لندن / 14 أكتوبر / (رويترز) : وجه الرئيس السوري بشار الاسد الدعوة بشكل غير رسمي للرئيس الامريكي باراك اوباما لزيارة دمشق لاجراء محادثات في علامة على امكانية تحسن العلاقات بين البلدين تدريجيا.وقال الاسد في حديث لشبكة سكاي نيوز في مقابلة بثت أمس الجمعة «نحن نرحب به في سوريا بالتأكيد...أنا واضح تماما فيما يتعلق بهذا الامر.»وسئل الاسد عما اذا كان اللقاء بينه وبين الرئيس الامريكي سيعقد قريبا فأجاب «هذا يتوقف عليه» ثم ابتسم مضيفا «سأطلب منكم نقل الدعوة اليه.»جاءت تصريحات الرئيس السوري في مقابلة تلفزيونية متبسطة سادها جو من الارتياح وكانت تجلس الى جواره زوجته البريطانية المولد وعمدت المقابلة الى اظهار الاسد في جو طبيعي دافيء.وقال الاسد الذي كان يتحدث بلغة انجليزية تشوبها لكنة فرنسية طفيفة انه اذا التقى بأوباما فلا يعني ذلك أنهما متفقان على كافة الامور.وأضاف «أي قمة بين أي رئيسين هي شيء ايجابي.» وأضاف «هذا لا يعني أنك يجب أن توافق على كل شيء لكنك عندما تتناقش فهذه هي الطريقة لسد الفجوة.«من الطبيعي أن يكون هناك خلاف بين الثقافات المختلفة والامم المختلفة والدول المختلفة.»واستطرد «لكنني أعتقد أن الولايات المتحدة لها دور خاص بوصفها القوة العظمى. أعتقد أن على الرئيس أوباما أن يزور أكبر عدد يستطيعه من الدول من أجل اجراء هذه الحوارات...وهذا بالتأكيد يشمل سوريا.»واتخذت الولايات المتحدة خطوات لبدء الحوار مع سوريا منذ تولي أوباما منصبه مخالفا سياسة العزل التي انتهجها سلفه جورج بوش الذي ربط بين سوريا ومجموعة «محور الشر» التي ضمت ايران والعراق تحت حكم الرئيس الراحل صدام حسين وكوريا الشمالية.وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي انها ستوفد سفيرا الى سوريا بعد انقطاع دبلوماسي دام أربع سنوات. وجاء القرار بعد زيارات قام بها مؤخرا مبعوثون دبلوماسيون وعسكريون أمريكيون الى دمشق.وكانت واشنطن سحبت سفيرها من سوريا عام 2005 احتجاجا على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وتنفي دمشق أي تورط لها في الحادث.وكان بوش قد اتهم سوريا أيضا بتقديم الدعم الى المقاتلين في العراق كما فرض عليها عقوبات لدورها في لبنان ولدعمها جماعات مثل حزب الله اللبناني الذي يتلقى دعما من ايران أيضا.لكن عزم أوباما المعلن عن البحث عن أرض مشتركة مع الدول التي تريد «ارخاء قبضتها» فتح الطريق فيما يبدو امام حوار مع سوريا واحتمال عقد اجتماع رفيع بين البلدين في مرحلة ما.وقال الاسد في المقابلة التي أجرتها معه شبكة تلفزيون سكاي « الدعوة تتعلق بالحوار والحوار يتعلق بوجود أرض مشتركة ورؤية مشتركة...وعندها تعد خطة وبعدها تتخذ خطوة.»