سعوديون يتحدثون عن السياحة في إب
استطلاع / فؤاد أحمد السميعي اليمن السعيد بجباله ووديانه وهضابه وسهوله وشواطئه وبحاره بحاضره وماضيه العريق ... اليمن السعيد بمكنوناته الجغرافية والديمغرافية يعد أية الله في كونه الفسيح بما يحويه من جمال الطبيعة الساحرة الخلاب الذي لطالما أسر الأفئدة والألباب، الموصوف على لسان أحد الشعراء العرب بقوله (( الماء والخضرة والوجه الحسن )) ،فضلاً عما يختزله من موروث إنساني عريق يدل على عمق وأصالة وعراقة الحضارات اليمنية المتعاقبة عبر الأزمان الغابرة .. ومحافظة إب الواقعة في عمق المرتفعات الجنوبية الوسطى جنوب العاصمة صنعاء ( 193كم ) تعد جوهرته المكنونة المصونة بكل ما حباها الله من جمال الطبيعة البديع وألق التاريخ العريق.. فكل جزء من أجزاء مديرياتها العشرين (إب ، الظهار ، المشنة ، جبلة، السياني ،العدين ، حزم العدين ،مذيخرة القفر المخادر ذي السفال حبيش السبرة بعدان ، الشعر ، النادرة ، الرخمة، السدة ، فرع العدين ، يريم ). يحوي العديد من معالمها السياحية والأثرية النادرة التي أذهلت العقول والأبصار ناهيك عن دماثة أخلاق أبنائها وحسن تعاملهم مع زائري محافظتهم من الخليجيين والعرب الأشقاء ،والأصدقاء الأجانب. وذلك ما أكده عدد من الأشقاء السعوديين الزائرين محافظة إب في الاستطلاع التالي:[c1] لاأشعر بالاغتراب [/c] بداية التقينا الأخ / سلمان محمد يحيى الفيفي _من محافظة الفيفاء - السعودية الذي تحدث عن زيارته لليمن عموماً ولمحافظة إب خصوصاً بقوله أشعر وعائلتي بالسعادة الغامرة وأنا أزور وأتجول في وطني الثاني (اليمن) خاصة أني وأثناء تجوالي مع عائلتي في المحافظات والمديريات اليمنية بمدنها وقراها لم أشعر مطلقاً بالغربة والأغتراب عن موطننا الأول (السعودية) لما لمسناه ونلمسه من المواطنين اليمنيين معنا ومع بقية الزائرين من تعامل راق وجميل جداً ودماثة اخلاق وكرم ضيافة وترحيب مستمر وتسهيلات من كافة الجوانب التي يتطلبها الزائرين وعلى وجه الخصوص التسهيلات التي تحظى بها من كافة وحدات الأجهزة الأمنية ومن رجال المرور المنتشرين في كافة شوارع وحارات ومدن وطرق اليمن الذين نكن لهم كل الشكر والتقدير والاحترام لما بذلوه ويبذلونه من جهد قيم في سبيل تقديم كافة التسهيلات لنا ولسياراتنا من خلال تفهمهم لجهلنا بالنظم والقوانين المرورية السارية في اليمن والتي تختلف نوعاً ما عن النظم والقوانين المتبعة في المملكة العربية السعودية ومع ذلك فإننا نجد التفاهم والتعاون والتسهيلات في مختلف تنقلاتنا وأؤكد أن الشعب اليمني عموماً هو الشعب العربي الوحيد الذي يستقبل الوافدين اليه بحب وبشاشة وأخلاق وتعامل حسن دون النظر مطلقاً إلى الماديات بعكس كثير من الشعوب العربية الذين همهم الرئيسي والوحيد كيف يستنزفون أموال الوافدين إلى بلدانهم منذ أن تطأ أقدامهم منافذ تلك البلدان مستخدمين كافة الوسائل والمغريات الهادفة لاستنزاف جيوب وافديهم (السياح) وليس لخدمتهم بعكس الشعب اليمني تماماً المتميز بالكرم والنخوة والشهامة . ومن أنطباعاته ومشاعره تجاه محافظة إب السياحية أوضح الأخ سلمان الفيفي بقوله : محافظة إب تعد المحافظة الأولى على مستوى اليمن التي تستحوذ على قلوب وعقول وجوارح الراغبين في السياحة النقية النظيفة والتمتع بجمالها الخلاب الذي يأسر الألباب سواء بخضرتها البهيجة معظم فصول العام بكل ما تنتجه أرضها الخصبة الطيبة أو بسلاسل جبالها المكسوة بخضرتها الطبيعية النضرة وبوديانها وشلالاتها .. ومعالمها الأثرية النادرة ,, والأهم من كل ذلك طيبة ونقاوة أبنائها وحسن تعاملهم معنا .. ومقارنة بالزيارة السابقة قبل أعوام التي زرت فيها محافظة إب والزيارة الحالية أجد الفرق واسعاً جداً من خلال التطور الكبير التي شهدته المحافظة سواء في تعبيد ورصف وإنارة المحافظة أوفي تطور وتوسع خدماتها الفندقية والسياحية وبشكل فاق كل التوقعات .. فقبل أعوام زرناها ومررنا عليها مرور الكرام دون أن نتمكن من المكوث فيها لعدم توفر وسائل الإقامة انذاك بعكس ما أشاهده اليوم من تطور هائل في أعداد ورقي المنشآت الفندقية بمختلف أنواعها وتصنيفاتها .. وحول الظواهر المسيئة للسياحة اليمنية أوضح الأخ سلمان الفيفي بقوله : بمناسبة زيارتي لليمن وفرصة الحديث الصحفي فإني أعيب على وزارة السياحة والجهات المعنية بالترويج السياحي التقصير الكبير في الترويج السياحي للمواقع السياحية والأثرية الساحرة التي تزخر بها اليمن وكذا الدليل التعريفي السياحي المفترض توافره في مختلف دول العالم وعلى المنافذ اليمنية البرية والجوية والبحرية ولدى الفنادق والوكالات السياحية مثلما تجتهد الدول الأخرى في إصدار وتعميم وسائلها الترويجية الدعائية والتعريفية بمعالمها السياحية الأقل شأناً وأهمية ومكانة من المعالم التي تمتلكها اليمن كما أعيب على محافظة إب بوجه خاص عدم توفر الحدائق والمتنزهات العامة وملاعب الأطفال وكذا عدم توفر الخدمات السياحية في مختلف المواقع السياحية والأثرية الواقعة خارج نطاق عاصمة المحافظة وكذلك أعيب عليها تفشي ظاهرة التسول. [c1] التطور والنظافة [/c]أما الأخ/ أحمد يحي جابر الفيفي - من أبناء محافظة الفيفا السعودية فيقول: قبل ثمانية أعوام زرت اليمن ومن ضمنها محافظة إب حيث أعجبتني خضرتها النضرة وجمالها الخلاب ومعالمها السياحية العريقة وكرم وشهامة وتعاون أبنائها وحسن تعاملهم معنا غير أني وبكل أسف لم أتمكن من البقاء فيها حتى ليوم واحد نظراً لعدم توفر أبسط الخدمات السياحة فيها وقتئذ جعلنا ذلك نمر فيها مروراً متجهين من صنعاء إلى تعز ... كما كانت الطرق المعبدة فيها على شارعين هما الشارع العام المسمى شارع تعز وشارع العدين، كما كانت الإنارة فيها ضئيلة جداً إضافة إلى انعدام خدمة النظافة فيها وانعدام أعمال التحسين من حزر وسطية ومجسمات وجولات وسواها حتى ان من يدخلها ويظن أنه في قرية كبيرة وليس في عاصمة محافظة إب السياحية ، عندما زرتها هذا العام أنذهلت تماماً من التطور الكبير الذي شهدته سواء بتوسيع وتطور بنيتها التحتية كشف وتعبيد ورصف كافة شوارعها وطرقها الرئيسية والفرعية وأزقة الحارات وإنشاء الجزر الوسطية والجولات والمجسمات الجمالية وفي نصب أعمدة الإنارة في كافة شوارع وأحياء المدينة وخارجها وكذا النظافة النوعية التي تشهدها هذه الأيام إضافة إلى التوسع والتطور الكبير الذي شهدته الخدمات السياحية بأنواعها من منشآت فندقية ومطاعم راقية بمختلف الفئات والدرجات لتلبية كافة الرغبات السياحية المشروعة .. كما أعجبني خدمة النظافة التي شاهدتها وأشاهدها في مدينة إب ولا أبالغ أن قلت إن مدينة إب تعد المدينة النوذجية من حيث النظافة من بين عواصم المحافظات الأخرى التي زرتها في اليمن وهذا شيء طيب ورائع يعكس الصورة الحضارية لهذا البلد ولأبنائها وتشجيع السائحين على الإقامة فيها الأطوال وقت ممكن...إضافة إلى نزاهة أبنائها وعدم استغلالهم لفترة الموسم السياحي فأسعار الفنادق والمطاعم مناسبة وأقل بكثير من أسعار المنشآت المماثلة في الأقطار العربية الأخرى كما أن أسعارها تسري على السائح العربي أو الخليجي أو السعودي أو حتى الأجنبي مثلما تسري على المواطن اليمني فلا استغلال أو إضافة على أي سائح .. أما المشاكل والسلبيات التي يواجهها السائح في إب فهي عدم توفر البنى التحتية للعديد من المواقع والمعالم السياحية التي تتفرد بها المحافظة لتمكين السياح من الوصول إليها بسهولة ويسر وكذا عدم توفر الخدمات السياحية فيها تفشي ظاهرة التسول وبشكل يسيء للبلد وأبنائه - قلة المنتزهات والحدائق وملاعب الأطفال باعتبار أن الأطفال نصف الحاضر وكل المستقبل ومن حقهم الحصول على فرص التنزه واللعب خاصة أنهم عندما يعرفون بتوجههم معنا إلى أي بلد يسألون هل في هذه البلد ألعاب ! فنقول لهم نعم حتى يقبلوا بالسفر معنا برضى وقناعة ليتفاجؤا عند وصولنا بعدم وجود مطلبهم الطفولي المشروع.[c1](لؤلؤة اليمن)[/c]وقال الأخ / الحسين ناجي أحمد الجدعاني - من أبناء مدينة جدة السعودية:لاشك في أن اليمن تعد البلد السياحي الفريد من نوعه فهي بلد السياحة من الدرجة الأولى، ويمتلك من المعالم والمقومات السياحية الخلابة الساحرة ما يعجز الواصف عن وصفه بجمال وخضرة الطبيعة من ويان وشلالات ومياه معدنية حارة وغيول وينابيع مائية عذبة وجبال شاهقة ومتوسطة وصغيرة وشواطئ واسعة وممتدة ومعالم أثرية متناثرة في مختلف أرجاء اليمن والتي تدل على عمق وعراقة الحضارات اليمنية.ومحافظة إب خصوصاً تعد لؤلؤة اليمن بما حباها الله من جمال الطبيعة والتربة الخصبة والخضرة معظم أشهر العام وتعدد إنتاجها الزراعي وتنوع مناخها مابين البارد والمعتدل والدافىء فضلاً عن الكم الهائل من الموروث الحضاري المتمثل في المعالم الأثرية والتاريخية التي تزخربها المحافظة والتي تدل على عراقة وأصالة الحضارات اليمنية على مر العصور والأزمان .. وكل ذلك جعل قبلة السياح الراغبين في الحصول على فرصة السياحة النظيفة .. ويزيد جمال كل ذلك مستوى التعامل الطيب والراقي الذي يبديه المواطنون اليمنيون وأخص هنا أبناء محافظة إب الذين يكنون لنا كل الحب والتقدير والأحترام ويقدمون لنا كل سبل الراحة والتسهيلات بكل الحب وود رغبة في خدمتنا وتسهيل تجوالنا وليس حباً في جيوبنا كما هو حال بقية الشعوب العربية إب جميلة فاتنة آسرة .. غير أني ألوم السلطات المحلية في محافظة إب على بعض السلبيات التي تسببت بشكل أو بآخر في تنفير السياح والتي بإمكانها تلافيها وإنهاؤها مثل عدم متابعة النظافة في معظم فنادق المدينة .. وظاهرة إزعاج الدراجات النارية ليل نهار وظاهرة تفشي التسول بشكل سييء للمحافظة ولأبنائها.