المناخات الضبابية وقتامة المواقف المعلنة والتحفظات غير المبررة الصادرة من البعض لا تنسجم مع مقتضيات الحاجة الضرورية إلى الإعلان الواضح والصريح للمواقف من الأعمال الإرهابية والتصرفات الخارجة على النظام والقانون وكل ما يهدد الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي ليتضح من خلالها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حيث إن الوضع لا يحتمل التحفظات والمراوغة لما فيه من حساسية وخطورة هي نتاج لتحالفات وتقارب أصحاب المشاريع المناوئة للنظام الوطني الشرعي في الدولة اليمنية الحديثة الذين جمعتهم مصالح خاصة مؤقتة ممثلة في العداء للنظام الجمهوري في اليمن الديمقراطي الحر الموحد وهذا هو في الأصل نوع من الوهن والوهم الذي يندرج في إطار التآمر والتحالف ولو مع الشيطان انطلاقاً من المبدأ القائل (الغاية تبرر الوسيلة) ولو كان ذلك عن طريق إحراق الأخضر واليابس.ولكن تظل الفرصة متاحة أمام من يريد النظر في المواقف بإعادة قراءة الواقع بصورة صحيحة وإيجابية للوصول إلى ما فيه المصلحة العليا للوطن بالكثير من الدراسة والتحليل لإزالة الغموض والضبابية لما بين السطور بالاعتماد على ما كتب بأحرف من نور ليستمد الشعاع الذي ينير طريق الحق الذي هو الأصل الثابت، والباطل زائل لا محالة.هذه التطورات المتسارعة زادت من تعقيدات الأزمة بفعل التحرك المحموم لعناصر العمالة في الخارج لتنسيق وتبادل الأدوار لتشكيل الدوافع الخاصة التي من شأنها الدفع إلى مزيد من التعقيد من خلال توفير العناصر اللازمة والمحركة للنفوس الضعيفة بتحويل المال لشراء الذمم ونشر السموم من خلال الكذب والتضليل والأخبار المفبركة على صفحات الصحف الصفراء. وبهذه الوسائل التي هي عبارة عن جزء من منظومة متكاملة تستهدف الأنظمة الوطنية الشرعية وتسعى إلى الانقلاب بوسائل وأساليب متميزة بالعنف والقوة تصل إلى حد القيام بالأعمال الإرهابية الإجرامية المرفوضة والمدانة شرعياً وقانونياً.ويظل التعامل الإنساني الراقي مع هؤلاء مطلوباً من أجل محاولة إعادة تأهيلهم وإعطائهم الفرصة المناسبة لما من شأنه إعادتهم إلى جادة الصواب وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في العملية السياسية والبناء التنموي والاندماج في عمليات التحول الديمقراطي من خلال تخليهم عن الشطط السياسي والغوغائية الهدامة ليصبحوا فاعلين في النشاط العام المنسجم والمستوعب لحاجات ومتطلبات نجاح العملية السياسية الجديدة في ظل الدولة اليمنية الحديثة الديمقراطية يمن القوة والعزة والكرامة والحياة السعيدة.وعليه فإن الأجواء أصبحت ملائمة لاستيعاب ضرورة تلقي دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية الجادة والصادقة الموجهة لكافة الأحزاب والمنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية الوطنية من أجل الحوار الوطني البناء ولمناقشة ووضع الحلول والمعالجات للتحديات التي تواجه الوطن وقضايا الإصلاحات الشاملة انطلاقاً من حسن النوايا ولما فيه المصلحة الوطنية، حيث إن مستجدات الأحداث تفرض نفسها على طاولة الحوار من حيث ترتيب وتحديد الأولويات الضرورية والمهمة التي تستهدف حاضر ومستقبل الوطن، واليوم يقف الجميع أمام خطورة الأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة الذي اختار بلادنا اليمن ساحة لإعداد وتنفيذ مخططاته الشيطانية معتقداً بأنها الملاذ الآمن والبيئة الحاضنة لأعماله الشريرة إلا أن الضربات الاستباقية التي قامت بها القوات المسلحة والأمن وحققت نجاحاً كبيراً أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك مدى قدرات وجاهزية قواتنا المسلحة والأمن للتعامل والجاد والصارم والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن وقد أكدت القيادة السياسية بزعامة ابن اليمن البار فخامة الأخ رئيس الجمهورية التعامل الحاسم مع مختلف أعمال العنف والإرهاب ولهذا فإن على الإرهابيين في تنظيم القاعدة ومن يدور في فلكهم أن يعلموا يقيناً أن اليمن أرض الإيمان والحكمة لن يكون حاضناً للأعمال الشيطانية فالأرض الطيبة لا تقبل الشرور والأشرار ممن يدمرون الحجر ويقتلون البشر ولن تكون اليمن ملاذاً بل مقبرة للإرهاب.هذه الأعمال الإرهابية تستوجب من الجميع تشكيل اصطفاف وطني لمواجهتها لما تشكله من خطورة كبرى على الوطن . وحتى لا تنزلق البلاد في أتون حرب أهلية بفعل الأعمال الإرهابية وإثارة الفتن فإن محاربة الإرهاب أولوية وطنية تستدعي الالتفاف حول القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ رئيس الجمهورية لمواجهة إرهاب القاعدة من خلال تشكيل هذه الملحمة البطولية من أبناء القوات المسلحة والأمن والالتفاف الشعبي الواسع لتتحطم على صخرتها كل الأعمال القاعدية الإرهابية العبثية.لعل الجميع يدرك خطورة الوضع الراهن بعد أن أحاطت الأمواج الهائجة والرياح العاتية بسفينة الوطن وعلى متنها الجميع وإن لم ترتفع الجاهزية لمواجهة المخاطر المحدقة بهم فإن السفينة بمن فيها معرضة للغرق لا قدر الله بفعل العوامل الخارجية المحيطة بها أو إذا تعرضت لثقب جسدها بفعل فاعل من بين الذين على متنها فالكارثة لن تستثني أحداً فالكل مهددون بالغرق ولهذا فإن عليهم أن يشدوا أزرهم ويبدوا شجاعة لا تلين لمواجهة المخاطر المتوقعة والعمل بشكل جماعي للخروج من المحنة بأقل الخسائر إن لم نقل من دون خسائر بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى أولاً ومن ثم على قبطان السفينة الماهر الزعيم القائد فخامة الأخ / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - حفظة الله الذي يمتلك الكثير من القدرات ومهارات فن القيادة والتعامل بحنكة في وقت المحن والأزمات لإخراج وإيصال السفينة إلى بر الأمان.
محاربة الإرهاب أولوية وطنية
أخبار متعلقة