اقواس
شفاء منصرلفتت انتباهي دراسة أدبية نشرت في موقع الكتروني تتحدث عن القصة في الأدب السوري وكيف تراجعت عن دورها في المشهد الأدبي بسبب تحولات الواقع وغياب الفعل الثقافي. والدراسة لاتزيد عن كونها لمحة موجزة عن واقع القصة السورية ودورها المعاصر خلال عقدين من الزمن- السبعينات والثمانينات من القرن الماضي- حيث ساقت لنا الدراسة جملة من العوامل والمبررات التي جعلت القصة السورية تشهد توهجاًَ ملحوظاً من سبعينات القرن المنصرم بسبب توفر »المحفزات الثقافية« التي كانت تحرص على إنجاز هذا التحول وبلورة ملامحة الجديدة.. تجلى ذلك في تفاعل تجارب الشباب مع جيل الرواد من كتاب القصة وفي عدم فرض تلك الرموز الأدبية الكبيرة الوصاية الأدبية على تجارب الجيل الجديد اضافة الى ظهور حركة نقدية نشيطة ومواكبة من داخل »المشهد القصصي نفسه ومن الجيل الجديد«.والقصة من منطلق قراءاتي »لزكريا تامر«« ترصد مختلف القضايا والمواصفات الفكرية والجمالية التي نهض عليها أدب مجموعة كبيرة من كتابات القصة ا لسورية.. ولذلك تجلى أول شكل من أشكال التفاعل بين جيل الستينات والسبعينات في تأثير الشكل القصصي الذي قدمه »زكريا تامر« في قصصة والذي يجمع بين اللغة الشعرية المكثفة والموجته وبين السرد القصصي.. حيث حاولت التجارب الجديدة، كما تطرح الدراسة أن تتمثل هذ »المرج« في القصة القصيرة عند زكريا تامر بين ا لتعبيري والواقعي و المعبر عنه بسردية تجنح كثيراً نحو الشعر ولذلك طغت نزعة التجريب المقترنة بتمثل خصائص السرد »التامري« لقد كان متوقعاً أن يسهم دعم رواد القصة للتجادب الجديدة في تطوير وبلورة المنجز القصصي ولكن وعلى عكس مما كان مؤملاً شهدت نهاية حقبة السبعينات تراجعاً في التجارب القصصية التي برزت في تلك الحقبة مع غياب أسماء كثيرة توقف بعضها عند حدود منجزها الأول وتحول عدد منها من القصة إلى المسرح والنقد والصحافة بينما حاولت بعض الأسماء الجمع بين كتابة القصة وكتابة الرواية فلم تتمكن من أي تكرس جهدها في مجال تطوير تجربتها القصصية حيث أدى ذلك الى تراجع واضح في دور الأعمال القصصية الجديدة وفي حضورها.ولذلك بدت مرحلة الثمانينات في الشعر والقصة السورية كما ترى الدراسة وكأنها بمثابة هامش أو كتابة في الوقت الضائع.