مايكل هايدن مرشح لإدارة المخابرات المركزية الأميركية
واشنطن/ وكالات:رجحت مصادر أميركية مطلعة تعيين مايكل هايدن نائب مدير المخابرات الوطنية مديرا للمخابرات المركزية الامريكية خلفا للمستقيل بورتر غوس.وهايدن ضابط سابق وصل لرتبة جنرال بسلاح الجو الأميركي ويتمتع بخبرة طويلة في مجال الأمن والمخابرات، وشغل أيضا في السابق منصب رئيس وكالة الأمن القومي الأميركى التي تحاط أنشطتها بدرجة فائقة من السرية.وتوقعت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز أن يواجه هايدن في حال تعيينه أسئلة عن برنامج التنصت السري الذي شاركت فيه وكالة الأمن.جاء ذلك بينما تواصلت ردود الأفعال على الاستقالة المفاجئة لغوس التي زادت من حالة وقال البيت الأبيض إن الاستقالة جاءت لإفساح المجال أمام تطوير عمل الوكالة. وعدم الاستقرار داخل وكالة المخابرات. من جهته أكد غوس أنه ترك المخابرات المركزية مستقرة، لكن محللين ونوابا في الكونغرس يرون أنه أهم جهاز أمني على الإطلاق يعاني حالة من الفوضى.المدير المستقيل كان شخصية مثيرة للجدل فقد انتهج سياسية صارمة لوقف التسريبات من داخل هذه المؤسسة وزيادة فعاليتها خاصة في مواجهة ما تسميه واشنطن خطر الإرهاب. تولى غوس المسؤولية في سبتمبر 2004 م ليواجه تصاعد حملة الانتقادات للمخابرات الأميركية لفشلها في منع وقوع هجمات سبتمبر 2001 م في ضوء ما كشفته نتائج تحقيقات اللجنة الخاصة بذلك.وارتكزت الانتقادات أيضا على مسؤولية CIA عن تقديم المعلومات المغلوطة التي استخدمتها الإدارة الأميركية لتبرير غزو العراق منذ ثلاث سنوات بزعم وجود أسلحة دمار شامل.زادت حالة عدم الاستقرار بالإصلاحات التي أجرها الرئيس جورج بوش استجابة لتوصيات لجنة سبتمبر باستحداث منصب مدير المخابرات الوطنية يكون مسؤولا عن 16 وكالة مخابرات أميركية بما فيها المخابرات المركزية.وأسند المنصب إلى جون نغروبوتني ليتراجع في ولاية غوس الدور التاريخي لمدير CIA كأحد أهم صناع القرار في واشنطن بحيث أصبح لا يقدم حتى الإيجاز اليومي للرئيس. كما تعرض غوس لانتقادات لاستعانته بمستشارين معظم خبراتهم سياسية.فضيحة أخرى هزت المخابرات الأميركية في عهد غوس وهي عمليات خطف المشتبه في أنهم "إرهابيون" ونقلهم في رحلات سرية عبر أوروبا إلى دول تمارس التعذيب لاستنطاقهم. تزامن ذلك مع تزايد التساؤلات بشأن مدة فعالية الإجراءات التي اتخذها المدير المستقيل لدرء خطر ما تسميه واشنطن الإرهاب الإسلامي.وأمام تصاعد الانتقادات بقيادة نواب الحزب الديمقراطي في الكونغرس استقال في عهد غوس نائبه جون ماكلوغلين في نوفبر 2004م ورحل أيضا عن الوكالة نائب مدير العمليات الخارجية ستيفن كابس وعدد من كبار الضباط. فضائح الفساد تحيط أيضا بالوكالة حيث يجري مفتشها العام تحقيقات مع مديرها التنفيذي كيل فوجو للاشتباه في صلاته باثنين من المقاولين المتهمين برشوة عدد من نواب الكونغرس ومسؤولي وزارة الدفاع.وتلطخت سمعة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية اثر تسرب معلومات تفيد ان الرجل الثالث فيها كيلي فوغو يخضع لتحقيق جنائي لادمانه على لعب البوكر في فنادق في العاصمة الاميركية.وكان غوس تسلم قيادة هذه الوكالة خلفا لتينيت الذي تحمل مسؤولية النقص في المعلومات حول العراق قبل اجتياح القوات الاميركية لهذا البلد.واعتبر بوش ان فترة تسلم غوس رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية كانت "انتقالية ساهم خلالها في دمج الوكالة اكثر فاكثر في مجموعة الاستخبارات" معتبرا ان "المهمة كانت صعبة".وتابع بوش "لقد عمل بكفاءة. لديه خطة من خمس سنوات لزيادة عدد المحللين والعناصر العاملين ما سيجعل هذا البلد اكثر امانا وما سيساعدنا على الانتصار في الحرب على الارهاب". وقال بوش ايضا "انا واثق ان خليفته سيواصل هذه الاصلاحات".وتابع الرئيس الاميركي "علينا ان ننتصر في هذه الحرب ضد الارهاب ووكالة الاستخبارات المركزية هي عنصر اساسي في هذه الحرب". وخلص بوش الى القول "اعتقد ان هذه الوكالة تتقدم بشكل جيد طبقا لخط ثابت. واعتقد بصدق اننا حسنا بشكل كبير القدرات الاستخباراتية لهذه الامة".وعقب الاستقالة اعلن غوس في بيان "فخور" بعمله مع الوكالة لكنه لم يبرر استقالته. وقال ان "الاشهر الثمانية عشر كانت من اللحظات التي افتخر بها خلال عملي في خدمة الحكومة".واضاف "عندما وصلت الى سي.آي.ايه في سبتمبر 2004م كنت اريد القيام بعدد من الامور النوعية ولقد احرزنا تقدما على كافة الجبهات من مقاربتنا للعمل الميداني الى العدد القياسي للموظفين الجدد الذين يتلقون اليوم تأهيلا افضل من السابق".واعرب عن سروره ايضا لتحسن القدرات على التحليل في وكالة الاستخبارات.وخلص غوس الى القول ان "وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تبقى المرجع" في وقت تتعرض لانتقادات شديدة لاخفاقها في توقع اعتداءات 11 سبتمبر 2001 م ولتأكيدها في وقت لاحق ان الرئيس العراقيالسابق صدام حسين يمتلك اسلحة دمار شامل لكن تبين في ما بعد عكس ذلك.