أقواس
في عام 1976م , كان قد تم إصدار قرار حكومي من قبل الدولة برعاية القطع الأثرية الموجودة في المتاحف والمواقع الأثرية , وسافرت عدد من القطع الأثرية إلى فرنسا من أجل الترميم وأعيدت هذه القطع الأثرية سالمة إلى المتاحف الوطنية تحت رعاية وحماية منظمة اليونسكو .. إلا أنني فوجئت كثيراً عند قراءتي موضوعاً نشر على شاشة الإنترنت , بأن أجهزة الأمن والبحث الجنائي تمكنت من القبض على عصابة نقوم بسرقة القطع الأثرية , ومنهم من حاول سرقة أحجار مدينة مأرب القديمة وهذه العصابة تتكون من أفراد يمنيين غابت عندهم الشهامة كما امّحى من قلوبهم حب الوطن , وما زالت آثارنا في الجوف تتعرض للنهب من قبل مهرّبي الآثار الأجانب ومن دول عربية .إن معظم الموميات التي تكتشف في المواقع الأثرية تتعرّض للتلف وذلك لأنها تشحن بالطائرات وتتعرض للذبذبة والاختلاف في ضغط الهواء داخل الطائرة وهذا ما يؤثر عليها سلبياً , وأحياناً تبقى في متاحف الدول الأجنبية التي تقوم بترميمها , وتفقد متاحفنا الوطنية تاريخ أجدادنا .إن معبد بلقيس في مأرب والذي يحتوي على كنوز من القطع الأثرية المدفوعة التي لم تكتشف بعد , تقع في بعض الحالات فريسة سهلة في أيدي المهربين للآثار , كما توجد قي شبوة قبور لملوك اليمن القدماء والذين أشتهروا بالتحنيط , فهناك ترقد عشرات الموميات في صناديق شهدت على حضارات أهل اليمن السعيد إضافة إلى الأواني الذهبية والنقوش والعملات الفضية والذهبية والقطع الرخامية كتب عليها بالخط المسند وكلها نعود إلى مملكة سبأ وقتبان وعصور ما قبل الإسلام.. كذلك تلك الآثار التي تعود إلى مملكة حمير في العهد الروماني والتي تحتاج إلى الترميم .. وكل القطع الأثرية في مواقعها تحتاج إلى قوانين صارمة تحميها من أيدي المهربين والعابثين بالقطع الأثرية ووضع حراسة على المتاحف والمواقع الأثرية .لقد زرت عدداً من المتاحف الأثرية في العالم، فوجدت حراسة مشددة على القطع الأثرية .. فلماذا لا نعطي متاحفنا أهميتها التاريخية ؟ وأين دور الأجهزة الإعلامية للدعاية والإعلان , ولفت أنظار السياح إلى المواقع الأثرية في اليمن وإلى الكنوز الأثرية المملوءة في متاحفنا الرائعة؟ السؤال يحتاج إلى إجابة عملية .. فالحفاظ على آثارنا والترويج لوجودها في متاحفنا أحد أهم عوامل الجذب السياحي الذي سوف يخدم تطوّر قطاع السياحة كقطاع اقتصادي هام .