[c1]الحب يحارب العنصرية في رواية «قطار إلى باكستان» [/c] دمشق / متابعات : عن دار الحصاد السورية نشرت رواية «قطار إلى باكستان» للروائي والصحفي والقاص الهندي خوشرات سينج، وقد ترجمها إلى العربية راتب جبر.جاءت هذه الرواية لتتحدث عن التعصب الديني الموجود بالهند في نهاية فترة الخمسينات من القرن الماضي عندما كان الجرح لا يزال داميا، وهي تعد إلى اليوم من أجمل ما كتب خوشرات سينج وقد عرفته بالجمهور.تحكي الرواية - وفق صحيفة «الراي» الكويتية - قصة القرية الصغيرة «مانوماجرا» التي يتربع بها ثلاثة أبنية قرميدية فقط هي بيت المرابي الهندوسي «لالارام لال» والمعبد السيخي والمسجد، أما بقية القرية البعيدة والفقيرة فهي مساكن طينية ذات سطوح منبسطة، ظلت تلك القرية بعيدا عن ما يحدث حولها، يصلها صوت هدير بعيد عن ما يحدث دون أن يمس بما يربط سكانها من مودة وتآلف معتاد، فقط سكة الحديد التي تصل للقرية هي المنفذ والمتغير الوحيد رغم ثباتها وتعّود الناس عليها وتوقيت أعمالهم وطقوسهم الدينية ونظام حياتهم على مرور القطارات بها.الرواية تقص النظام الحياتي للقرية وثباته، تروي عن قصة الحب بين جوغا السيخي البودماش «الحرامي» وبين نورو ابنة إمام المسجد الأعمى، الإمام بكش، وعن وصول إقبال «المثقف اليساري» للقرية والذي لم يستطع أحد ما أن يصنفه على اعتباره مسلما أم هندوسيا أم سيخيا إلا مع تسلسل الأحداث في الرواية.تروي الرواية عن الراهب السيخي في المعبد وعن الإمام بكش في المسجد وعن العلاقات الاجتماعية في القرية، كما تتحدث عن الحاكم هوكوم تشاند ابن الطبقة الوسطى والذي يحلم بالترقية لمناصب أكبر ولو على حساب ما ينبغي فعله ولا يفعله.لم يستطع إقبال «المثقف اليساري» الحالم بالتغير من صد أو إيقاف وحوش العنصرية والخوف التي ظهرت وبدأت تقضم هدوء وانزواء القرية، بقي ساكنا ولم يستطع كذلك الراهب السيخي أو الإمام المسلم من انتشال المجتمع الصغير من جحافل التغييرات المقبلة، من منع قطارات الموت والجثث المبتورة من التقدم والوصول إليهم، لم تتمكن السلطة ممثلة في الشرطة وحاكم المنطقة من تغطية أو كبت الآلام التي سببتها ثعابين الواقع وهي تنفث سمها في الجميع، وقف المثقف مهزوزا وخائفا أمام ما يجري، وبقدر ما تعاضد الراهب السيخي مع الإمام المسلم، وبقدر ما بكى أهالي القرية في المعبد ما يحدث لإخوانهم وجيرانهم، بقدر ما كانت روح سوداء تهاجم وتسحق تلك البراءة.الرواية تذكرنا جميعا بما تفعله روح العنصرية عندما تعم المكان، عندما يعمي الغضب والحقد والكراهية روح الإنسان ليتحول إلى حيوان ضار . . وكيف يمكن لقلب محب أن يفسح مكانا للحياة والأمل، ويقول المؤلف: «الحياة قصيرة جدا على أن يكون للإنسان ضمير».