حولنا لرأينا العجب العجاب ، حيث لا تزال ممارسات وعادات غير صحية تتبع .. يعزي إليها التسبب بالكثير من الأمراض. وهذه لعمري هي مشكلة مرض الكزاز الوليدي أيضاً في ظل إغفال البعض لشيوع الجهل وضعف الوعي الصحي – لاسيما في الأرياف – بأهمية الولادة النظيفة وضرورة تحصين الفتيات والنساء في عمر (15 – 45 عاماً ) ضد هذا المرض الفتاك. وبحسب معايير منظمة الصحة العالمية فإن مؤشرات خطورة الكزاز قائمة متى بلغت أكثر من حالة واحدة لكل ألف حالة ولادة حية، وهذا يستدعي بالضرورة رفع نسب التطعيم بلقاح الكزاز والتغطية للولادات النظيفة الآمنة بما يفضي إلى بلوغ الهدف الوطني بخفض معدل الإصابة إلى أقل من حالة واحدة لكل ألف ولادة حية، فنكفل بذلك التخلص من هذا المرض القاتل . ولهذا الغرض تقام حملات وجولات تحصين من حين لآخر للفئة المستهدفة من النساء في عمر (15 – 45 عاماً ) على مستوى المديريات التي ينخفض فيها الإقبال على تحصين النساء بلقاح الكزاز ، ومنها حملة التحصين للتخلص من الكزاز الوليدي الجاري تنفيذها حالياً في ( 51 مديرية) بمحافظات (الضالع ، إب ، الحديدة، لحج) لسائر النساء والفتيات ممن ينتمين إلى الفئة العمرية المستهدفة من ( 15 – 45 عاماً )، المتزوجات وغير المتزوجات ، وكذلك الحوامل في أشهر الحمل المختلفة بلا استثناء. ولا مشكلة البتة ولا مانع من التحصين مادام اللقاح آمنا ليس له أي تأثير سلبي ، وفيه وقاية أكيدة للأم، وكذا للوليد خلال الشهرين الأولين من عمره. فالكزاز الوليدي – لاشك في أنه أحد أمراض الطفولة القاتلة المعروفة تنتشر في كثير من دول العالم النامي ، ومن بينها نتيجة بلادنا نتيجة بعض الممارسات غير النظيفة أثناء التوليد، حيث تسببه جراثيم تتميز بالقدرة على العيش في الأماكن اللاهوائية ، كما أنها مقاومة للجفاف والمطهرات، وارتفاع وانخفاض درجة الحرارة. ولدى تلوث الحبل السري بجراثيم الكزاز وإصابة الأم ووليدها بهذه الجراثيم ، فإنه لا تظهر أي أعراض أو علامات تدل على الإصابة بالمرض، الا بعد مدة تصل إلى (3 – 28 يوماً) ، كذلك الوليد إذا أصيب بالمرض يبدو من الوهلة الأولى بصحة جيدة دون أ، يلحظ عليه أحد أية علامات تشير إلى أنه مصاب حتى اليوم الثالث أو في الفترة الواقعة بين اليوم الثالث واليوم الثامن على الولادة. وبظهور الأعراض تحدث للوليد تشنجات في عضلات الوجه والرقبة والجسم، وترتفع درجة حرارة الجسم، ومع تدهور الحالة تتوالي عليه نوبات من التشنج والاهتزاز وتتقلص العضلات ، فيصبح الوليد عاجزاً عن فتح فمه وعن البكاء. كما يعجز أيضاً عن الرصاعة ويتوقف عن التنفس بصورة مفاجئة ، ومن ثم يموت بعد هذه السلسلة الواسعة من المعاناة. وتفصيلاً لما يمكن للأم ملاحظته على الوليد من أعراض مرضية لمرض الكزازنبين لها مايلي : - ارتفاع درجة حارة الجسم. - انتفاخ البطن . - عدم قدرة الوليد على مص الثدي جراء تشنجات عضلات الوجه والفكين. - عدم القدرة على التبول والتبرز .- زيادة نبضات القلب. - تصلب جميع العضلات في الوجه والرقبة والظهر والجسم. - التشنجات الكلية للجسم . - تقوس الجسم .- انقباض أصابع اليد بإحكام وعدم القدرة على فردها بسهولة. - صعوبة التنفس.- التعرق الشديد . ولدى محاولة تغذية الوليد بالحليب وهو في هذه الصورة ، فإن الحليب قد ينساب إلى الرئتين محدثاً (الشرغة) ، مما يسبب التهاباً خمجياً في الجهاز التنفسي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة . لذلك لدى ظهور بعض أشكال المعاناة لابد من سرعة إسعاف الطفل المريض الى المستشفى. ومن الضروري للوقاية أولاً توافر شروط ومعايير الولادة النظيفة والآمنة، أي ان تتوافر فيه كل شروط النظافة والأمان، كالفراش النظيف والخرق النظيفة، وأن تكون يدا المولدة نظيفتين ، فلا تقوم بالتوليد إلا بعد غسلهما بعناية فائقة بالماء والصابون. وعند قطع الحبل السري لا يكون الا بأداة معقمة ، كالموس الجديد، وأيضاً ربطه بخيط نظيف معقم بغليه في الماء قبل استخدامه لمدة نصف ساعة على الأقل. وأحذر من مغبة وضع أي مادة ملوثة على سرة الوليد مثل الملح ، التراب ، الكحل ، السمن .. الخ. ان الممكن استخدام هذه المواد الملوثة وما شابهها أو استخدام الأدوات غير النظيفة قد تتسبب بالإصابة بالمرض ، لاحتوانها على جراثيم الكزاز. الأمر الثاني تأتي التطعيمات باللقاحات اللازمة ضد الكزاز لتقوم بدورها الذي يؤكد الحماية ويعزز الوقاية من هذا المرض الوخيم. ولا تكفي جرعة واحدة لتأمين الوقاية الكاملة من الكزاز مدى الحياة ، بل يجب تحصين الأطفال ضد المرض بأخذهم اللقاح الخماسي خلال العام الأول من العمر، على النحو المحدد في (كرت) التطعيم الروتيني الذي يحدد مواعيد وعدد الجرعات التي يحصل عليها الطفل. وكذا تحصين سائر النساء في الفئة العمرية من (15 – 45 عاماً) ضد مرض الكزاز الوليدي، بالجرعات الخمس اللازمة من اللقاح، لا الاكتفاء بجرعة واحدة، فهي لن تكفي لتأمين الوقاية الكاملة من هذا المرض مدى الحياة. أيضاً لا تعاد الجرعة أو الجرعات مطلقاً بسبب الفواصل الزمنية الطويلة بين الجرعة والأخرى ، مهما طالت وتباعدت المدد الزمنية بينها. وإذا تأخرت النساء عن أخذ الجرعة، فلا يعني هذا تخليهن عن بقية الجرعات، بل لابد من استكمال كل الجرعات دون أن تعاد نتيجة تأخر مواعيدها. وللعلم ليس هناك شروط لمسألة تحصين النساء ضد الكزاز الوليدي. فالتحصين يشمل سائر الفتيات والنساء في عمر (15 – 45 عاماً) ، المتزوجات وغير المتزوجات ، وحتى الحوامل في مختلف أشهر الحمل ، طالما لايضر بالحمل ولا يسبب مشكلة للأم أو الجنين. كما انه لا يؤمن حماية تقتصر فوائدها على الأمهات وحسب بل وللمواليد أيضاً نصيبً منها ولو بصورة مؤقتة حتى الشهر الثاني من العمر ، شرط تلقيهن الجرعات كاملة .. أي خمس جرعات من اللقاح خلال فترة حياتهن. ولتكن الأم على يقين من أنه لا ضمان لوقاية دائمة لها من الكزاز مدى الحياة، ولا للوليد أيضاً خلال الشهرين الأولين من عمره لو اكتفت بجرعة واحدة أو جرعتين فقط دون تلقي بقية الجرعات الأخرى وبمعزل عن الولادة النظيفة تحت إشراف طبيب أو على يد مولدة (قابلة) ماهرة .* المركز الوطني التثقيف والإعلام الصحي والسكانيوزارة الصحة العامة والسكان
|
تقارير
حصنوا بناتكم ونساءكم ضد الكزاز الوليدي
أخبار متعلقة
