بناء الشخصية المتطورة من جميع الجوانب مهمة المؤسسات التربوية والتعليمية وفي البدء مهمة الأسرة باعتبارها الخلية الأساسية في المجتمع المعنية ببناء الشخصية الإنسانية بناءً مسبقاً نفسياً وذهنياً وجسمانياً مع علمنا مسبقاً بأن العملية التربوية تجري أيضاً في مجالات النشاط الاجتماعي والعمل وفي الشارع والمتجر وفي المراكز الثقافية والرياضية المختلفة، وفي المكتبات العامة وليس أخيراً عبر وسائل الصحافة والإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة على وجه التحديد، وكل ذلك . محكوم بنظام الحياة، ونظام العلاقات الاجتماعية السائدة في هذا المجتمع أو ذاك .ومن بين عناصر تكوين الشخصية الإنسانية المتطورة يأتي في المقدمة تنمية روح الاحترام للذات والثقة بالنفس ، وأن يحب الإنسان للآخرين ما يحبه لنفسه ، وكذا تنمية الإحساس بالكرامة الشخصية، وأن يدرك بشكل عميق قيمته لدى نفسه ، وبالتالي تقبل وتأكيد ذاته في الوسط المحيط به وليكون بذلك شخصية إنسانية متزنة ومتوازنة ، وذلك كله يسهل عليه إمكانية تكوين رؤية إيجابية عن ذاته وعن قدراته الشخصية وتنعكس إيجاباً على مستقبله وبذلك كله تتشكل للشخصية ركيزة التفاعل السوي مع النفس ومع الآخرين، وبالذات عند الشخصيات القيادية والمعنية بمصير الآخرين والمربي ينبغي إعادة تربيته، ليكون أهلاً لهذه المهمة النبيلة في المجتمع سواء في البيت أو في المدرسة أو الجامعة أو مجالات الإعلام والسياسة أي حيث يكون الرجل والمرأة القدوة والمثال والنموذج، وعلى كل المستويات القيادية في الدولة والمجتمع على حد سواء . وفي أن يكونوا مؤهلين لتقييم ومراجعة سلوكيات وتصرفات الآخرين، وفي اتخاذ القرارات الصحيحة في الزمان والمكان المناسبين، بعيداً عن الأهواء والأمزجة، أو التعامل بالفعل ورد الفعل العشوائي أو العاطفي، وما أحوجنا اليوم إلى بناء الشخصية المتطورة من جميع الجوانب لنتجاوز سلبياتنا وضعفنا كدول وكمجتمعات ما أحوجنا إلى الصدق مع الذات ومع الآخرين في مواجهة كل مشاكلنا التي ظلت تعيد نفسها بأشكال هزلية ومأساوية في بعض الأحيان، وتتكرر معها أخطاؤنا وخيباتنا ، وكل ملامح قصور احترامنا لذواتنا الفردية والجمعية وبسبب ترددنا وضعف الثقة بأنفسنا ،وانعدام روح المغامرة والاقتحام لدروبنا الجديدة المنشودة وأن تكون ممارستنا السياسية والاجتماعية أكثر تحرراً واستقلالية، وأن نكون أسياد أنفسنا، وأن نغادر أوهامنا القديمة ، وأن نؤسس لحياتنا الجديدة رؤى ومعرفة وثقافة معاصرة، تجعلنا قادرين على تحقيق ذواتنا كما نريد لها أن تكون .
|
اتجاهات
الشخصية المتطورة
أخبار متعلقة