في وقتٍ ما ومكان عامٍ أثارني منظر وسبّب في نفسي انفعالاً كبيرًا لما شاهدته لمجموعة من الشباب وهم يتلفظون ببعض العبارات الخارجة عن نطاق التهذيب على بعض الفتيات المارات أمامهم دون أن يضعوا أي احترام أو لياقة لألفاظهم التي تبعث في النفس بعض الاشمئزاز لما توصل إليه شبابنا.. شباب الغد الذي نأمل أن نراه في أحسن صوره وأشكاله!!شباب طالما حلمنا أن نبني به مجتمعًا سليمًا معافى من الانحلال والهبوط الفكري... شباب يخلق أجيالاً قادمة أصحاء جسديًا ومعنويًا وفكريًا وأخلاقياً.. شباب لا نأسف عليه عندما نراه أو نأسف لما توصل إليه من التفاهات في تعامله لانتقائهم لعبارات بذيئة جارحة لكل فتاة تمر على أرض الله الواسعة دون ذنب تقترفه غير أنّه يبرز مهاراته لمن يكسب الرهان الرخيص لمن يستطيع أن يوقعها في شبكته من الفتيات!!فبعضٌ منهم يهرعون وراء الفتيات من ركن إلى آخر، والآخرون يرمون بأرقام هواتفهم لعلهم ينالون اتصالاً وديًا... وآخرون يخترعون طرقًا فهلوانية خداعة... إلخ...إننا في زمن العجب دائمًا ما يلقى الشباب أخطاءه وفشله على الزمن الذي تغير وأصبح غريبًا فيه _ كما يقول _ إنّ الزمن هو الزمن نفسه وكثيرًا ما نجد هؤلاء الشباب يلعنون هذا الزمان وما يخبئ لهم من خيبات الأمل!!لذا ليس من الغريب أن نراه من تصرفات سيئة لشبابنا ولكن العيب أن نسكت ونظل نضع أيدينا على أعيننا ونلقي باللوم الكبير عليهم دون أن نمد لهم يد العون والمساعدة من خلال التوعية الشبابية من حلقات تثقيفية.. رحلات ترفيهية لمختلف معالم بلادنا.. أين مساهمة دور المدرسة والمنزل والترابط الدائم بينهما من خلال المشرفين الاجتماعيين في مدارسنا لمعرفة الحالات الاجتماعية لبعض طلابنا الشباب المنحرفين عن القيم والأخلاقيات والعمل على حل بعض المشاكل التي تخلق عدم الرضا بالواقع الملموس... خصوصًا ونحن نعيش زمن الفضائيات والإنتر نت واتصالهم بالعالم الخارجي... فكل هذه التطورات ربما خلقت في شبابنا حب التعلم والاستطلاع والتقليد لما يشاهده واختلفت أفكاره بأفكار غير مجتمعة ومن هنا بدأ الشباب بالتناقض مع نفسه وذاته وتمرد عن سلوكيات مجتمعه!!لذا ما علينا إلا الصبر نحن كأسر لشباب هم بحاجة إلى الرعاية والاهتمام والدعاء لهم بالهدايا من الله عز وجل مع الاستمرار بالمتابعة والتوعية لعلنا نصل في النهاية إلى مبتغانا في إصلاح سلوكيات شبابنا!!* نبيلة السيد
شباب بحاجةٍ إلى توعية !!
أخبار متعلقة