لندن/متابعات: يكشف كتاب (سرقة التاريخ) للأنثروبولوجي الإنجليزي جاك جودي، عن إدانته لأوروبا متهماً إياها بسرقة التاريخ وذلك بفرض رؤيتها الخاصة عن تاريخها للعالم وتقديمها على أنها وجهة نظر كونية أو عالمية.وبحسب عبدالواحد العلمي بصحيفة (العرب) القطرية يأتي هذا الكتاب كمحاولة للرد على عدة أسئلة ترددت كثيراً في الآونة الأخيرة بين عدد من المفكرين والكتاب الأوروبيين منها تفسير تقدم أوروبا على الآخرين ابتداء من القرن السادس عشر إلى اليوم، والثاني يتعلق بمستقبل أوروبا وهل سوف تستطيع المحافظة على تفوقها الحضاري بين غيرها من الحضارات.وتحت عنوان (اختراع الأنتكيتي) العصور القديمة ينتقد المؤلف الطريقة التي كتب بها التاريخ الأوروبي والتي برزت فيها صورة أوروبا المتفوقة والتي بها ألصقت صورة أوروبا المتفوقة والمنفصلة تماما في مسارها عن باقي الحضارات، ويتساءل ما الذي حدث حتى بدأنا نتصور وجود فرق بين أوروبا وآسيا ونسند لهما مسارا مختلفاً في تطورهما السوسيوثقافي؟.كذلك يحاول جودي من خلال كتابه تحليل بعض المفاهيم والمقولات التي فرضتها أوروبا كمبادئ عامة لتحقيب التاريخ مثل العصر القديم والعصر الفيودالي والعصر الرأسمالي، فهذه المقولات تضع آسيا في قوالب جامدة وتضعها بمعزل عن تطور الرأسمالية، في حين أننا إذا استبعدنا هذه المقولات ونظرنا إلى المجتمعات الأوروآسيوية ما بعد العصر النحاسي نجدها تمثل متغيرات لتاريخ واحد مرتبطة أساسا بتطور الحضارة المدنية والثقافة الكتابية.ويؤكد المؤلف على أن عصر النهضة الأوروبية قد استند إلى كتب وفهارس وأدبيات كلاسيكية كان قد أفل استعمالها في الشرق، وبالتالي فإن عصر النهضة لا يمثل تدشين عقلية جديدة ولا اختراع خطاب جديد، بل كان استعمالا مكثفا للمعلومة ولتبادلها، وسمى المؤلف هذا التبادل والاستفادة منه بالدين المنسي، أي أن أوروبا في صياغتها التحقيبية لتاريخها ولتاريخ علائقها سرقت معنويا نصيب المساهمات الاقتصادية والتجارية والصناعية للحضارات الأخرى، ولا يفترض جودي في هذه السرقة سوء النية بل إنها كانت نسيانا للدين أو نسياناً لمساهمات الآخرين في صياغة تطور الرأسمالية والحضارة المعاصرة.