مجسم مصغر للتصميم الذي وضعه جان نوفيل لمتحف لوفر أبو ظبي
باريس / متابعات :وافق البرلمان الفرنسي على بناء فرع لمتحف اللوفر في دولة الإمارات العربية المتحدة, في تحد لالتماس وقعه آلاف خبراء الفن في فرنسا.وقد أيدت كتلتا الغالبية (الاتحاد من أجل حركة شعبية والوسط الجديد) المشروع فيما امتنعت كتلة الحزب الاشتراكي عن التصويت. ولم يشارك النواب الشيوعيون والخضر في المناقشات.وينص الاتفاق المبرم بين باريس وأبو ظبي في السادس من مارس/آذار الماضي على ان تستخدم الإمارات اسم اللوفر لمدة ثلاثين عاما وستة أشهر في إطار صفقة لعرض لوحات المتحف الفرنسي في متحف جديد بأبو ظبي تبنيه الإمارات بإشراف باريس في جزيرة السعديات قبالة أبو ظبي. وصمم المتحف الجديد المعماري الفرنسي العالمي جان نوفيل الذي صمم معهد العالم في باريس. ومن المخطط أن يفتح المتحف عام 2010.وسيستعير المتحف الجديد تسمية “اللوفر” Le Louvre على أن تنقل إليه أعمال فنية من متاحف فرنسية في مقدمها اللوفر، وذلك لمدد تراوح بين ستة أشهر وعامين. ويشترط الاتفاق أن تنقل هذه الأعمال على مدى عشرة أعوام، بحيث تبدأ العملية بثلاثمائة عمل لتنخفض إلى 250 ثم إلى مئتين.وتبلغ مدة الاتفاق ثلاثين عاما، ويلحظ أن تدفع الإمارات في المقابل نحو مليار يورو، منها أربعمائة مليون لمتحف اللوفر و550 مليونا لوكالة متاحف فرنسا.واعتبر وزير الدولة للتعاون والفرانكفونية جان ماري بوكيل أن “هذه الشراكة تظهر بشكل نموذجي نيتنا نشر حوار الحضارات بين الشرق والغرب”. من جهتها أشادت وزيرة الثقافة كريستين ألبانيل بـ”المشروع الرائع الذي يساهم في نشر حوار الحضارات والتوهج الثقافي لفرنسا في العالم”.وإذا كانت كتلتا الغالبية أعلنتا دعمهما الحماسي للاتفاق، فإن الاشتراكيين أبدوا تحفظات عدة ومثلهم خبراء في الفن. فقد لاحظ النائب باتريك بلوش أن القلق يكمن في شروط النقل وضمان سلامة الأعمال، وكذلك في الطموح العلمي للمتحف المقبل.ورد بوكيل “ليس واردا إيجار أو بيع أعمال تنتمي إلى التراث الوطني، وليس الأمر تخليا عن الفن في عالم يسيطر عليه المال بل شراكة بعيدة المدى, وستستفيد المتاحف الفرنسية برمتها من مبلغ المليار يورو كمقابل مالي”.ويتعرض مشروع “لوفر أبو ظبي” لانتقادات شديدة من الأوساط الفنية التي أعربت عن قلقها من أخطار الانحراف التجاري, وأبدت مخاوف على سلامة المجموعات الوطنية.وقال جان كلير المدير السابق لمتحف بيكاسو إن إقرار الاتفاق يعني “إطلاق رصاصة الرحمة على متحف عام, ولد من الثورة وابن عصر الأنوار والأمة”.وكتب كلير مع فرنسواز كاشان المديرة السابقة لمتاحف فرنسا، مقالا في صحيفة لوموند الفرنسية عنوانه “المتاحف ليست للبيع”. ونشرت عريضة عن هذا الموضوع استقطبت 5500 توقيع في عالم الفن.