إعداد/ عبدالواحد الضرابللصوم فوائد عظيمة خصوصاً للجهاز الهضمي، ذلك الجهاز الحساس الذي يعمل بدأب ونشاط ويفرز الكثير من الإنزيمات، ويخلط الطعام ويهضمه لساعات طويلة مرات عديدة كل يوم ، ومن أخطر الأشياء بالنسبة لهذا الجهاز كما ورد في حديث للرسول صلى اللّه عليه وسلم مامعناه "إدخال الطعام على الطعام" وفي ذلك مزيد من الإرهاق والاضطراب لهذه القناة الهضمية فضلاً عن أن هذا الجهاز يتأثر كثيراً بالحالة النفسية للإنسان، ولاشك أن الصوم وما يسبغه على الإنسان من مشاعر الإيمان والصفاء والرضا، يخفف من توتر الإنسان وجشعه ونهمه فينعكس ذلك كله على أجهزة جسمه بالطمأنينة والراحة والسلام.ويقول الطبيب العربي الدكتور/ عبدالعزيز إسماعيل "إن الصوم يستعمل طبياً في حالات كثيرة ويستعمل وقائياً في حالات أكثر، إن كثيراً من الأوامر الدينية لم تظهر حكمتها، وستظهر مع تقدم العلوم، فلقد ظهر أن الصوم يفيد في حالات كثيرة، وهو العلاج الوحيد في أحيان أخرى، كعلاج يستعمل في اضطرابات الأمعاء المزمنة، والمصحوبة بتخمر، ويستعمل عن زيادة الوزن الناشئة عند كثرة الغذاء، وكذلك في ارتفاع الضغط، أما بالنسبة للبول السكري، فلما كان قبل ظهوره، يكون مصحوباً في الغالب بزيادة في الوزن ، فالصوم يكون بذلك علاجاً نافعاًَ، ولايزال الصوم مع بعض ملاحظات في الغذاء أهم علاج لهذه الحالة".ويقول الدكتور/ محمد الظواهري في هذا الموضوع "لقد كانت معظم العلاجات قديماً وحتى حديثاً تتبع النظام الصحي في الغذاء، والابتعاد عن الطعام والشراب لفترات محدودة منظمة،لراحة الجهاز الهضمي وضمان قدرته عندما يستأنف عمله وهذه هي سنة اللّه في ذلك وعملية الصوم هي عملية تنظيم لفترات تناول الطعام، ويشمل التنظيم إعداد الجهاز الهضمي لتقبل الغذاء في فترتين محدودتين من فترات اليوم، ولو اتبعنا النظام الدقيق وحددنا موعدي الإفطار والسحور، فستتم الفائدة ونحصل على المقصود من حكمة الصوم.لكن للأسف هناك كثير من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة ويحشون معداتهم بألوان عدة من الطعام، وقد يأكلون في شهر الصيام أضعاف ما يأكلونه في غيره، أمثال هؤلاء لايفيدون من الصوم الفائدة الكاملة المرجوة وصدق عمر بن الخطاب إذ يقول "إياكم والبطنة فإنها ثقل في الحياة ونتن في الموت" وما أروع قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم "المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء".
|
رمضانيات
صوموا تصحوا
أخبار متعلقة