مــن القصــة عبــرة
في لقاء هذا العدد سأعرض لكم مجموعة من القصص سيتم نشرها تباعاً , وفي كل قصة ستكون لنا عبرة قد نجد بها الحكمة وقد نحتاج لهذه الحكمة في يوم من الأيام .يحكى أن رجلاً كان يعاني من مشكلة كبيرة في حياته وهي انه يغضب كثيراً وكلما غضب يقوم بتصرفات جافة ومجحفة في حق من يتعامل معهم ويؤذيهم , ومن ثم يشعر بالندم على ما اقترفه..وفي يوم من الأيام فكر بالاستعانة بأحد الحكماء وذهب إليه وشرح له مشكلته فقال له الحكيم سأعطيك مطرقة وكيساً به مسامير كثيرة وأشار إلى سور خشبي جميل جداً في حديقة قصره وطلب منه أن يدق مسماراً بذلك السور كلما غضب..وفعلاً بدأ الرجل بدق مسمار في السور كلما انتابه شعور بالغضب ووجد انه يوماً بعد يوم بدأ عدد المسامير في التناقص إلى ان جاء يوم لم يدق فيه مسماراً واحداً , فذهب إلى الحكيم وهو سعيد وابلغه انه لم يغضب بهذا اليوم وانه بدأ يسيطر على حالة الغضب التي كانت تعتريه فطلب منه الحكيم ان يقوم بنزع مسمار كلما مر عليه يوم ولم يغضب.وهكذا وجد الرجل نفسه ينزع المسامير واحداً تلو الأخر لأنه لم يعد يغضب فذهب إلى الحكيم يشكره ولكن الحكيم أخذه إلى السور الذي كان جميلاً وتشوه منظره بسبب المسامير بعد أن نزعها وقال انظر كيف تحول منظر السور وذهب جماله وهكذا هي نتيجة غضبك وتأثيرها على من هم حولك فمهما حاولت أن تعتذر لهم فإن جرحاً يظل في قلوبهم ويغير صفاء علاقتك بهم .إن هذه الحكمة الصينية فيها عبرة كبيرة وهي أن الغضب يخسرنا جمال علاقتنا بالآخرين ويفقدنا الكثير وان الإنسان عندما يتكلم وهو غاضب سيقول كلاماً يندم عليه بعد ذلكوكم من أناس يواجهون ذلك الغاضب, أكان مديراً أو ولي أمر أو صديقاً أو نحن أنفسنا من يغضب, فهل لنا أن نتذكر دائماً السور وما فعله الغضب به من أذى كلما أشتد بنا غضبنا. وللقصص بقيــــة ...