مذكرات الفنان طه فارع
تعرفت على شخصية الأستاذ القدير علوي السقاف رحمه الله وطيب ثراه في الستينات وقابلته شخصياً عندما كان يقدم برنامجه الشهير (ركن الهواة) وقدمت له نفسي كهاو للموسيقى وأريد ان اشترك في البرنامج (ركن الهواة) فرحب بي أحسن ترحيب وشجعني على أن أقدم أغنية يمنية فقلت له أنني أحفظ الكثير من أغاني فناننا الكبير محمد مرشد ناجي كما انني اجيد تقليد صوته الرخيم فرحب بالفكرة وحدد لي يوم التسجيل وهو يوم تسجيل البرنامج وشكرته على تشجيعه لي وحسن الاستقبال فقد كان الأستاذ علوي السقاف طيب الأخلاق والابتسامة لاتفارق محياه متواضع جداً وكان رحمه الله لايعرف الغرور أبداً رغم نجاحه كمذيع أول وصاحب أفكار برامج كثيرة ويملك العديد من المواهب كما انه يجيد عزف العود وقد لحن العديد من الأغاني للأطفال واشترك معهم بالغناء وكان يتمتع بأذن موسيقية مرهف الإحساس وقل ماتجد هذه الصفات عند بعض مذيعي هذه الأيام كما كان من المعدين لبرامج جديدة ومقدم لأكثر من برنامج في الإذاعة - عدن - والتلفزيون (القناة الثانية).وفي عام 1964م عندما اشتد الكفاح المسلح ضد الاستعمار وبخاصة في مدينة الشيخ عثمان التي كان يطلق عليها (فيتنام) اضطر الأهالي النزوح إلى خور مكسر وكما يقول المثل رب ضارة نافعة كان المنزل الذي استأجرناه في نفس الشقة التي يسكنها الأستاذ علوي السقاف طيب الله ثراه التقيت به خارج العمارة التي نسكنها وتبادلنا الحديث عن الحرب وماسببته لنا من أضرار ثم سألني والآن أين تسكن أنت والعائلة فأشرت إلى العمارة قال إنها نفس العمارة التي اسكنها في الدور الثاني قلت له ونحن في الدور الأول وحددنا موعداً للقاء في اليوم الثاني في منزله وفي منتصف الجلسة اخذ الأستاذ علوي السقاف العود وبدأ يلاعب أوتاره ويعزف بعض الأغاني ومن ذلك اليوم عرفت انه يعزف العود تم أعطاني العود وقال لي سمعنا الجديد ياطه قلت في نفسي هذه فرصتك ياطه أنت الآن أمام احد المسؤلين في الاذااعة ان شاء الله يعجبه اللحن كان يومها في نفس العام 64م قد بدأت ألحن لنفسي قلت للأستاذ علوي والله عندي لحن جديد وان شاء الله يعجبك وهو من الحاني التي لحنتها لأول مرة قال رحمه الله عليه ياالله اسمعنا فأسمعته اللحن الجديد وكان يومها أغنية (ماشنفعك إلا أنا) من كلمات الأستاذ محمد سعد عبدالله فأعجبه اللحن والكلمات وقال لي سأحدد لك موعد التسجيل قريباً جداً إن شاء الله قلت له إن شاء الله وشكراً على تشجيعك لي قال لي فعلاً اللحن والكلمات حلوين وصدقنا باتنتج الأغنية وباتجي على كلام أخوك وفعلاً اجيت على كلام الأستاذ علوي فقد كانت الأغنية ناجحة وطلبات المستمعين والمستمعات عليها كثيرة وكانت بالنسبة لي الانطلاقة الحقيقة لشهرتي وذلك بفضل الله وبفضل تشجيع الأستاذ علوي السقاف رحمه الله وطيب ثراه.ومن ذكرياتي مع الأستاذ علوي السقاف موقف نبيل وقفه معي عندما راودتني فكرة العمل في التلفزيون بعد الدوام الرسمي فأخبرته بالفكرة ورحب بها وقال لي اكتب الطلب وأنا سأقدمه للأستاذ حسين الصافي رحمه الله وطيب تراه.وكتبت الطلب وقدمته للأستاذ علوي السقاف فذهب أستاذي علوي السقاف بالطلب إلى الأستاذ حسين الصافي مدير عام الإذاعة والتلفزيون - القناة الثانية حالياً - بعد الوحدة المباركة فوافق على الطلب بتعييني - مساهماً - في التلفزيون وكان يومها يبدأ الدوام الساعة الثالثة عصراً, وقد كان الدوام الرسمي في الخزانة يبدأ الساعة السابعة صباحاً وينتهي في الثانية ظهراً.