يقال إن طلابا وطالبات لا تتجاوز أعمارهم عقداً ونصف عقد يشاركون في مسيرات ومظاهرات وأعمال فوضى وشغب يقوم بها عناصر انفصالية في بعض مدن المحافظات الجنوبية على مرأى ومسمع من الجهات المعنية ؟و الحقيقة ان صح ما قيل فقد حلت المصيبة وطم البلاء .. ليس لشيء وإنما ما ذنب أطفال مازالوا بعمر الزهور يزج بهم في مسيرات لا يعرفون أهميتها وما جدواها ؟ وما الهدف منها ؟فمن المعروف وكما هو معتاد في كل بلدان العالم المتقدم أن للمدارس حرمتها ومكانتها في المجتمع بمختلف فئاته وأطيافه السياسية، ولا يمكن ان تكون طرفاً في الصراعات السياسية او الاجتماعية او القبلية، ومهما انسدت قنوات الحوار بين شركاء السياسة لا يمكن أن يلجؤوا إلى استخدام طلاب المدارس لتوظيفهم في مسيرات ومظاهرات تخدم هذا الحزب أو ذاك .. هذه الجماعة أو تلك.. لأن المؤسسات التربوية مقدسة والمساس بها أو توظيفها في غير رسالتها الرئيسية جريمة يعاقب عليها القانون . بالطبع يحدث هذا في بلدان أخرى أكثر تقدماً ورقياً واحتراماً للعلم ومكانته ورسالته، وأيضاً احتراماً للطفولة وطالبي العلم .أما في بلادنا فللأسف الشديد أن السياسة “الميكافيلية” هي السائدة في منهج البعض سواء أكانوا أفراداً أو جماعات ، أحزاباً سياسية أو منظمات مدنية ، فالكل عندهم الغاية تبرر الوسيلة .وقد سمعنا وشاهدنا وقرأنا في وسائل الإعلام المختلفة خروج الطلاب والطالبات في بعض المدن الجنوبية في المسيرات والمظاهرات المنددة بالنظام والمطالبة بالانفصال بطابع فوضوي. للمرء أن يدهش إزاء ذلك وليس غريباً أن يصاب بالذهول الشديد إذا علم أن خروجهم للمشاركة في مسيرات الحراك كان تحت تهديد السلاح .إن إقدام هذه العناصر التخريبية على هذا الفعل الشنيع والتوظيف غير الإنساني للطلاب بهدف تحقيق غايات ومصالح جهنمية كانت وما زالت تعشعش في مخيلتهم هو بحد ذاته عمل إجرامي لا يجب السكوت عنه، ويحتاج إلى وقفة جدية حيال هذه الفوضى التي طالت أبناءنا وفلذات أكبادنا. والسؤال الذي نضعه أمام الجهات المعنية في تلك المناطق سواء ( إدارات المدارس والمعلمين و أعضاء المجالس المحلية أو عقلاء القوم ) لماذا لا يمنعون هذه الفوضى و يحيلون المتورطين في هذه الجرائم إلى القانون . ألا يدركون أن خروج أطفال مازالوا في صفوف التعليم الأساسي في المسيرات والمظاهرات التي تتسم بطابع الفوضى والتخريب قد يعرضهم للمخاطر .هل يدرك المعنيون -مسئولين ومعلمين وآباء وأمهات- أن العناصر الخارجة على القانون تستخدم هؤلاء الأطفال دروعاً بشرية لضمان تنفيذهم أعمال شغب وتخريب وتحريض على المناطقية والكراهية ؟ إنهم إن يدركوا ذلك وهم صامتون فهي مصيبة وإن لم يدركوا مخاطر هذه الأساليب غير الإنسانية وكانوا راضين عن مشاركة أبنائهم فالمصيبة أعظم .. إنا لله وإنا إليه راجعون .
من المسؤول عن إقحام الطلاب في المظاهرات التخريبية؟
أخبار متعلقة