الاستاذ الفنان والملحن الشيخ / يحيى محمد فضل أستطاع الشاعر أحمد سعيد دباء أن يكتسب شعبية كبيرة واكتسب قلوب الناس ومشاعرهم ويحظى بإعجابهم بشعره من خلال اختياره الكلمات الرفيعة وتعامله مع الكلمة الشريفة الصادقة والهادفة.لقد اكتسب هذا الشاعر الحقيقي شعبيته الكبيرة لا على مستوى الساحة اليمنية فحسب بل على مستوى الجزيرة والخليج .واستطيع القول إن عدداً من الفنانين حققوا نجاحات كبيرة وشهرة واسعة بفضل تعاملهم مع كلمات الشاعر أحمد سعيد دباء .لقد تشرفت بمعرفة هذه الشخصية الأدبية في مطلع السبعينات في جلسة أدبية جمعت مجموعة من الشعراء والأدباء المعروفين .كان الحوار يدور حول طريقة كتابة الشعر ولكل من المتواجدين وجهة نظر وقد لاحظت أن رأي الشاعر الدباء لا يختلف عن رأي الشاعر المعروف عبد الله البردوني الذي تعرفت عليه عن قرب وعملنا معاً في إذاعة صنعاء أثناء حصار السبعين يوماً المشهودة.كذلك الشاعر صالح فقيه الذي جمعتنا جلسات أدبية معه في مدينة تعز.ورأي هؤلاء الشعراء الثلاثة في الشعر أنه عبارة عن عمل متى ما أراد الشاعر أن يكتب قصيدة يستطيع أن يؤلفها في أي وقت وزمان ومكان .ويختلفون مع آراء الشعراء الذين يعتبرون الشعر عبارة عن خواطر عابرة تأتي من تلقاء نفسها .طلبت من الشاعر أحمد سعيد دباء في تلك الجلسة التي شاءت الصدف أن نلتقي فيها في مطلع السبعينات ، أن يسمعنا كلمات جديدة لم يقلها من قبل ففكر قليلاً وأسمع الحاضرين كلمات ( صباح الخير يا نجمة ) بطريقة ارتجالية .وكانت وليدة الساعة وأثارت معانيها دهشة وإعجاب الحضور من شعراء وأدباء ومثقفين .أراد الشاعر الدباء أن يثبت ويؤكد لهم أن الشعر عبارة عن عمل إداري يخضع لإرادة الشاعر الذي يمتلك الموهبة والملكة العربية والقدرات والعطاءات ليست مجرد خواطر عابرة تأتي من تلقاء نفسها.وبحكم معرفتي بهذه الشخصية الأدبية وتعاملي معها طيلة ثلاثين عاماً ، استطيع القول بإن كافة الأعمال الأدبية للشاعر أحمد سعيد دباء قد قيلت بطريقة أرتجالية وليدة اللحظة والساعة فهو لا يحب تأجيل عمل اليوم إلى الغد أو البحث عن الكلمات الضائعة للخواطر والمعاني ، لا أن تأتي بها غداً أو بعد فترة زمنية .إن الشاعر أحمد سعيد دباء عاش عزيزاً كريم النفس لم يمد يده لأحد وكان يردد دائماً وأبداً بأن الشكوى لغير الله مذلة .أما بالنسبة للجانب الوطني كان رحمه الله رجلاً وطنياً يحب وطنه اليمن حباً يعجز القلم عن وصفه ، ويلاحظ ذلك في قصائده الهادفة التي يعبر فيها عن عدم رغبته بالابتعاد عن الوطن ولو دفعوا له كنوز الدنيا .كما يقول في شعره وهذه الصفات يتميز بها الشاعر الكبير السيد أبو بكر المحضار رحمه الله الذي قال لي بالحرف الواحد أثناء زيارتي له في منزله في مدينة الشحر قال : ( لا أحب الابتعاد عن الوطن ) والتمست تتطابق وجهات النظر والآراء بين أحمد سعيد دباء والشاعر المحضار .بالنسبة لكتابة الشعر كعمل إداري يخضع لقدرات الشاعر الحقيقي، والمتابع لكلمات أحمد سعيد دباء الهادفة سيلاحظ حبه للبقاء في أرض الوطن مقتنعاً بحياته البسيطة المتواضعة فمن خلال أغنية .(مامن البعد والغربة سوى هم وأشجان )تجده يقول : حن ياقلب هذا لك من الله نصيب الطمع كلف المحبوب عني يغيب لاجعلها تجارة فارقت بين خلان أيضاً من خلال اغنية المسافر يقول : يامسافر على ظهر المطيه ** مامعك للسفر زمزميهخاف تتعب وحر الشمس يلفاك لايغرك برود الصبح من ماك كنت مرتاح في دنيا دنيه بين أهل القلوب السليه شوف وين الطمع والكبر وداك لايغرك برود الصبح من ماك ويقصد بذلك أن الشخص الذي يبتعد عن وطنه يتعرض للتعب والمهانة والذل ، والهوان فأشرف له وأكرم له أن يبقى في وطنه عزيز النفس موفوع الكرامة..رحم الله شاعرنا الدباء وأسكنه فسيح جناته .
|
رياضة
أحمد سعيد دباء .. أحد فرسان الكلمة الهادفة
أخبار متعلقة