خاطرة
تذكرت تلك الكلمات من أغنية كاظم الساهر(بعد الحب) عندما شرعت في الكتابة إليك يا من كنت حبيبي..ولكن اتراه يجدي الكلام الآن..أكتب إليك وأنا أعلم يقيناً أن ما من شيء أصبح بإمكانه أن يبعث الحياة من جديد في مشاعري التي كنت تقتلها عامداً متعمداً..لكني أكتب إليك..ربما لكي أنفض رماد الألم عن سنوات عمري التي احترقت بين يديك وأنا استجدي منك لحظة حنان..وربما لترى ما اقترفته يداك في حق قلب أراد أن يعيش ويموت وهو ينبض بحبك..ولكنك أشبعته قسوة حتى ماتت فيه كل أحلامه التي كان يرسمها معك..قلب كان بإمكانك أن تمتلكه بالحب وحده ولكنك آثرت الجفاء حتى فر هارباً مكنك بلا عودة..حبيبي سابقاً لا أكثر..أتراك بحاجة إلى أن أخبرك كيف ماتت مشاعري تجاهك..أنا أعلم أنك لست بحاجة لذلك..لكني رغم ذلك سأخبرك..فكم حاولت من قبل أن أجعلك تشعر كم كنت بحاجة إليك،لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل..كنت دائماً أحاول أن أستغيث بك منك..وكنت دائماً لا تفهم..حتى أحسست أن الكلام هو أيضاً أصبح يموت بداخلي كما كانت تموت مشاعري في كل مرة يصفعني فيها صقيع مشاعرك..أتراك الآن فهمت أنه ليس بإمكان رجل امتلاك امرأة إلا بالحب..أتراك الآن أدركت أن الحب حين يموت لا يمكن أن تبعث فيه الحياة من جديد..أتراك الآن عرفت أني كنت أحاول التشبث بأي خيط من أمل معك..لكنك في كل مرة كنت تذبح مشاعري على أعتاب غرورك وتقطع كل ما تبقى من خيوط تربط بيننا..لقد حاولت كثيراً أن أفهمك أنني كامرأة كنت بحاجة إليك..كنت بحاجة إلى أن تحتويني كما أنا ،لا أن تحاول دائماً أن تعيد صياغتي وكأنني دمية تلهو بها..كنت بحاجة إلى أن تطلق سراح مشاعري في كل حالاتها،لا إلى أن تقيدها بأغلال نرجسيتك..حبيبي سابقاً لا أكثر..سامحني أن لم يعد بإمكاني الصمود أمام إعصار المعاناة التي حطمت كياني وعصفت بكل ما بقي من مشاعر كانت تحتضر بداخلي..صدقني لقد حاولت..حاولت كثيراً أن أحيي رميم مشاعري،لكني لست بآلة أو نبي حتى أصنع المعجزات..اعترف لك يا من كنت حبيبي أني قد تغيرت..تغير في كل شيء فلم أعد تلك المرأة المهزومة التي كانت تستجدي عواطفك..ولم أعد أطيق ضعفي الذي كنت تستمد منه قوتك لتسحق مشاعري..لم تعد أنت حبيبي..لم يعد قلبي بحاجة إلى فتات تلك العواطف الباردة التي كنت تلقي بها إلي من حين إلى آخر..لم أعد تلك الدمية التي كنت تلهو بها ثم تكسرها حين تمل منها كطفل عابث..حبيبي سابقاً لا أكثر..لم يعد يجدي الكلام..فقد كنت أمامك زمناً طويلاً،لكنك لم تكن تراني..كان بإمكانك امتلاك قلبي،ولكنك كنت دائماً تلفظه بعيداً عنك..لقد كنت دائماً تجرح كبريائي كامرأة وأنا أتسول منك كلمة عطف واحدة كان بإمكانها أن تذيب الجليد الذي أحطتني به من كل جانب..لكنك دائماً كنت تلقيني في بحار حالكة الظلمة من اليأس..أنت الذي خذلت كبريائي منذ البداية..أنت الذي أشعرتني أن مشاعري ليس لها أي قيمة لديك وأنها سخافات يجب علي أن أتخلص منها حتى أصبح قادرة على التعيش مع جمود عواطفك.. أنت الذي أغمدت سيف اليأس في قلبي الذي كان ينبض بالحياة ذات يوم..حبيبي سابقاً لا أكثر..لقد انتظرتك طويلاً أن تفيق من غفوتك قبل فوات الأوان..،لكنك أفقت متأخراً جداً..أفقت بعد أن مات جنين الحب بداخلي..بعد أن أجهضت كل مشاعري..بعد أن أصبح قلبي خالياً منك ولم يعد لك فيه أي مكان.