عندما يتطلع الشعب إلى عملية التغيير والتطوير ليواكب العمليات الجارية من تحديث وتجديد في الحركة الكونية ويتزامن مع ذلك استيعاب القيادات للضرورات الملحة وتصبح القناعات الثقافية والفكرية ناضجة ومستوعبة لحاجات ومتطلبات المرحلة الجديدة وبقناعة راسخة بالأهمية البالغة للقرار السليم والصائب للامتثال لصوت الشعب المتطلع إلى تحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر ) الخالدة في الوحدة والديمقراطية ونضوج الفكرة بعد سلسلة من المباحثات والاتفاقيات التي تصب في مجرى واحد نحو تحقيق أمل الشعب في الوحدة والذي كان للقيادة السياسية دور عظيم وبارز فيه لما تمتلكه من قدرات ذاتية كبيرة على الإقناع والقيادة وإدارة الحوار بحكمة واقتدار.وقد كان لفخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح حفظه الله التجربة التاريخية الغنية في الانفتاح السياسي على الأطياف السياسية المختلفة والتعامل الحكيم والمرن في الحوار الوطني الداخلي وبحنكته السياسية استطاع أن يشكل اتفاقاً وإجماعاً سياسياً موحداً بتشكيل مظلة سياسية جامعة تكون تحت ظلها كل القوى السياسية المتواجدة في الساحة ، لتعمل في هذا الإطار السياسي الموحد جميع القوى والتيارات السياسية تحت مسمى المؤتمر الشعبي العام الذي خلق مجالاً واسعاً للجميع للمشاركة السياسية والتعبير ووضع وجهات النظر والحوار والاتفاق حول القضايا الوطنية الأساسية والمسارات السياسية والإصلاحات والمتطلبات الملحة لمعالجة التحديات والمعضلات التي تواجهها الجمهورية العربية اليمنية حينها. وأصبح المؤتمر الشعبي العام بمثابة الشجرة الخضراء التي يستظل تحتها الجميع وكان الإطار السياسي الذي ضم مختلف القوى السياسية وهي بحد ذاتها تجربة رائدة في إشراك الجميع بالعملية السياسية وكانت تجربة ناجحة بما تعنيه الكلمة من معنى وقد اكتسب فخامة الأخ رئيس الجمهورية تجربة كبيرة ومهارات فن الخطاب السياسي والفكري الحديث والمتجدد المكتسب من خبرات الحديث والحوار مع القوى والتيارات السياسية المختلفة المنضوية تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام الواجهة السياسية للحكم بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح حفظه الله الذي أسس بهذا الإطار مشاركة جميع القوى السياسية في الحكم وانتقل خطوات متقدمة نحو التغيير والتطوير لصياغة النهج السياسي الجديد للسلطة. ولهذا فإنه لم يكن صعباً على القائد الرمز أن يكون مقنعاً في الحوار والاتفاق مع قيادة الجزء الجنوبي من الوطن لإعلان قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م المنجز التاريخي العظيم والهدف السامي للثورة اليمنية الخالدة الأمل والحلم لأبناء الشعب وهاهو أصبح حقيقة ثابتة وراسخة في أرض الواقع ، فالوحدة التي جاءت بالحوار الوطني الديمقراطي والاتفاق السلمي أسست لنهج وطني ديمقراطي واسع المجال نحو تحقيق الكثير من النجاحات والانجازات على طريق التحولات الديمقراطية التي تشهدها بلادنا اليوم بقيادة ابن اليمن البار مؤسس وباني الدولة الحديثة في اليمن الديمقراطي الموحد المستوعب لمتطلبات وحاجات التغير والتطوير التي تشهدها الحركة الكونية الجديدة واليمن جزء لايتجزأ من هذه المنظومة الكونية. إن القائد السياسي المحنك الذي اعتصرته التجارب والأزمات وخرج منها إلى بر الأمان سالماً معافى قد اكتسب الكثير من الخبرات ومهارات فن التعامل السياسي مع الآخر في مختلف المنعطفات وتحديات العصر ولديه المقدرة الفائقة في التعامل السهل والسلس والصارم القوي عندما تتطلب الحاجة لذلك في مواجهة العبث والأعمال الإرهابية وكل أشكال العنف المستهدفة زعزعة أمن واستقرار الوطن من بعض الخارجين على النظام والقانون. وامتاز كذلك بسعة صدره في التعامل الراقي لمواجهة الاختلالات هنا وهناك ونراه يكرر دعواته وحديثه لهؤلاء المارقين إلى محاولات الحل بالتي هي أحسن وعند بلوغ السيل الزبى فهو القائد الحاسم الصارم المحافظ المدافع عن الثوابت والمصالح العليا للوطن فهو القادر على التعامل مع مقتضيات الأمر عند الشدائد كيف لا وهو القائد البطل الشجاع المقدام في وقت المحن.إن الذين يراهنون بالاعتماد على افتعال الأزمات وإثارة الفتن والقلاقل واهمون ورهانهم خاسر لا محالة خصوصاً أنهم يعتمدون على أجندات ومساعدات خارجية لن يجنوا منها سوى الارتهان للخارج الذي لن يعطيهم سوى ما يريد إعطاءهم ولن يحصلوا منه على أكثر مما يريد أن يعطيهم ولهذا عليهم أن يفيقوا قبل فوات الأوان ويدركوا حقائق الأمور وينظروا لمصالح الوطن كون المخططات الخارجية تبحث عن مصالحها خارج حدودها وهي في الأخير عبارة عن استعمار جديد وايجاد لمناطق نفوذ عبر عملائها من خلال شراء الذمم بالمال للقتل والدمار.إن السكوت عن ذلك جريمة بحق الوطن والمواطن ولهذا كان القرار الصائب مواجهة أعمال التمرد والتخريب واجتثاث عناصرها أينما كانوا وحيثما ما وجدوا لحماية الوطن من أعمالهم الشريرة الشيطانية من أجل استتباب الأمن والاستقرار في الوطن وللمواطن وهي مسؤولية وواجب على السلطة القيام به إن أرادت استحقاق البقاء وكفى ليونة و مراوغة بعد أن تمادى البعض كثيراً وتجاوزوا حقوق الآخرين وعليهم أن يدركوا أن لهم حقوقاً وعليهم المطالبة بها بالطرق السلمية المكفولة دستورياً وقانونياً وعليهم بالمقابل أن يعلموا ويدركوا أن حقوقهم تنتهي عند بداية حقوق الآخرين ولهذا فإن من واجب السلطة أن تفعل القوانين وأن تعطي الجهات المختصة صلاحياتها للتطبيق الفاعل لما فيه المصلحة العامة والحفاظ على النظام والقانون.
إدارة الحوار بحكمة واقتدار
أخبار متعلقة