حمل الأثير في ليلة موحشة نبأ وفاة الصديق الشاعر المبدع والناقد الحصيف عبد الرحمن إبراهيم، فأصابني الحزن والألم لمفاجأة كانت صاعقة فالرجل كان لايزال قادراً على العطاء وإثراء الحياة الأدبية والثقافية، وكدت أبكي وأنا استرجع شريط صور ذكرياتي معه ونحن نخوض معاً في التسعينات حواراً صعباً من أجل تأسيس جمعية الأدباء الشباب التي أصبح هو رئيساً لها في فترة من فترات بروز جيل السبعينات ومن بعده جيل الثمانينيات وهي الفترة التي تميزت ببروز العديد من المبدعين الشباب وكان عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ الأبرز والأكثر جذباً للانتباه .لقد كان الراحل العزيز شاعراً رقيقاً جمع بين القصيدة الفصحى والحديثة والغنائية العامية فكان نجماً يجمع بين كل ألوان القصيد وأضاف إلى ذلك بعد حين الكثير من الأبحاث والدراسات النقدية القيمة وساهم مساهمة فاعلة في تقديم وإعداد الكثير من البرامج والأعمال التلفزيونية والإذاعية والصحافية وتوج ذلك بإصدار العديد من المطبوعات والكتب والدواوين الشعرية التي تحظى باحترام وتقدير الوطن الذي أحبه الراحل بكل ذرة من كيانه وآمن بوحدته العظيمة وتغنى بها في الكثير من أشعاره وكتاباته.لقد كان ـ رحمه الله ـ إنساناً شغوفاً بمحبة الآخرين وله العديد من المواقف النضالية الاجتماعية والإنسانية في الوقوف إلى جانب زملائه وأصدقائه في المحن والمصاعب وخصوصاً الأدباء والمثقفين، وهذا يمكن تناوله في مناسبات أخرى.وختاماً.. رحل صاحب (إلزا وحدها قدري) القصيدة التي أسالت دموعاً غزيرة وأشاعت أحزاناً شديدة.. وإنها لخسارة كبيرة الرحيل المبكر لهذا الشاعر الناقد وهو مازال في قمة عطائه فالتعازي الحارة لوطنه وأسرته ومحبيه وأصدقائه ولاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي كان أحد فرسانه.
رحيل فارس (إلزا وحدها قدري)
أخبار متعلقة