الأراضي المحتلة / وكالات :قال رئيس السلطة الفلسطينية بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي في أريحا بالضفة الغربية إن هناك الكثير من القضايا اليومية التي تهم الشعب الفلسطيني ستجد حلا.وأشار محمود عباس -في تصريحات للصحفيين في رام الله أمس عقب لقائه وزير الخارجية النرويجي يوناس ستوري- إلى أن لقاءه مع إيهود أولمرت تطرق إلى القضايا الأساسية التي ذكرت أكثر من مرة في اتفاق أوسلو وبعده من أجل التهيئة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.وبشأن تقييمه لنتائج لقاءاته مع أولمرت، قال عباس إن هناك جدية من قبل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الوصول إلى نتائج. وأضاف "نشعر بأننا مقبلون في الأشهر القادمة على أحداث مهمة" مؤكدا أن السلطة الفلسطينية تبذل جهودها لإحقاق السلام والوصول إلى إعلان دولة فلسطينية مستقلة.وقد وصف رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية محادثات عباس أولمرت بأنها معمقة وجادة وإيجابية، وتناولت قضايا الحل النهائي.وأضاف صائب عريقات عقب الاجتماع -الذي استمر ثلاث ساعات- أن الرئيس الفلسطيني شدد في لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية على أهمية أن تؤدي عملية السلام إلى إنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلت عام 1967.كما كشف عن أن الجانبين اتفقا على تفعيل اللجنة الوزارية الخاصة بالمعتقلين برئاسة وزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى، وبحث موضوع مبعدي كنيسة المهد في بيت لحم منذ عام 2002 مشيرا إلى أن أولمرت وعد بدراسة الموضوع.
وأوضح عريقات أن اللجنة الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة ستعمل على إنهاء ملف المطاردين والمبعدين، وإزالة الحواجز العسكرية بالضفة خلال الأسبوع المقبل أو الأيام المقبلة.وأضاف أن اللقاء تطرق أيضا إلى التحويلات المالية ومستحقات الضرائب التي ستكون بشكل شهري من الجانب الإسرائيلي لرئاسة الوزراء الفلسطينية. وذكر أيضا أن عباس طلب من أولمرت السماح بإدخال جميع الاحتياجات لقطاع غزة.وأشار المسؤول الفلسطيني إلى وجود اتفاق على عقد ثلاثة لقاءات من أجل التحضير للمؤتمر الدولي لسلام الشرق الأوسط الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش الخريف المقبل.وبخصوص المؤتمر الدولي للسلام، أكد عريقات ضرورة أن تبني خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية كأساس لهذا المؤتمر، مضيفا "لا نريد مبادرات جديدة، المهم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وما نريده من الاجتماع الدولي بنيويورك آليات تنفيذ وجدول زمني لتحقيق إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".وعلى الجانب الإسرائيلي نقل موقع صحيفة هآرتس على الإنترنت عن أولمرت قوله عقب انتهاء الاجتماع، إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستوسعان دائرة المفاوضات والمباحثات بينهما بهدف التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية بأقرب وقت ممكن.وعبّر أولمرت أثناء لقائه عباس عن أمله أن تؤدي محادثاتهما لمفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية قريبا. وقال في مستهل الاجتماع "جئت هنا كي أناقش معكم القضايا الأساسية المعلقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".لكن متحدثا إسرائيليا أوضح أن رئيس الحكومة شدد أمام عباس على تعزيز الجهود لبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمؤسسات قبل إقامة الدولة.وقد امتنع المسؤولين الإسرائيليون عن وصف الاجتماع بأنه محاولة للتعامل مع ما يسمى قضايا الوضع النهائي مثل الحدود ومستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين, وقالوا إن أولمرت وعباس سيسعيان بدلا من ذلك إلى الاتفاق بشأن "المبادئ".يُذكر أن هذه هي أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي للضفة منذ عام 2000. كما يعد اجتماع أريحا -الذي عقد وسط إجراءات أمن مشددة- الرابع بين أولمرت وعباس منذ مارس لم تحقق جميعها أي اختراق على طريق تسوية النزاع.وقد وصف رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اجتماع أريحا بأنه "لعبة علاقات عامة لن تمنح الفلسطينيين شيئا".وقال إسماعيل هنية بحديثه خلال افتتاحه جلسة مجلس الوزراء بغزة الاثنين إن "هذه اللقاءات تهدف لتغطية السياسة الأميركية القاضية بتحشيد المنطقة العربية وتسكين الملف الفلسطيني وذلك لصالح شن حروب جديدة على دول إسلامية ودول أخرى في المنطقة".واعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المقالة أنه "لا ثمار سياسية من وراء هذه الاجتماعات، وأن الخطوط الحمراء الإسرائيلية مازالت ماثلة".من جانبه قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إن تكرار اللقاءات بين عباس وأولمرت يضر بموقف الرئيس الفلسطيني، مشيرا إلى أن تل أبيب لا تملك مشروعا سياسيا وأن تصريحات أولمرت حول السلام مجرد أوهام.