"الذكريات ضفادع” مجموعة شعريّة للكاتب والمحلِّل السياسي والأديب والشاعر جهاد الزين، وتضمّ بين دفّتيها أربع قصائد، الأولى منها عنوانها هو عنوان المجموعة ذاتها ص7 والثانية عنوانها هو “اعْضُليكِ على قامة هازئة” ص27 والثالثة عنوانها “أَحَمَلتَ عِقداً مِنْ جماجمَ كي تسبِّح للشفاء” ص31 والرابعة عنوانها “خاتمة أخيرة لقصيدة اسطنبول” وقد “كُتِبَتْ هذه الخاتمة بعد صدور قصيدة (اسطنبول) صيف 2002 ـ دار الفكر الحديث ... وكانت مِنْ (تسع سفن). و”السفينة العاشرة” مهداة “إلى فقراء اسطنبول، وفقراء كلّ المدن العظيمة والمتوحِّشة”. واللافت في المجموعة الجديدة علوّها شِعراً ولغةً واتّزاناً ورصانةً بالإضافة إلى غضبها النبيل، وأسفها وحزنها الناتجين عن انكسارين أحدهما خارجي عبثاً بحياة عامّة الناس في بلدان العالم الثالث وبالفقراء “العظماء” منهم تحديداً، وثانيهما داخلي انهياراً لأحلام وآمال لم تعانق الشمس حتى لفظتْ أنفاسها على نحو فظيع ومريع، وليس عبثاً بعدُ أن تكثر مفردات في المجموعة الصادرة عن دار الجديد البيروتيّة بحلّة ممتازة مِنْ مثل: “الفتك، حقد وطغيان” مثالاً لا حصراً. والقصيدة الملكة هي القصيدة الأولى البعيدة المعاني والغور، وتيمّم شطر العراق المنكوب : “ ... مات العراق ... أراه مقصلة اللغات / ومدى مشافهة الصلاة لكلّ إبليسٍ من الشِعر العصيّ / يراودُ امرأةً ويحمي ظلّها المشبوب في ماء الفرات مات احتمالٌ أشعثٌ هذا المساء / النخلتان امتدّتا فوق انحناءة جيلنا ... / قرب الطريق إلى العمارة ... / والعابران أنا وأنتِ ... العاصيان العاكفان الكاظمان جنونَ ما يرث الزمان من المكان / عنفُ المكان ... وشهوة الوعي الشقّي / يفيض في امرأةٍ على بغدادَ خلستِها جفافِ / غموضها السقيّ / إذْ تكبو على السطح المظلل بالنخيل / وبالطغاة. / ... وأراكِ أنتِ مدينة الشعراء والقَتَلهْ ... / لا أرضَ غيرُ مضارب الشعراء والقتلهْ ... / فَكَمِ انشطرتُ على جروحِك رقصةً لغويّةً / وكم اكتملتُ ... كَمِ القوافي كالسراب / على البوادي الجانحاتِ مِنَ الشآمِ / وكمْ ظعنْتُ فما وصلتُ / وما لمستُ ...” ص14 ـ 15 فالذكرياتُ هوان، ونزف، وغدر، ومنافي، وملاجئ، وخراب، وحروف تعثّرتْ، وسجّانون، ومسجونون، ونهر غريب، وفراغ، وفرادة في الفراغ، حتى : “ ... وأنت تصرخ في العراق / مات الذين عرفتُهم / مات الذين أردتُهم / مات الذين كرهتُهم \ مات العراقُ ومات أهلي كلّهم”. ص17 والذكرياتُ نخلة عمياء، ولغة مليكة، وسيّافون، والبصرة العصماء، والقتل العراقي الرحيم، وبرق الغرابة والحياة.وأخيراً موجز الحكاية على صفحة الغلاف الأخير، فيما لورنس هو “الجدّ” وهو “الشاعر” وليس “أبا نؤاس” : “ ... بغداد يا الكتف العريض لظهر امرأة تمادت / في توجّسها ... / ونامتْ في مدى القيلولة الصغرى على سعف / أليف بالغضاضة والرضى / أرأيتَها تغفو ونزفٌ أخضرٌ رشّ العصافير التي / حرست سكينتها ... / فحاذرْ أيّها النهر المروّى من ضغينتها ... / تئنّ على تماوجك / البطيء عباءةٌ ـ أنثى وعريّ / غائرٌ للماء يسرق عريها ... / فأخال أزرَقه كسمرتها ... / كأن وشيشَهُ إيقاعها السريّ ... / صمتُ ظنونها الحُبلى سيركُنُ بعد ظهر الشطّ / للمنفى الذي اعتادتْ بداخلها”.
|
ثقافة
الذكريات ضفادع ولورانس شاعرنا
أخبار متعلقة