شخصيات خالدة
كان مفوهاً وزعيماً لحركة الحقوق المدنية في أمريكا من منتصف الخمسينيات حتى اغتياله في عام 1968 م. ومناديا بالوسائل السلمية لتحقيق الإصلاح في مجال الحقوق المدنية وقد منح جائزة نوبل للسلام عام 1964م لجهوده في هذا المجال.ولد مارتن لوثر كنج في أطلانطا جورجيا عام 1929م في ذلك الزمان كانت سمرة البشرة جريمة يعاقب عليها أمثال لوثر ، جريمة عرضتهم طوال قرون للعبودية ، وأقامت تجاههم عنصرية بغيضة استمرت طويلا ، لم يكن من المستطاع لأمثاله حتى الستينات دخول أحياء البيض ، أو استعمال موصلاتهم والجلوس جنبا إلى جنب ، أما اشهر ما عرفت به تلك الأيام هي تلك اللافتات والتي كانت تعلق على أبواب المطاعم « ممنوع دخول السود واليهود والكلاب « .في السادسة من عمره التحق بالمدرسة العامة حيث تلقى دروسه الابتدائية وحتى الثانوية وفي العام 1944م نجح في امتحان الدخول إلى معهد اللاهوت في اتلانتا قبل أن ينهي دراسته الثانوية وذلك بفضل تفوقه وتحصيله العلمي، وبعد ثلاثة أعوام تخرج في المعهد واعظا فيما كان يتابع دروسا في علم الاجتماع وقد عين من ساعتها مساعدا لوالده القس المعمداني في مدينة اتلانتا وفي العام التالي 1948 كانت سيامته قسا وان لم ينقطع عن سلك التعليم ففي خلال خمسة أعوام كان الطفل الأسمر آلاتي من بعيد بحلم الحرية يحوز على درجة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة بوسطن وهذا ما حدث بالفعل فقد حصل على شهادة البكالوريوس من معهد كروزير عام 1951م وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن في عام 1955م. وقبلها بقليل أي في العام 1953م، كان قد التقى فتاة من بني جنسه « كوروتا سكوت » التي اتخذها له زوجة ورفيقة في درب الكفاح ضد التمييز الطبقي العنصري هذا الدرب الذي بدأه لوثر في السابع عشر من مايو من عام 1954م عندما حقق السود انتصارا مهما للغاية تمثل في الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة والقاضي بإبطال دستورية التمييز العنصري ضد الطلاب في المدارس الرسمية .كانت أحوال الأمريكيين من أصول افريقية تعيسة وبائسة ومزرية للغاية ، كانوا يعانون العديد من مظاهر الاضطهاد والاحتقار لاسيما في وسائل المواصلاتكان الحال مستمراً على هذا المنوال إلى أن جاء يوم الخميس الأول من ديسمبر من عام 1955 حيث رفضت الحائكة الزنجية روزا باركس أن تخلي مقعدها لراكب أبيض فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال البوليس الذين القوا القبض عليها بتهمة مخالفة القوانين .فاتخذت قضية العنصرية محمل الجد من قبل الزنوج ، ومن خلال دراسته تعرف مارتن لوثر على فلسفة غاندي للاحتجاج الاجتماعي السلمي. وفي رحلة إلى الهند عام 1959م التقى أتباع غاندي ومن خلال مناقشتهم أصبح مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأن هذه المقاومة السلمية (غير العنيفة ) هي السلاح الماضي والفعال للمضطهدين في كل أنحاء العالم في كفاحهم من أجل الحرية. وأثناء عمله في مونتجومري ألاباما قاد كينج حملة لمقاطعة الحافلة المخصصة لنقل السود، وقد اعتقل هو وتسعون آخرون بتهمة التآمر لعرقلة عمل أحد الأنشطة التجارية.وقد تمت إدانته هو والعديد من الأشخاص، ولكنهم استأنفوا الحكم. ومع استمرار حملة مقاطعة حافلات نقل الركاب المخصصة للسود في مونتجومري، اكتسب كينج شهرة واسعة في أنحاء الولايات المتحدة وفي العالم. وعندما نجحت الحملة أصبح بطلاً قومياً. وبعد ذلك قاد حملة قومية للقضاء على كل أنواع التمييز العنصري .