يتردد كثيرا هذا المصطلح ( العلمانية ) لدى العديد من المثقفين والأحرار والمفكرين العرب منذ فترة ليست قصيرة, في محاولة منهم للخروج مما وصلت إليه أوضاعنا العربية والإسلامية المُزرية المقيتة تحديدا, إبتداء بالجهل والتخلُف ومرورا بالقمع والبطش والإذلال والمهانات والملاحقات والسجون والتعذيب وتكميم الأفواه ومصادرة العقل العربي والفكر الإنساني, [c1]مفهوم الشورى في الإسلام ( الديمقراطية )[/c]من أهم مقومات الشورى في الإسلام ( الديمقراطية ) هي تتمثل من خلال التبادُل السلمي للسلطة وبدورات انتخابية محددة زمنيا, ويتم من خلالها إختيار الحاكم النزيه التقي الشريف المناسب, تكفل لهذا الإنسان قيمته الحقيقية وحقوقه الطبيعية وحريته الفكرية وكرامته البشرية. بدون هذا المبدأ ( الشورى ) يتحول الحاكم إلى إله يُعبد!! ويكون التعظيم والتأليه لبشر أمثالنا, ويسخرون جميع أدوات القمع والبطش والتنكيل والمهانة والإذلال ضد هذا الإنسان!! لئلا يتركوا هذا التعظيم والتأليه, وعلى حساب حقوق وقيَم وحريات وكرامات الشعوب وبصيَغ مختلفة أرضية وضعية مُختلقة.[c1]وللتوضيح أكثر:[/c]عندما تعبد صنما مثلا أو تشرك مع الله في العبادة أو الإستعانة كائنا من كان, رسولا/نبيا / ملكا / تشريعا لغير الله/ حزبا/ مذهبا / ولداً , ولتقربك إلى الله زلفا, هنا تكون قد أنكرت وكذبت أوامر الله ونواهيه في رسالات الله السماوية, واتخذت الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم وليا , وضللت عن سبيل الإسلام ( التوحيد - عبادة واستعانة - ) لله وحده لا شريك له, فتكون بهذا متبعا لدين الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم في هيئة دين أرضي وضعي مُختلق يقوم على الإشراك مع الله جل جلاله إسلاميا وبالتالي فقد كفر إيمانا وتصديقا بالقلب وأصبح حينها عدوا لله وكتبه ورسله للإنسانية جمعاء. عندما أمر الله جل جلاله الرسول محمد ( عليه السلام ) بأن يقول: قُل يا أيها الكافرون... إلى أن قال ... لكم دينكم ولي دين ) فهذا الخطاب موجه إلى عبدة الأصنام الذين كانوا قد اتخذوا الأصنام ( في هيئة الكهنوت الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم ليقربهم إلى الله زلفا ) فقد أشركوا مع الله آلهة أخرى فجاء الخطاب القرآني يصفهم بالكافرين.وعندما تستعين بأديان أرضية وضعية مذهبية وشيَع وأحزاب دينية وطوائف, وتهجر رسالة الله السماوية ( القرآن الكريم ) كمصدر وحيد للتشريع من عند الله وحده لا شريك له, فقد أشركت مع الله أدياناً وتشريعات أرضية وضعية يكون الحكم فيها للكهنوت الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم , فقد أشركت إسلاميا وكفرت إيمانيا, بإتباع دين أرضي كهنوتي إبليسي شيطاني ( دين الطاغوت إبليس ), وهذا تراه واضحا في في بعض المذاهب التي تتفرع وتتشعب إلى طوائف وشيَع كثيرة, يكون الإله فيها إبليس الشيطان الرجيم في هيئة ملوك أرضيين, الذي قاموا بتأليه الرسول محمد وأبن عمه وأحفاده ( عليهم السلام ) بعد موتهم بأكثر من مائتي عام واختلقوا دينا أرضيا وضعيا مذهبيا!! عدوانا وحربا على الله وكتبه ورسله.. فقد أشركوا إسلاميا وبالتالي فقد كفروا إيمانيا وحاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا. [c1]مفهوم فصل الدين عن الدولة!! مفهوم خاطئ:[/c]لا يمكن بحال من الأحوال فصل الدين عن الدولة, فالدين تقوم عليه كل القيَم المُثُل والأخلاق والسلوكيات الحميدة وهو مشروع ومنهاج حياة تقوم عليه الأمم والعلوم والحضارات. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة, فصل أي دين ( سماوي أم أرضي ) عن أي دولة ( مدنية أم عسكرية ), ودعونا نتعرف على هذا المفهوم, بالمقارنة بما حدث بالأمس ومقارنته مع واقعنا الفعلي الواقعي اليوم:في ما يخص المقارنة بين الأميون ( ما يُعرفون خطأ بالعرب والمسلمين ) وبين أمم أهل الكتاب, النتيجة هي تقريبا متشابهة, من حيث كون التحريف لرسالاتهم السماوية هي حدثت بفعل ملوكهم وكهنوتهم, بمعنى آخر إن شعوب اليهود والنصارى كانوا ضحايا لهذا العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله, والمفارقة الجميلة إنهم على الرغم مما حدث ضدهم من عدوان وحرب على الله , إلا إنهم ظلوا متمسكين بكتبهم السماوية حُبا وعشقا لله جل جلاله, مع مراعاة إن الإشراك ( إسلاميا ) لمن يقولون إن الله ثالث ثلاثة والكُفر ( إيمانيا ) هو يتمثل من خلال الكهنوت الكنسي تحديدا ( المؤسسة الدينية ), مع مراعاة وجود الكثيرين منهم ( أمم اليهود والنصارى ) لا يشركون مع الله إلهاً آخر , وهذه العلاقة هي في علاقة خاصة بين العبد وخالقه ونحن لسنا طرفا فيها ( كما نص القرآن الكريم بأن لا إكراه في الدَين ).والعلاقة العقدية بين العبد المخلوق وخالقه هي علاقة ثنائية خاصة, لأن هذه العلاقة هي علاقة معقدة يعتنقها الناس في الأرض ويدخل فيها الكثير ما يفوق قدرتنا كبشر , ولهذا جعلها الله جل جلاله علاقة خاصة بين العبد وخالقه. إذآ الفصل هنا يتمثل أولا, بضرورة فصل الدَين السماوي ( التعظيم والتأليه فيها لله وحده لا شريك له ) وفصله عن الأديان الأرضية الملكية الوضعية المُختلقة تظهر لنا إمكانية وأهمية مبدأ ( لا إكراه في الدَين ) ومبدأ ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) على أساس إن العلاقة العقدية بين العبد وخالقه هي علاقة ثنائية خاصة لا يتدخل فيها البشر ليفرضوا من خلالها وصايتهم على الآخرين.Secularism هذه الكلمة تعني باللغة العربية ( الدنيوية ), وتعني ( العولمة ), وبدرجة أكثر وضوحاً وأكثر دقة هي تعني تماما ( العالمية ):ويتبادر إلى الذهن إن المصطلح باللغة الإنجليزية secularism وقد تم ترجمته للعربية على خوف واستحياء وربما جهلا, من واقع إن مصطلح الترجمة إلى اللغة العربية ( العلمانية ) لا يشتمل بداخله إلا الغموض وعدم الوضوح لمصطلح ( العلمانية ) المُبهمة الغامضة لفهمها عربيا, وتم ترجمته وتفسيره كذلك على إنه فصل للدين عن الدولة!!؟؟ وهذه الترجمة لم تحقق الهدف الذي يبتغيه كل المثقفين والأحرار والمفكرين العرب للخروج بواقعنا العربي والإسلامي من حالة الحضيض وأسفل السافلين بين الأمم, إلى مصاف الدول الحضارية العلمية التي تحترم العقل والفكر الإنساني وتحترم حقوق وقيَم وحريات وكرامات هذا الإنسان في الأرض.إذآ الآن يبرز لدينا سؤال آخر!! ما هو هذا المنهج الذي بالإمكان أن نحقق من خلاله مفهوم العالمية (secularism ) هذا؟؟!!والإجابة على هذا السؤال بسيطة جدا, وهي تتمثل من خلال أن القرآن الكريم تحديدا هو الرسالة السماوية الوحيدة, والذي أنزله الله جل جلاله رحمة للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا, ويحقق القرآن الكريم مصطلح ( العالمية ).القرآن الكريم كدين للدولة, يكفل بداخله جميع مقومات الحفاظ على الحقوق الإنسانية والحريات العقدية التي هي خاصة بين العبد وخالقه ويكفل جميع الحريات والكرامات الإنسانية في هيئة دساتير أرضية مستمدة من الدستور أو التشريع الإلهي ( القرآن الكريم ), وأهم مقومات هذه الدساتير والتشريعات الأرضية تتجسد من خلال الشورى بين الناس ( الديمقراطية وحقوق الإنسان ) وبالتبادُل السلمي للسلطة وبدورات انتخابية محددة بسقف زمني يكفل للإنسانية حقوقها وقيمتها وحريتها وكرامتها, والعلاقة العقدية بين العبد وخالقه هي علاقة ثنائية خاصة بين العبد وخالقه, ويحقق القرآن الكريم ( العالمية ), من واقع أنه يكفل من خلال تسخير عقل وفكر إنساني تكاملي يخدم الإنسانية جمعاء في قرية كونية دنيوية مترابطة متكاملة علميا وإنسانيا واقتصاديا يحقق مبدأ العدل الاجتماعي والتكافل الإنساني في كوكب الأرض. [c1]*كاتب ومفكر إسلامي[/c]
العلمانية.. مصطلح محرف مبهم غامض
أخبار متعلقة