أعطى صورة طيبة للأندية اليمنية
صنعاء- سبأ / العزي العصامي :مثلت المشاركة الأخيرة لفريق التلال بطل الدوري اليمني في الموسم قبل الماضي في الدور التمهيدي لدوري أبطال العرب بقيادة لاعبه ونجمه ، الدولي السابق شرف محفوظ ، بوابة جديدة لمشاركات الأندية اليمنية في البطولات العربية والقارية حاملة معها بعض ملامح النجاح .و خرج التلال بخسارة مشرفة يوم الثلاثاء الماضي أمام مضيفه فريق مولودية الجزائر بنتيجة ( 1 / 2 ) بعد أن كان الأقرب للتأهل وبلوغ الدور الثاني وهو متعادل مع المولودية بهدف لمثله حتى انتهاء الوقت الأصلي للمباراة ، وهي النتيجة التي كانت كفيلة بتأهل التلال الذي خانه الحظ في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بهدف جزائري قاتل ، بعد ان تعادل الفريقان بدون أهداف في لقاء الذهاب الذي جرى بملعب 22 مايو الدولي بمدينة عدن في التاسع من سبتمبر الجاري .وكان العرض القوي والأداء الراقي الذي قدمه التلال وهو الذي حل في المركز الثالث في الموسم المنصرم ، كان له أثر إيجابي كبير على منح الأندية اليمنية أفضلية المشاركات الخارجية بعيدا عن الخوف من هزائم ثقيلة قد تمنى بها ، وذلك على خلفية الخسارة الثقيلة التي مني بها شعب إب بطل الدوري اليمني السابق في النسخة الثانية للبطولة عندما لعب في مواجهة مستضيفه الإتحاد السعودي في مدينة جدة ذهابا وإيابا يومي الثاني والخامس من نوفمبر 2004م وخسر في المباراة الأولى بنتيجة ثقيلة قوامها عشرة أهداف بعد طرد حارس شعب إب فيصل الحاج ونجمه الدولي إيهاب النزيلي في وقت مبكر في الشوط الأول الذي أنهاه خاسرا بثلاثة أهداف نظيفة قبل أن ينهار الفريق في الشوط الثاني مع النقص العددي ويخسر بعشرة أهداف نظيفة ، فيما خسر في مباراة الإياب بعدها بثلاثة أيام بهدفين دون رد ، وواصل حينها الإتحاد السعودي عروضه الجيدة وفاز بلقب البطولة ، كما فاز أيضا في ذلك العام بلقب دوري أبطال آسيا .ولم يكن فريق التلال ممثل الأندية اليمنية مطالبا بتحقيق المستحيل وتحميله ما لا طاقة له به في مواجهته مع المولودية ، غير أن المتابعين والنقاد رأوا أن نجومه كان نجوما فوق العادة أمام بطل الجزائر فريق المولودية الذي يتمتع بتاريخ عريض وسمعة عربية طيبة ويحظى بنصيب الأسد من المشاركات الخارجية سنويا على المستوى العربي والقاري .وكان التلال رائعا بكل المقاييس ، ولم تخذله سوى قلة خبرة لاعبيه ،وسوء الطالع الذي يلازم الكرة اليمنية في الفترة الأخيرة عندما تخسر في الوقت بدل الضائع كما حصل في مباراة اليابان الأخيرة مع المنتخب الوطني في صنعاء ، ولهذا كان الرضا والارتياح هو ما ارتسم على محيا كل التلاليين وكل محبي ومشجعي الكرة اليمنية بهذا الخروج المشرف الذي جاء رغم إرادة التلال ونجومه وجماهيره ، وجاء بفضل التحيز الواضح للحكم التونسي الذي أدار اللقاء .وبطبيعة الحال الخسارة هي الخسارة ، سواء بهدف أو بعشرة ، غير أن التلال تغلب على كل ظروفه القاسية المتمثلة بعدم جاهزية الفريق حتى الآن بالصورة التي تمكنه من مقارعة الكبار ، ولم يبدأ الدوري في بلادنا بعد حتى يكون لاعبي التلال في جاهزية مناسبة كما هو الحال بالنسبة للاعبي المولودية الذين لعبوا عدد من الجولات في الدوري الجزائري ، كما انعدمت المشاركات الخارجية للتلال في السنوات الأخيرة عكس الحال بنادي المولودية، حيث تعود أول مشاركة خارجية له إلى العام 1991م في بطولة آسيا للأندية أبطال الدوري عندما توج التلال بطلا لأول دوري تصنيفي يمني .كما أن فارق الإمكانيات الفنية والبشرية والمادية كان كبيرا بين التلال والمولودية ، وبصورة عامة التلال نتاج للدوري المحلي الهزيل ، فيما المولودية نتاج للدوري الجزائري المتقدم ، والذي يصدر لاعبوه المحترفون إلى عدد من البلدان في أفريقيا وأوروبا وآسيا.كما أن الزخم الجماهيري الكبير الذي يتمتع به المولودية يمنح النادي الكثير من أوجه الدعم المادي والمعنوي، بينما يمتلك التلال قاعدة جماهيرية هي الأكبر ربما في بلادنا ، ولكن هذه القاعدة لا تفيد النادي في الجانب المادي بشيء .وينتظر أن تكون مشاركة فريق الصقر بطل الدوري اليمني في الموسم المنصرم ضمن منافسات كأس الإتحاد الآسيوي المقبلة أكثر إإيجابية خصوصا وأن الصقر يعد الآن الأفضل في الساحة الكروية ببلادنا ، كما أن إدارته تعده بشكل جيد للموسم الكروي الجديد الذي لم تظهر ملامحه بعد لتحديد موعد انطلاقته ، ويمكن أن تخدمه القرعة ويقع في مجموعة سهلة نسبيا قد تساعده قدراته على تجاوز فرقها وبلوغ الدور الثاني للبطولة وكان الهلال الساحلي بطل كاس رئيس الجمهورية حرم الموسم الماضي من المشاركة في هذه البطولة رغم انه وقع في مجموعة سهلة كان يمكنه خلالها أن يبلغ الدور الثاني ، غير أن تأخر مراسلات الهلال عن موعدها الآسيوي جعل الإتحاد الآسيوي يستبعده من المشاركة .